«سوء استخدام العقاقير» و«الإدمان» مصطلحان وثيقا الصلة، ولكن يوجد اختلافات رئيسة بينهما سنتحدث عنها في هذا المقال. فقد تكون تلك الفروقات غامضة عند استخدام أي من هذين المصطلحين في سياق الحديث اليومي. ورغم أن كليهما يخلف آثارًا ضارة على حياة الفرد، فإنه ليس من الضروري أن ينقلب الأمر إلى إدمان لدى كل من يسيء استخدام العقاقير. قد يلفت التعرف على العلامات التحذيرية لإساءة استعمال العقاقير مبكرًا انتباه الفرد إلى حاجته إلى العلاج قبل تفاقم الأمر إلى إدمان.
ما هي إساءة استخدام العقاقير؟
رغم جدية الأمر، فإن سوء استخدام العقاقير والإدمان ليسا الشيء ذاته.
من العلامات التي تدل على سوء استخدام العقاقير تناوُلها بكثرة أو لغير غرضها؛ مثلًا، إذا وُصفت مسكنات الألم لأحد الأشخاص عند الحاجة، ثم بدأ بتكرار تناولها دون الحاجة إليها، أو في جرعات أعلى مما تمليه عليه وصفته الطبية.
علامات سلوكية أخرى تدل على سوء استخدام العقاقير:
- التغيب عن العمل أو المدرسة أو الأحداث الاجتماعية باستمرار.
- الفشل في الوفاء في الالتزامات.
- كثرة التقلبات المزاجية وسهولة الانفعال (التهيج).
- إنكار حدة مشكلة استخدام العقاقير.
- عزل النفس عن العائلة والأصدقاء.
ما هو الإدمان؟
وفقًا للمعهد الوطني لتعاطي المخدرات، فإن الإدمان يختلف عن سوء استخدام العقاقير، فهو مرض مزمن يصعب علاجه كثيرًا، وقد يحدث نتيجة تغيرات كيميائية في الدماغ بسبب سوء استخدام مواد معينة؛ مثل: الكحول والأدوية التي تُصرف طبيًا. وتجبر هذه التغيرات الإنسان على الاستمرار في تعاطي المادة المُدمنة بصرف النظر عن الآثار الجانبية أيًا كانت.
تقول سابرينا رومانوف الحاصلة على الدكتوراه في علم النفس وطبيبة نفسانية سريرية في مستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك: «يأتي الشعور بالعجز واليأس فيما يتعلق بالسيطرة على سلوكيات الإدمان بصفتها عنصر نفسي، إضافةً إلى الأعراض الجسدية».
تتضمن الآثار الجانبية الشائعة لإدمان العقاقير:
- تطور شعور التسامح لدى الفرد تجاه استخدامه للعقار المُخدر.
- الفشل في محاولة التوقف عن تعاطيه حتى إذا رغب في ذلك.
- معاناة أعراض انسحاب عند محاولة التوقف عن تناوله.
- التفكير باستمرار في العقار؛ كيفية الحصول عليه مجددًا والشعور الذي يمر به المتعاطي عند تناوله.
- العجز عن إتمام المهام اليومية.
- مواجهة مشكلات في علاقة الفرد مع أسرته وأصدقائه وزملائه.
- قلة النوم أو الإفراط فيه.
- حدوث تغيرات في معدل شهية الفرد.
- حدوث تغيرات في المظهر الخارجي؛ مثل: زيادة الوزن أو نقصانه واحمرار العينين وحدوث رعشة في الجسم.
- إهمال النظافة الشخصية.
- تناول كل من العقاقير والمشروبات الكحولية جنبًا إلى جنب.
- سرقة المال أو اقتراضه لشراء العقاقير.
- استغلال الوصفات الطبية للحصول على مزيد من العقاقير المُدمنة.
- سهولة الانفعال والاستثارة أو الاهتياج، وتغير الدوافع.
ما الفرق بين إساءة استخدام العقاقير والإدمان؟
وفقًا للمعهد الوطني لتعاطي المخدرات، فإن السمة التي تميز الإدمان هي استعمال قهري لعقار (أو مادة) يصعب إيقافه أو السيطرة عليه حتى وإن وُجدت عواقب سلبية. من ناحية أخرى، سيجد من يعاني مشكلة سوء استخدام العقاقير أنه من السهل التوقف عن تناول المادة التي خلقت لديه تلك المشكلة.
تقول سابرينا: «في حين أن الفوارق بينهما دقيقة إلا أنه من المفيد تذكر أن سوء استخدام العقاقير قد يوجد دون الإدمان. ومع ذلك، فغالبًا ما يؤدي سوء استخدام العقاقير إلى الإدمان».
يجب مراقبة العلامات التحذيرية حتى وإن لم يتحول سوء استخدام العقاقير بعد إلى إدمان. فمن الأسهل تجاوز التحديات الناتجة عن سوء استخدام العقاقير قبل أن يصبح الفرد معتمدًا على العقار أو مدمنًا عليه.
يشير خبراء المعهد الوطني لتعاطي المخدرات إلى أن إدمان المخدرات هو حالة صحية مزمنة تتطلب علاجًا ومتابعة مستمرين. ينبغي طلب المساعدة عند مواجهة أيٍّ من هاتين المشكلتين (سوء استخدام العقاقير أو إدمانها)، ولأجل ذلك تتوفر مجموعة واسعة من خيارات العلاج.
اقرأ أيضًا:
جميع أنواع الإدمان وطرق التعافي منه
ترجمة: سامية الشرقاوي
تدقيق: إيناس خير الدين
مراجعة: حسين جرود