لاحظ كل شخص استيقظ ذات مرة على شخير أحدهم حتمًا مقدار الضجيج الذي يصدره صوت الشخير، لا سيما عندما يظل مُصدره نائمًا بعمق في نعيم وهناء، لكن هل يستطيع الأشخاص سماع شخيرهم، أم أن لديهم قدرة معينة على تجاهل صوته؟ الغريب أن الاحتمالين صحيحان!
تقول أستاذة طب النوم وعلم الأعصاب أنيتا شيلغيكار من جامعة ميشيغن: «يستيقظ بعض الأشخاص على صوت شخيرهم، غير أن البعض الآخر لا يدركون صوت شخيرهم بصرف النظر عن شدته أو تكرره. يرجع ذلك إلى حقيقة أن عتبة الاستيقاظ تختلف بين الأشخاص، أي أن الميل إلى الاستيقاظ من النوم مختلف بين الناس، إذ قد تؤدي بعض أنواع الضوضاء إلى انقطاع النوم لدى شخص ما أكثر من غيرها».
ينطبق هذا المفهوم أيضًا على صوت الشخير، إذ قد يتفاوت استيقاظ المرء على صوت شخيره بين ليلة وأخرى.
تضيف شيلغيكار: «تساهم على الأرجح عدة عوامل في مدى تأثر النوم بالضوضاء، مثل مستوى الضوضاء ونوعها وعتبة الاستيقاظ لدى كل شخص، إلى جانب عوامل بيئية أخرى قد تؤثر في النوم؛ فعلى سبيل المثال، قد ينقطع النوم لدى بعض الأشخاص بسبب ضوضاء معينة مثل الهمس أو الموسيقى الهادئة».
بيد أن دور الضوضاء في إيقاظ الأشخاص ليس بسيطًا، لا سيما لدى الذين يشخرون.
توضح شيلغيكار: «ما يثير الاهتمام أن هناك دراسات حديثة تحدثت عن نهج يسمى التحفيز الصوتي مغلق المرحلة، وهو نظام إصدار صوت مخصص لزيادة مقدار نوم الموجات البطيئة، الذي يُعرف أيضًا بالنوم العميق».
إلى جانب ذلك، تساهم مراحل النوم أيضًا في احتمالية الاستيقاظ بسبب الضوضاء. مثلًا، تزيد احتمالية استيقاظ الأشخاص الذين يشخرون في أثناء نوم حركة العين السريعة (REM Sleep)، التي تحدث فيها معظم الأحلام.
تقول شيلغيكار: «تشير بعض البيانات إلى أن عتبة الاستيقاظ تنخفض في أثناء نوم حركة العين السريعة أكثر مقارنةً بنوم حركة العين غير السريعة (NREM Sleep)، ومع ذلك يصبح الشخير أسوأ في مرحلة حركة العين السريعة لدى العديد من الناس، من ثم يؤدي هذان العاملان معًا إلى زيادة احتمالية سماعهم صوت شخيرهم في أثناء هذه المرحلة».
ينجم الشخير عن عرقلة في مرور الهواء خلال الأنف أو الفم، وفي حين أن الضجيج الذي يصدره قد يكون صاخبًا ومزعجًا، فإن الشخير المتقطع لا يدعو إلى القلق، لكن وفقًا لـ كليفلاند كلينك فإن الأشخاص الذين يشخرون بسبب حالة صحية معينة مثل انقطاع النفس النومي أكثر عرضةً إلى الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.
اقرأ أيضًا:
هل تساعد مزيلات الرطوبة على تقليل الشخير؟
ترجمة: رحاب القاضي
تدقيق: جعفر الجزيري