في عصر الصور الرقمية الذي نشهده اليوم، قد يحاول الأشخاص الذين يعانون الذقن المزدوجة اتخاذ جميع الوضعيات الممكنة لإخفائها عند التقاط صورة شخصية أو جماعية، لكن هل من طريقة للتخلص منها إلى الأبد؟

لسوء الحظ لا يوجد حل سريع لهذه المشكلة، لا سيما إذا كانت وراثية. يصاحب الذقن المزدوجة غالبًا زيادة الوزن والسمنة، ورغم عدم وجود حلول فورية لها، فإن تقليصها ممكن مع بعض الوقت والمجهود.

يقول اختصاصي الصحة واللياقة البدنية كريس دمبرز: «تشير الذقن المزدوجة عادةً إلى زيادة الوزن، لكن لا توجد بحوث تدعم إمكانية التخلص منها طبيعيًا إلا باتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة».

حال لم تكن الحمية الغذائية والرياضة كافية، أو إذا رغب المرء في الحصول على نتائج أسرع، يمكن اللجوء إلى جراحة الذقن المزدوجة، إذ تعمل بعض العمليات الجراحية على إعادة تشكيل المنطقة وإزالة الدهون الزائدة وشد الجلد، لكن يجب تحديد السبب الكامن وراء الذقن المزدوجة والخيارات المتاحة للتخلص منها أولًا.

ما سبب الذقن المزدوجة؟

تشير الذقن المزدوجة إلى زيادة كمية الدهون في الذقن والمنطقة المحيطة به، ويقول دمبرز إن زيادة الوزن أو السمنة تسبب في معظم الأحيان ازدواج الذقن، إذ يكتسب الأشخاص الوزن عادةً على نحو متوازن في مختلف أنحاء الجسم، من ضمنها الوجه والذقن.

مع ذلك، ثمة عوامل وراثية أيضًا، إذ يرث بعض الأشخاص فكًا قويًا، في حين يرث الآخرين فكًا أقل قوة فيصبح لديهم ذقن مزدوجة وإن لم يعانوا السمنة أو زيادة الوزن. أيضًا، قد يسبب الفك المزدوج ترهل الجلد في تلك المنطقة.

ما علاج الذقن المزدوجة؟

لا يوجد طريقة للتخلص من الذقن المزدوجة بين ليلة وضحاها، وينبغي تجنب أي عروض تسويقية تزعم إحداث هذه النتيجة.

السبيل الوحيد لتقليص الذقن المزدوجة ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، أو إجراء عملية جراحية. تستغرق السبل غير العلاجية مدةً طويلة قبل أن تعطي نتائج ملحوظة، وينطبق هذا أيضًا على التعافي من العملية الجراحية.

النظام الغذائي الذكي

يعتمد فقدان الوزن الصحي على نوعية الطعام الذي نأكله وطريقة أكلنا، وهذه هي الطريقة المثلى للتخلص من الذقن المزدوجة طبيعيًا، لكن كيف نعرف ما هي الأغذية التي يجب أكلها؟ وكيف نقلل السعرات الحرارية التي نتناولها؟

يُنصح بالتركيز على التغذية بدلًا من تقليل الطعام للحصول على نتائج ناجحة، إذ يصبح فقدان الوزن والحفاظ عليه أسهل عند تناول الأطعمة المغذية مقارنةً باتباع الحميات الغذائية القاسية، وفي حين أن عدد السعرات الحرارية الأمثل متباين، فإن دمبرز يؤكد أهمية عدم تناول أقل من 1,200 سعرةً حرارية يوميًا.

«يعد هذا المقدار منخفضًا حتى بالنسبة للأشخاص ذوي البنية صغيرة الحجم الذين يحتاجون إلى سعرات حرارية أقل، لكن يمكن تجاوز حد 1,200 سعرة حسب حجم الجسم ومستوى النشاط البدني، فلا بد من الحصول على طاقة كافية ومغذيات ودهون للحفاظ على صحة الدماغ والجسم عمومًا».

قد يكون الانتباه إلى نوعية الطعام الذي نأكله وحساب مقداره باستمرار مهمةً شاقة، لكن تمكن الاستعانة بتطبيقات تتبع النظام الغذائي واللياقة لتسهيل ذلك، فقد يساعد هذا النوع من التطبيقات على تتبع السعرات الحرارية التي نتناولها ونحرقها، ومسح الأطعمة في الأسواق لإظهار معلوماتها الغذائية، وتحديد مقدار البروتين والألياف والدهون التي يحتاج إليها المرء يوميًا.

ممارسة التمارين الرياضية

يرتبط الأكل المنضبط ارتباطًا وثيقًا بالنشاط البدني عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن، وفي حين أن تحريك الجسم بالكامل يوميًا أمر مهم، لكن توجد أيضًا بعض التمارين التي تشد الفك وتقلل الدهون في منطقة الذقن عبر تمرين عضلات الفك والرقبة، باستخدام أدوات صغيرة يعض عليها المرء لتعزيز عضلات الوجه والفك، أو بممارسة تمارين الذقن المزدوجة على مدار اليوم، ومن ضمنها:

1. تمارين ثني الذقن:

  •  الجلوس أو الوقوف باستقامة قدر الإمكان.
  •  لمس الذقن بإصبع السبابة دون الضغط عليه.
  •  سحب الرأس والرقبة إلى الوراء ببطء مع ترك إصبع السبابة ثابتًا على الذقن في الوضعية ذاتها، يجب ألا يلامس الذقن.
  •  إرجاع الرأس والذقن إلى وضعيتهما الأولى ببطء، إذ يلامس الذقن إصبع السبابة مجددًا.
  •  تطبيق الخطوات 10 مرات في كل دفعة وتكرارها خمس أو سبع مرات خلال اليوم.

2. تمارين تقبيل السقف:

  •  الجلوس أو الوقوف باستقامة قدر الإمكان.
  •  إمالة الرأس إلى الوراء والنظر إلى السقف.
  •  ضم الشفاه في حركة التقبيل ومحاولة تقبيل السقف مع البقاء في هذه الوضعية 10 ثوانٍ.
  •  تكرار الخطوات 14 مرةً أخرى في كل دفعة وممارسة التمرين مرتين يوميًا.

3. تمارين إخراج اللسان:

  •  فتح الفم قدر الإمكان.
  •  إخراج اللسان حتى الشعور بشد في عضلات الذقن والرقبة.
  •  البقاء في الوضعية ذاتها 10 ثوانٍ.
  •  تكرار التمرين عشر مرات.

4. تدوير الرقبة:

  •  الجلوس أو الوقوف باستقامة قدر الإمكان.
  •  وضع الذقن على الصدر ثم تدوير الرقبة ببطء في دائرة تامة في اتجاه عقارب الساعة مع إبقاء الكتفين في الأسفل.
  •  تكرار التمرين تسع مرات أخرى.

جميع هذه التمارين لا تزيل دهون الذقن تمامًا، لكنها تساعد على تعزيز عضلات الوجه والفك والرقبة، إذ قد تدعم تمارين الذقن النظام الغذائي الصحي وفوائد التمارين الرياضية، ولكن لا يمكنها أن تحل محلهما.

«يظن بعض الأشخاص أنهم تخلصوا من الذقن المزدوجة بفضل الأجهزة المخصصة لذلك، ولكن مع ذلك يذهب معظمهم أيضًا إلى الصالات الرياضية. يتمكن أي شخص يتبع نظامًا غذائيًا صحيًا ويمارس الرياضة مدة ساعة يوميًا من خسارة الوزن، وسيلاحظ النتيجة في منطقة الوجه».

ينصح الخبراء بالتحقق من ممارسة التمارين على نحو صحيح، وإلا فقد تتعرض عضلات الذقن والرقبة للإجهاد أو الشد العضلي أو مضاعفات أخرى مثل اضطرابات المفصل الصدغي الفكي.

لذا ينبغي التمهل والبدء ببطء، مثل المشي 10-15 دقيقة يوميًا، فقد يساعد ذلك على تحسين اللياقة البدنية. يفضل أيضًا طلب المساعدة من الاختصاصيين عند الحاجة من أجل الوصول إلى أفضل النتائج.

يمكن أيضًا ممارسة الرياضة أو الذهاب إلى الصالات الرياضية مع صديق، للحفاظ على التحفيز وزيادة الالتزام.

العمليات الجراحية للذقن المزدوجة:

قد يلجأ بعض الأشخاص إلى العمليات الجراحية لعلاج الذقن المزدوجة بعد أن تفشل الحمية الغذائية والتمارين الرياضية. يهدف أطباء التجميل في العمليات الجراحية إلى إزالة الجلد المترهل والدهون الزائدة في منطقة الرقبة، ويحققون هذه النتائج عبر عمليات تحديد الوجه التي قد تتضمن خليطًا من إجراءات مختلفة مثل:

  •  شفط دهون الذقن والرقبة.
  •  شد الذقن عبر إزالة الدهون الزائدة من الذقن وأعلى الرقبة وشد الجلد.
  •  رفع الرقبة عبر شد العضلات وإزالة الجلد الزائد في الرقبة والذقن.
  •  حقن كايبيلا التي تذيب كميات قليلة من الدهون في المناطق ذات الجلد المشدود.

ما تنبغي معرفته عن جراحة الذقن المزدوجة

يتحدث أطباء الجراحة التجميلية عادةً مع المريض قبل أن يقرر إجراء العملية، ويناقش الطبيب العمليات المتاحة لتقليص الذقن المزدوجة، ثم يطرح على المريض بعض الأسئلة، مثل:

  •  لماذا تريد إجراء عملية للذقن المزدوجة؟
  •  هل جربت علاجات أخرى مثل الحمية الغذائية وممارسة الرياضة؟
  •  هل شُخصت بأي مشكلات طبية مسبقًا؟
  •  ما الأدوية التي تتناولها؟
  •  هل تدخن أو تشرب الكحول أو تتناول أي عقاقير أخرى؟

ثم يفحص الذقن والرقبة، وقد يستخدم قلمًا ليحدد المناطق التي سيعمل على شد الجلد والعضلات فيها، ثم يلتقط بعض الصور لحفظها في سجل المريض، وقد يناقش الطبيب أيضًا وسائل التخدير المتاحة للمريض والمخاطر التي قد تحدث بعد هذه العملية، إضافةً إلى ما يمكن توقعه في فترة التعافي.

يسمح الطبيب عادةً بعودة المريض إلى المنزل في اليوم ذاته بعد إجراء العملية، وفي حال تركيب أنبوب تصريف في الذقن، يجب الالتزام بموعد زيارة الطبيب لإزالته بعد بضعة أيام.

قد يشعر المرء أيضًا بالألم ويلاحظ كدمات وانتفاخ في الرقبة بعد العملية، لكن تتحسن هذه الأعراض في غضون أسبوعين. غير أن شفاء الجرح قد يستغرق بضعة أشهر، ثم يصبح الذقن والرقبة بعد التعافي منحوتين، وقد يبدو الجلد مشدودًا أكثر.

اقرأ أيضًا:

عملية شد الوجه: التوقعات والمضاعفات

تمارين تزيل التجاعيد بشكلٍ طبيعي

ترجمة: رحاب القاضي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر