يُعرّف اضطراب سماكة بطانة الرحم بأنه سماكة كبيرة للطبقة المبطنة للرحم، وهي الطبقة التي يتخلص منها الرحم خلال الدورة الشهرية. تشكل بطانة الرحم أيضًا النسيج الذي ينمو فيه الجنين في أثناء الحمل، وقد تؤدي سماكة بطانة الرحم لدى بعض النساء إلى الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
ما أنواع سماكة بطانة الرحم؟
يُصنف مقدمو الرعاية الصحية سماكة بطانة الرحم وفقًا لنوع التغيرات التي تطرأ على الخلايا البطانية فيها. تزيد بعض أنواع سماكات بطانة الرحم من خطر تطور السرطانات بدرجة كبيرة مقارنةً بغيرها.
تتضمن أنواع سماكة بطانة الرحم:
- سماكة بطانة الرحم البسيطة أو المعقدة «غير المترافقة مع اللانمطية»: يحتوي هذا النوع من سماكة الرحم على خلايا طبيعية الشكل تكون أقل عرضة للتطور إلى سرطان، وهو المقصود بعدم ترافقها مع لانمطية. قد تتحسن حالة المريضة في هذه الحالة دون علاج، وقد يصف الطبيب علاجًا هرمونيًا لها.
- سماكة بطانة الرحم البسيطة أو المعقدة «المترافقة مع اللانمطية»: يمتلك هذا النوع من سماكة بطانة الرحم احتمالًا أكبر للتطور إلى سرطان، نظرًا إلى كونه لانمطي. تزداد فرص الإصابة بسرطان الرحم أو بطانة الرحم في حال عدم تلقي العلاج المناسب.
قد يستعين الطبيب أيضًا بمصطلحي السماكة البسيطة والمعقدة لتصنيف الحالة، التي تشير إلى أنماط الخلايا التي تظهر عند التشريح.
ما مدى شيوع سماكة بطانة الرحم؟
سماكة بطانة الرحم اضطراب نادر، يصيب نحو 133 من كل 100,000 امرأة. يشيع المرض أكثر لدى النساء اللائي وصلن إلى سن انقطاع الطمث أو المقبلات عليه.
الأسباب والأعراض:
ما أعراض سماكة بطانة الرحم؟
قد تواجه مريضات سماكة بطانة الرحم:
- نزفًا غير طبيعي خلال الدورة الشهرية، أو نزفًا بين دورتين.
- قصر الدورة الشهرية، أي تستمر أقل من 21 يومًا.
- النزف القوي خلال الدورة.
- النزف بعد سن انقطاع الطمث.
- انقطاع الطمث بالكامل.
تتشابه الكثير من الأعراض السابقة مع أعراض اقتراب سن انقطاع الطمث.
يترافق دخول سن انقطاع الطمث مع عدم انتظام الدورة الشهرية، أو انقطاعها، أو عدم انتظام النزيف.
من المفيد مراجعة الطبيب فيما يخص الأعراض، لمعرفة هل من الضروري إجراء فحوصات تشخيصية لسماكة بطانة الرحم؟
هل تسبب سماكة بطانة الرحم الألم؟
قد تسبب سماكة بطانة الرحم آلامًا في البطن أو الحوض، أو آلامًا خلال الجماع. يُعد النزف غير المنتظم من أكثر الأعراض شيوعًا.
ما أكثر مسببات سماكة بطانة الرحم شيوعًا؟
تنتج أجسام مريضات سماكة بطانة الرحم كمية زائدة من الإستروجين، مقابل كميات غير كافية من البروجسترون. تؤدي الهرمونات السابقة دورًا أساسيًا في كل من الدورة الشهرية والحمل. يزيد الإستروجين من ثخانة بطانة الرحم خلال فترة الإباضة، في حين يحضّر البروجسترون الرحم للحمل. تنخفض مستويات هرمون البروجسترون بشدة حال عدم حدوث إخصاب، محفزًا تخلص الجسم من بطانة الرحم، بادئًا الدورة الشهرية طبيعيًا.
تنتج أجسام مريضات سماكة بطانة الرحم كمية قليلة جدًا من البروجسترون أو حتى معدومة منه، فلا يتخلص الرحم من بطانته.
تستمر بطانة الرحم في النمو والسماكة عوضًا عن ذلك، وتنمو خلايا البطانة أيضًا قريبةً من بعضها، معطية شكلًا غير منتظم تحت المجهر.
ما عوامل خطر الإصابة بسماكة بطانة الرحم؟
النساء في فترة انقطاع الطمث أو ما قبلها أكثر عرضة للإصابة بسماكة بطانة الرحم، إذ نادرًا ما تصيب النساء الأصغر من 35 عامًا. تتضمن عوامل الخطر:
- بعض علاجات سرطان الثدي، مثل التاموكسيفين.
- السكري.
- بدء الطمث في عمر مبكر، أو تأخر سن انقطاع الطمث.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المبيض أو الرحم أو القولون.
- اضطرابات المرارة.
- العلاج الهرموني باستخدام الإستروجين فقط، إذا كانت المرأة لم تخضع لاستئصال الرحم.
- عدم إنجاب الأطفال.
- السمنة.
- متلازمة المبيض متعدد الكيسات.
- التدخين.
- أمراض الغدة الدرقية.
- وجود تاريخ طويل لعدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها.
- التعرض مسبقًا لإشعاع على منطقة الحوض.
- ضعف جهاز المناعة نتيجة تناول الأدوية، أو بعض أمراض المناعة الذاتية.
ما مضاعفات سماكة بطانة الرحم؟
قد تسبب جميع أنواع سماكة بطانة الرحم نزفًا قويًا، ما يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، الذي يتمثل بنقص الكريات الحمراء الغنية بالحديد في الجسم.
قد تتطور سماكة بطانة الرحم المترافقة مع اللانمطية غير المعالجة، إلى سرطان الرحم أو بطانته، الذي يصيب نحو 8% من مريضات سماكة بطانة الرحم البسيطة، مقارنةً بنحو 30% من مريضات سماكة بطانة الرحم المعقدة.
التشخيص والاختبارات:
كيف تُشخص سماكة بطانة الرحم؟
قد تسبب مجموعة من الاضطرابات السابقة نزيفًا في الرحم، مع ذلك قد يطلب الطبيب إجراء واحد أو أكثر من الاختبارات التالية، لتشخيص السبب الكامن:
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: يستخدم فحص الموجات الصوتية عبر المهبل موجات الصوت لتصوير الرحم، إذ تظهر الصور وجود ثخانة في بطانة الرحم.
- الخزعة: تتمثل خزعات بطانة الرحم بإزالة عينات من النسيج البطاني للرحم. يدرس الأطباء خلايا النسيج تحت المجهر لتأكيد وجود سرطان أو نفيه.
- تنظير الرحم: يستخدم الطبيب منظار الرحم، لفحص عنق الرحم وجوف الرحم. قد يجري الطبيب الإجراء السابق إلى جانب الخزعة أو إجراء التوسيع والكحت. يستطيع الطبيب رؤية أي شذوذ داخل الرحم، من ثم أخذ خزعة من المنطقة المقصودة.
المتابعة والعلاج:
ما علاج سماكة بطانة الرحم؟
يتمثل علاج سماكة الرحم في معظم الحالات بتناول البروجستين. يُعد البروجستين بديلًا من صنع الإنسان للبروجسترون الذي يفتقده الجسم. يوجد البروجستين بعدة أشكال:
- العلاج بالبروجسترون عبر الفم، أي على شكل حبوب.
- جهاز أو لولب رحمي يحتوي على هرمون البروجسترون.
- حقن ديبو-بروفيرا.
- كريم أو جيل مهبلي.
قد يطلب الطبيب إجراء عملية جراحية لاستئصال الرحم في الحالات التالية:
- إذا ازداد الوضع سوءًا أو تطورت خلايا سرطانية.
- عدم تحسن حالة المريضة مع العلاج بالبروجستين.
هل يجب إجراء استئصال الرحم لعلاج سماكة بطانة الرحم؟
ليس إجراء جراحة استئصال الرحم أمرًا ضروريًا لعلاج سماكة بطانة الرحم، إذ تستجيب معظم المريضات للعلاج بالبروجستين. يمثل استئصال الرحم الخيار الأنسب إذ شُخصت المريضة بسماكة بطانة الرحم المعقدة المترافقة مع اللانظمية، وكانت تمتلك خطر إصابة مرتفعًا بسرطان الرحم.
الوقاية:
كيف تمكن الوقاية من الإصابة بسماكة بطانة الرحم؟
قد تقلل بعض التغييرات من فرص الإصابة بسماكة بطانة الرحم، وتتضمن:
- إضافة البروجسترون إلى العلاج الهرموني بالإستروجين، بعد سن انقطاع الطمث.
- تناول حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجسترون والإستروجين، حال كانت المرأة تعاني عدم انتظام دورتها الشهرية.
- الإقلاع عن التدخين.
- الحفاظ على وزن صحي.
التوقعات:
ماذا يجب أن تتوقع مريضات سماكة بطانة الرحم؟
تستجيب سماكة بطانة الرحم جيدًا للعلاج بالبروجستين. قد تؤدي سماكة بطانة الرحم المترافقة مع اللانمطية إلى الإصابة بسرطان الرحم أو بطانته. قد ينصح الطبيب المريضة بإجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية، أو إجراء خزعات، أو عملية لاستئصال الرحم، لاستبعاد فرص تحول السماكة إلى سرطان.
يتخذ الطبيب القرار الأنسب للمريضة وفقًا لتشخيصها وتاريخها الطبي.
هل تؤدي سماكة بطانة الرحم بالضرورة إلى السرطان؟
ليس بالضرورة. يتراوح خطر تطور سماكة بطانة الرحم إلى سرطان بين 8% و30%، اعتمادًا على نوع السماكة التي تعانيها المريضة. تتطور أنواع محددة فقط من سماكة بطانة الرحم إلى سرطانات. يشخص الطبيب إصابة المريضة بسماكة في بطانة الرحم مع تحديد نوعه، وينصحها بأفضل خيار علاجي بناء على تاريخها الطبي وخطر إصابتها بالسرطان.
التعايش مع المرض:
متى تجب مراجعة الطبيب؟
تُنصح المرأة بمراجعة طبيبها إذا واجهت أيًا من الأعراض التالية:
- نزف قوي أو غير طبيعي خلال الدورة الشهرية.
- نزف مهبلي بعد سن انقطاع الطمث.
- تشجنات وآلام في أثناء الطمث.
- آلام خلال التبول.
- آلام في أثناء الجماع.
- آلام في الحوض.
- إفرازات مهبلية غير طبيعية.
- انقطاع الطمث بشكل متكرر.
اقرأ أيضًا:
سرطان بطانة الرحم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
التهاب بطانة الرحم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: رهف وقاف
تدقيق: نور حمود