يشارك زهاء 40% من الأشخاص في صفوف الرياضة الجماعية ، ما يبين شيوع هذا النمط من التمارين ورواجها، إذ تقترب من المراتب الثلاث الأولى بين الأشياء الرائجة في عالم الرياضة، وذلك قبل جائحة كوفيد-19، وفقًا لتقديرات الجمعية الأمريكية لعلوم الرياضة.
تُعد التمارين الرياضية أحد شروط الحياة الصحية السليمة، فهي تحسن نوعية الحياة بخفض ضغط الدم والتحكم في سكر الدم، إضافةً إلى تأمين نوم أفضل، وقد يكون للتمارين الجماعية المزيد من الفوائد أيضًا.
امنح نفسك فرصة المشاركة
يؤثر فينا الأشخاص المحيطون بنا بعدة طرق مختلفة، وفقًا لعلماء النفس والباحثين الرياضيين، إذ يؤثرون في موقفنا تجاه ممارسة التمارين الرياضية، وهو العامل الأول الذي يحدد هل سنمارس الرياضة أم لا، فإذا تعرّف شخص على شخص آخر يمارس الرياضة بانتظام، سيؤثر ذلك في سلوكه ومشاعره وأفكاره، ما يجعله يُقبل على ممارسة هذه التمارين برغبة وحماس وإيجابية.
التمارين مع الأصدقاء أمر محفز
يتطلب قرار ممارسة الرياضة العديد من الحوافز للاستمرار به والمواظبة عليه، ويُعد الحافز النفسي أقوى هذه المحفزات، إذ إن مشاركة التمارين مع الآخرين قد تحول التمرين إلى نشاط اجتماعي ممتع، فالمتعة في أثناء أداء التمرين يجعلك أكثر احتمالًا للاستمرار به رغم صعوبته.
أما إذا كان الدافع خارجيًا، يكون الالتزام أقل احتمالًا، كالرغبة في خسارة الوزن أو التوجيه من شخص آخر لأداء التمارين، يؤدي غياب الدافع كالوصول إلى الوزن المطلوب أو انعدام الاهتمام بالوزن إلى الابتعاد عن الرياضة، فتصبح التمارين أقل فائدة.
تساعد التمارين الرياضية عمومًا على تحسين تحكم الفرد في قراراته، أما التمارين الجماعية ، فهي تعزز الشعور بالاستقلال والثقة بالنفس وتزيد من التواصل مع الآخرين، إذ يميل الأشخاص إلى الاستمرار في النشاطات الفعالة التي تحسن الحالة النفسية لديهم.
يساهم الأصدقاء في اعتياد الرياضة
تجعل مشاركة التمارين مع الآخرين الرياضة أكثر قابلية للاعتياد، إذ يُعد وجود الأصدقاء تحفيزًا ومكافأةً في الوقت ذاته، ويساهم تذكيرهم الدائم بالتمرين والتشجيع عليه في دفعك إلى المثابرة والاستمرار به، إضافةً إلى رغبة التنافس فيما بينكم، ما يلغي العوائق التي غالبًا ما تواجه المبتدئين، ويزيد الجهود التي يبذلها جميع المشاركين.
إن رؤية من حولك يتمرنون يمنحك الثقة ويدفعك إلى تحسين أدائك للتمارين، وهي خطوة مهمة لبدء روتين حياة جديد، ويعكس مقدار ثقتك بنفسك مدى استعدادك لتحدٍ جديد، والقدرة على ممارسة مستوى أصعب من التمارين.
إذا أردت تحقيق شيء ما فعليك أن تجعله عادةً يومية، فالعادات نشاط يومي لا يتطلب الكثير من الطاقة والإرادة للقيام به، ولكي تستمر تحتاج إلى محفز، وهذا ما يوفره الأصدقاء من محيط ملائم، وجو مليء بالمرح والمتعة، إضافةً إلى الاحتياج إلى تقدير الذات أو المكافأة الذاتية، ويتجلى هذان العاملان بوضوح في التدرب مع الآخرين، الذي يُعد محفزًا ومكافأةً تُحول التمرين إلى عادة يومية.
أظهرت الأبحاث حديثًا أن من يشعرون بالانتماء لصفوف التمارين الخاصة بهم أكثر التزامًا بالوقت، وأكثر احتمالًا للاستمرار بها وحضور عدد أكبر منها ومقاومة التشتت، وأقل احتمالًا للانسحاب، ما يوضح حقيقة أن التمرين الجماعي تجربة أفضل على جميع الأصعدة.
حاول انتقاء الأشخاص المماثلين لك في العمر والجنس والاهتمامات، لتشكيل علاقة جيدة معهم والاستمرار معًا في ممارسة التمارين.
الانضمام إلى مجموعة مع التزام التباعد الاجتماعي
تمنح ممارسة الرياضة مع الآخرين فرصةً للبدء بنمط حياة نشط وممتع، خاصةً خلال الوباء الحالي وتأثيراته التي طالت الجميع، ما يجعله الوقت المناسب لخوض تجربة التمارين الجماعية من بُعد، ويمكنك المشاركة في أنشطة متعددة، كاليوغا الجماعية أو الركض الجماعي خارج المنزل إذا كان الجو مناسبًا، مع مراعاة تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
يمكن اللجوء في الظروف الحالية إلى الأنشطة الجماعية عبر الإنترنت، التي تتطلب جهدًا أكبر وتأمين معدات إضافية، إلا أنها تتميز بالمرونة في اختيار الوقت المناسب وتنوع الأنشطة والتمارين المتاحة والتواصل مع أشخاص من مختلف بلدان العالم، ما يجعلها خيارًا جيدًا للكثيرين.
اقرأ أيضًا:
فرط ممارسة التمارين الرياضية يجعل بولك بنيًّا.. وقد يقضي على حياتك
خطوات بسيطة لمساعدتك على الالتزام بممارسة التمارين الرياضية في العام الجديد
ترجمة: زياد الشاعر
تدقيق: يمام بالوش
مراجعة: أكرم محيي الدين