البركان شق في قشرة الأرض تخرج منه الحمم (الصهارة) والصخور والغازات والرماد البركاني. كما يمكن القول إن البركان هو الجبل الناتج من تراكم هذه المكونات. تسببت البَراكين بكوارث كثيرة عبر التاريخ، مثل الانقراض الذي حصل قبل حوالي 250 مليون عام، والذي يُعتبر أكبر انقراض جماعي في تاريخ الأرض. توجد البراكين في عوالم أخرى أيضًا غير الأرض مثل سطح القمر والمريخ ولكنها براكين ساكنة منذ فترة طويلة، وتوجد براكين نشطة جدًا على قمر المشتري المسمى (آيو – IO). يسعى الباحثون حاليًا لإيجاد طرق للتنبؤ بالثورانات البركانية من خلال تحليل المؤشرات المرتبطة بها كالغازات والبلورات.
لنلقي نظرة على كيفية تكوّن البراكين على الأرض:
يشير الماسح الجيولوجي الأمريكي إلى أن سمك قشرة الأرض يُقدر بـ 5 إلى 60 كم، وقد أوضح كريستوفر هاريسون -من جامعة ميامي- في ورقة بحثية عام 2016 أن القشرة مقسمة إلى 7 قطع أساسية و152 قطعةً أصغر تسمى الصفائح التكتونية.
تطفو هذه الصفائح على طبقة من الصهارة (صخور شبه سائلة وغازات ذائبة). عند حدود هذه الصفائح تتمكن الصهارة أحيانًا من المرور عبر الشقوق؛ لأنها أخف من الصخور الصلبة المحيطة بها. يمكن للصهارة بعدها أن تندفع عبر شق في الأرض. تُسمى هذه الصهارة المندفعة حممًا بركانية.
الأنواع الأساسية للبراكين:
البراكين المخروطية:
حسب جامعة ولاية سان دييغو، تُعد البَراكين المخروطية أكثر الأنواع شيوعًا من البراكين، وهي البَراكين التي نتخيلها عادةً. قد تكون براكين فرديةً أو براكين ثانويةً -مخاريط طفيلية- على جانبي البراكين الطبقية أو البَراكين الدرعية.
تُسمى شظايا الحمم المحمولة جوًا (تفرا – tephra)، تخرج التفرا من فتحة تنفيس واحدة. ثم تبرد الحمم البركانية بسرعة نسبية تمتد على فترات قصيرة من بضعة أشهر إلى سنوات حول الفوهة مشكلةً مخروطًا عند القمة.
حسب الماسح الجيولوجي الأمريكي، تُعد البراكين المخروطية صغيرة إلى حد ما، إذ يبلغ طولها حوالي 91 م ولا يزيد ارتفاعها عن 366 م.
البراكين الطبقية:
تُسمى أيضًا البَراكين المركبة لأنها -حسب ما يشير إليه الماسح الجيولوجي الأمريكي- تتألف من طبقات من الحمم البركانية المتجمدة والرماد وكتل من الحجارة غير الذائبة. تُعد البَراكين الطبقية أكبر من الأقماع المخروطية، إذ يصل ارتفاعها إلى (2438 مترًا). تنشأ البراكين الطبقية من نظام من القنوات والفتحات المتصل بخزان من الصهارة.
حسب جامعة ولاية سان دييغو، يمكن أن تثور البراكين الطبقية بعنف شديد، إذ يتزايد الضغط في حجرة الصهارة فتذوب الغازات تحت الحرارة والضغط الشديدين في الصخر السائل. وعندما تصل الصهارة إلى القنوات، يتغير الضغط ما يسبب ثوران البركان، تمامًا كما يحدث للمياه الغازية عند فتح العبوة فجأة بعد رجها.
ولأن البراكين الطبقية تتشكل في نظام من القنوات تحت الأرض، قد تخرج الحمم من هذه البَراكين من جوانب المخروط وكذلك من فوهة القمة.
البَراكين الدرعية:
تُعد البَراكين الدرعية كبيرةً جدًا وقليلة الانحدار، تتكون من طبقات رقيقة جدًا من الحمم المتجمدة المنتشرة في جميع الاتجاهات من فتحة مركزية.
قواعد هذه البراكين واسعة جدًا، إذ يصل قطرها إلى عدة أميال. توجد في وسطها مرتفعات أكثر حدةً بقليل تعلوها قمة مسطحة. لا تُعد ثورات هذه البراكين عنيفةً بشكل عام، بل هي أشبه بسائل يفيض من حواف وعاء.
يشير الماسح الجيولوجي الأمريكي إلى أن بركان مونا لوا في هاواي هو أكبر بركان في العالم، وهو بركان درعي يبلغ ارتفاعه حوالي 17000 متر من قاعدته تحت المحيط حتى قمته التي يبلغ ارتفاعها 4170 مترًا فوق مستوى سطح البحر.
اقرأ أيضًا:
ترجمة: مهران يوسف
تدقيق: تسنيم الطيبي