تعد متلازمة كلاينه ليفين والمعروفة أيضًا باسم متلازمة الجميلة النائمة أو متلازمة السبات العائلي، حالة طبية نادرة الحدوث، إذ إنها تجبر المريض على النوم لفترات طويلة ومتقطعة، ما يمنعهم من البقاء مستيقظين طوال النهار، وهو ما يعرف بفرط النوم، وتؤثر المتلازمة أيضًا في نمط سلوك المرضى، فقد ينامون نحو 16 أو 20 ساعة يوميًا خلال نوبة المتلازمة.

من يصاب بمتلازمة كلاينه ليفين؟

تصيب متلازمة كلاينه ليفين أي شخص، ويعد الذكور أكثر عرضة للإصابة بها. تبدأ أعراض المتلازمة بالظهور غالبًا في بداية البلوغ، وتتناقص النوبات شدة وتواترًا خلال فترة زمنية تقدر وسطيًا بنحو 14 سنة.

ما مدى شيوع متلازمة كلاينه ليفين؟

تعد متلازمة كلاينه ليفين اضطرابًا شديد الندرة، إذ يقدر عدد الإصابات بنحو حالة أو اثنتين من كل مليون شخص.

أعراض متلازمة كلاينه ليفين:

تبدأ الأعراض بالظهور عادة مع بداية البلوغ، وتتكرر غالبًا أكثر من مرة سنويًا. تقدر مدة الإصابة بالمتلازمة وسطيًا نحو 14 سنة، وتتضمن أعراضها كلًا من:

  •  النعاس الشديد وفقدان القدرة على البقاء في حالة اليقظة.
  •  ازدياد الشهية، أي فرط تناول الطعام.
  •  ازدياد الرغبة الجنسية.
  •  الهلوسات.
  •  التغيرات السوكية والتهيج والعصبية.
  • القلق والاكتئاب.
  •  كثرة الارتباك والنسيان.

تبدأ النوبة عندما يواجه مريض المتلازمة الأعراض السابقة لمدة يومين على الأقل. قد تستمر المتلازمة بضعة أيام أو 10 أيام وسطيًا، أو قد تصل إلى بضعة أسابيع.

تشير إحدى الدراسات إلى أن مرضى متلازمة كلاينه ليفين يواجهون ما يقارب 20 نوبة خلال فترة حياتهم.

يواجه معظم المرضى صعوبة في تذكر ما حصل خلال النوبة. ويقتصر نشاطهم الجسدي عند استيقاظهم في أثنائها، على تناول الطعام أو دخول الحمام نتيجة النعاس المفرط.

يعود مريض متلازمة كلاينه ليفين إلى نمطه السلوكي الطبيعي بعد نهاية النوبة، وتقتصر الأعراض التي قد يواجهها حينها على فقدان بسيط للذاكرة.

محفزات نوبة متلازمة كلاينه ليفين:

تتمثل الأحداث المحرضة لبدء نوبة المتلازمة بكل مما يلي:

  •  الإصابة بالعدوى أو بمرض شبيه بالإنفلونزا.
  •  استهلاك الكحول والمخدرات.
  •  رضوض الرأس.
  •  الإجهاد الجسدي.
  •  التوتر.

أسباب متلازمة كلاينه ليفين:

ما يزال السبب الكامن وراء متلازمة كلاينه ليفين مجهولًا. تقترح بعض الدراسات أن مرضًا أو أذية ما قد تسبب ضررًا في المنطقة من الدماغ المسؤولة عن تنظيم النوم، التي تعرف بما تحت المهاد.

تظهر معظم حالات المتلازمة بعد الإصابة بمرض مشابه للإنفلونزا أو العدوى.

تفترض الأبحاث أن متلازمة كلاينه ليفين قد تسبب ردًا مناعيًا ذاتيًا يخلط فيه الجسم بين أنسجته السليمة والأجسام الغازية الغريبة، ما يسبب أعراض المتلازمة.

وتشير بعض الدراسات أيضًا إلى أن الطفرات في جيني LMOD3 وTRANK1 قد تكون السبب وراء المتلازمة.

تشخيص متلازمة كلاينه ليفين:

يشكل تشخيص متلازمة كلاينه ليفين تحديًا للطاقم الطبي، إذ لا يوجد اختبار محدد قادر على تشخيصها. تُشخص المتلازمة باستبعاد الأمراض الأخرى التي تشبهها في الأعراض.

يبدأ الأطباء عادة بتقييم الحالة، ثم الاستفسار عن الأعراض التي يواجهها المريض، بما في ذلك المدة التي عانى فيها من الأعراض وشدتها.

تتضمن الاختبارات التي قد تُطلب من المريض إجراءها كلًا من:

  •  اختبار النوم لقياس الفعالية الكهربائية في الدماغ.
  •  اختبارات الذاكرة.
  •  تحاليل الدم.
  •  التصوير بالرنين المغناطيسي وغيره من اختبارات التصوير.

علاج متلازمة كلاينه ليفين:

لا يوجد علاج فعال تمامًا لمتلازمة كلاينه ليفين، إذ إن أغلبية المرضى لا يتناولون أية أدوية في معظم الحالات. قد يساعد الطبيب مريضه في أثناء نوبته ببعض الإجراءات التي تضمن راحة المريض الجسدية، مثل طلب إجازة طبية عن المدرسة أو العمل.

تتوجه بعض الخيارات العلاجية الأخرى نحو تحسين أعراض متلازمة كلاينه ليفين، وعلى سبيل المثال، تهدف بعض الأساليب العلاجية لإبقاء المريض مستيقظًا.

لا يستطيع علاج واحد تحسين جميع أعراض المتلازمة، خصيصًا تلك التي تؤثر في السلوك والقدرة الإدراكية.

يتضمن العلاج تناول أنواع محددة من الدواء مثل:

  •  الليثيوم: قد يقلل تواتر نوبات المتلازمة.
  •  الستيرويدات المعطاة في الوريد: التي قد تقلل مدة النوبات الطويلة التي تتجاوز 30 يومًا.
  •  المنشطات أو العوامل المنبهة: تساعد في تقليل النعاس.

قد ينصح الطبيب بأخذ جلسات العلاج الداعم، التي يركز فيها الاختصاصي على كيفية التعامل مع التغيرات السلوكية، وازدياد الرغبة الجنسية والقلق والاكتئاب.

هل للعلاج أعراضًا جانبية؟

لا يوجد دواء وحيد يستخدم لعلاج متلازمة كلاينه ليفين. يراقب الطبيب مريضه باستمرار لدراسة أعراضه وكيفية استجابة جسده لأنواع العلاج المختلفة، خاصة الأمفيتامين، الذي يرافقه خطر كبير لحدوث الإدمان.

الوقاية:

لا توجد طريقة للوقاية من الإصابة بمتلازمة كلاينه ليفين، ويعود ذلك للجهل بالسبب الكامن وراءها. يستطيع المرء مع ذلك استشارة الطبيب بشأن إجراء اختبارات جينية إذا كان يخطط للإنجاب، لفهم الخطر المتعلق بنقل الآباء الاضطرابات الجينية إلى أطفالهم.

التوقعات:

يملك مرضى متلازمة كلاينه ليفين إنذارًا جيدًا لتطور المرض، إذ تقل النوبات شدة وتواترًا مع مرور الوقت. تستمر معظم الحالات بين 10 إلى 20 سنة بمدة تقدر وسطيًا بنحو 14 سنة. يرى الأطباء أن المريض قد تعافى إذا لم يواجه أية نوبات على مدى 6 سنوات.

التعايش مع المرض:

يُنصح المرء بعد تشخيص إصابته بمتلازمة كلاينه ليفين باستشارة الطبيب بشأن الأسلوب العلاجي الأنسب له، بالإضافة إلى ضرورة اتباع التعليمات الدوائية الموصوفة.

يجب على المريض البقاء في المنزل بأمان في حال حدوث نوبة، بالإضافة إلى تأجيل أي نشاطات خلالها مثل الذهاب للمدرسة أو العمل، وتجنب قيادة السيارة أو تشغيل المعدات الثقيلة، إذ قد ينام المريض وهو يقود واضعًا نفسه والآخرين في خطر.

ينصح المرء بأن يحيط نفسه بنظام دعم قوي من العائلة والأصدقاء ممن يعلمون بحالته الصحية ويستطيعون تقديم المساعدة في حال حدوث نوبة، ويوصى أيضًا بارتداء بطاقة تعريفية طبية أو إبقاء بطاقة طوارئ في محفظته إذا كان وحيدًا في أثناء النوبة لإعلام الآخرين بحالته.

متى تجب استشارة الطبيب؟

قد تؤثر متلازمة كلاينه ليفين في الصحة النفسية للمريض، فينصح بزيارة الطبيب إذا واجه أعراضًا تتمثل بالقلق أو الاكتئاب أو العجز أو الأفكار الانتحارية.

الأسئلة التي يجب أن يطرحها مريض متلازمة كلاينه ليفين على طبيبه:

  •  ما الأعراض الجانبية للأدوية التي وصفها الطبيب؟
  •  متى وكم مرة يجب أن يأخذ المريض الأدوية لعلاج أعراض المتلازمة؟
  •  هل ينصح الطبيب أن يستشير المريض طبيبًا نفسيًا فيما يخص القلق والاكتئاب الذي يواجهه؟
  •  كيف يحمي المريض نفسه في أثناء نوبة المتلازمة؟

اقرأ أيضًا:

متلازمة اليد الغريبة: عندما يكون لليدين عقل خاص بهما

حالة الدماغ الغامضة “متلازمة أليس في بلاد العجائب” قد يكتشف حلها قريبًا

ترجمة: رهف وقّاف

تدقيق: نور حمود

المصدر