قد تحدث الاضطرابات الحسية، كالحكة مثلًا، لدى مرضى التصلب المتعدد. وقد تكون هذه الأحاسيس أحيانًا إحدى العلامات المبكرة لمرض التصلب المتعدد.
من المحتمل أن تغدو الحكة عارضًا مستمرًّا. ومع أنها قد تبدو ظاهرة نفسية عند عدم وجود سبب واضح، فقد تمثل عارضًا جسديًّا حقيقيًّا للمصابين بالتصلب المتعدد.
من الشائع أن يعاني الأشخاص المصابون بالتصلب المتعدد أحاسيس غريبة، يعرف ذلك بخلل الحس-dysesthesia. قد تبدو هذه الأحاسيس واخزة كالدبابيس والإبر، أو حارقة أو طاعنة أو ممزِّقة. الحكة أيضًا دليل آخر محتمل لمرض التصلب المتعدد.
غالبًا ما تشكل هذه الأحاسيس علامات مبكرة للإصابة بالتصلب المتعدد.
ما هو التصلب المتعدد؟
التصلب المتعدد مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي-CNS. سببه مهاجمة مناعة الجسم للجهاز العصبي المركزي لسبب غير معروف حتى الآن.
لكن وفقًا لجمعية التصلب المتعدد الوطنية، يُعتقد أنه رد فعل للعوامل البيئية لدى الأشخاص المستعدين وراثيًّا لهذه العوامل.
يهاجم الجهاز المناعي للمصابين الميالين (النخاعين) من طريق الخطأ. الميالين هي الطبقة الحامية حول الأعصاب، فلا تقوم الأعصاب بعدها بوظيفتها كما ينبغي، ما يعرقل الإشارات بين الدماغ وبقية الجسم. تختلف الأعراض حسب مكان الإصابة وقد تقود للعجز.
أحيانًا قد تسبب عملية نزع الميالين-demyelination نبضات كهربائية تخلق أحاسيس غريبة. عمومًا، تغدو الأعراض الحادة (الاضطرابات العصبية المؤقتة) عابرة أكثر من أعراض هجمات التصلب المتعدد الكاملة.
أسباب الحكة في التصلب المتعدد
الحكة مجرد اضطراب حسي محتمل لمرض التصلب المتعدد. كما أعراض التصلب المتعدد الأخرى، قد تظهر الحكة فجأة على شكل موجات قد تستمر بضع دقائق أو قد تدوم فترات أطول. وتختلف هذه الحكة مختلفة عن حكة الحساسية، لأن الحكة التي تحصل في سياق التصلب المتعدد لا يرافقها طفح أو تهيج الجلد.
قد تكون هناك أسباب أخرى للحكة المرتبطة بمرض التصلب المتعدد. إذ تُعطى بعض الأدوية المعدلة للمرض-DMTs حقنًا بالوريد: ما قد يسبب تهيجًا مؤقتًا للجلد وحكة في موقع الحقن.
قد يسبب رد الفعل التحسسي للأدوية مثل إنترفيرون بيتا 1 (أفونيكس) الحكة أيضًا. وقد يؤدي رد فعل الجلد التحسسي تجاه بعض الأدوية التي تؤخذ وريديًّا إلى حكة في الجلد. وبدا أن أحد أشيع الآثار الجانبية للدواء الفموي ثنائي ميتيل فومارات (تيكفيديرا) في التجارب السريرية هو الشعور بالحكة.
معالجة حكة التصلب المتعدد
في حال كانت الحكة خفيفة، لا داع للعلاج. العلاجات الموضعية التي لا تستلزم وصفة طبية ليست مفيدة لهذا النوع من الحكة.
أما إذا كانت الحكة شديدة أو طويلة الأمد أو بدأت تؤثر على الحياة اليومية، فيجب التحدث إلى الطبيب.
العلاجات الدوائية
وفقًا لجمعية التصلب المتعدد الوطنية، تفيد بعض الأدوية في علاج هذا النوع من الحكة. وتتضمن:
- مضادات الاختلاج: كاربامازيبين (تيجريتول)، فينيتوين (ديلانتين)، غابابنتين (نيورونتين)، وغيرها.
- مضادات الاكتئاب: أميتريبتيلين (إيلافيل) وغيرها.
- مضادات الهيستامين: هيدروكسيزين (أتاراكس).
العلاجات الطبيعية أو التكميلية
قد تساعد النشاطات العقلية على تقليل التوتر الذي بعينه قد يفاقم الأعراض العصبية. نظرًا إلى أن حكة التصلب المتعدد هي أحد تلك الأعراض، قد تساعد تلك الانشطة أيضًا على تخفيف هذا النوع من الإحساس.
وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، توجد بعض الأدلة الضعيفة على أن علم المنعكسات (تطبيق ضغط على أماكن معينة باليدين أو القدمين) قد يساعد في علاج الأحاسيس الغريبة والتنميل والوخز.
ونوهت الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب إلى أن العلاج المغناطيسي يفيد في تقليل التعب المرتبط بمرض التصلب المتعدد. وعمومًا هذا العلاج مقبول من المرضى.
تغيير نمط الحياة
لا توجد تغييرات محددة في نمط الحياة قد يوصي بها الأطباء عادةً لعلاج الحكة في مرض التصلب المتعدد. مع ذلك، هناك بعض النصائح التي تساعد على تقليل الأعراض العامة لمرض التصلب العصبي المتعدد. وتشمل:
- نظام غذائي غني
- الانخراط في إعادة التأهيل، بما في ذلك العلاج الفيزيائي والمهني
- اتباع خطة تمارين موصى بها من قبل معالج فيزيائي
- الحصول على تدليك للاسترخاء
قد تساعد السيطرة على الأعراض العامة على تخفيف هذا النوع من الحكة.
الخلاصة
الحكة المرتبطة بمرض التصلب المتعدد مرهقة ومشتتة للانتباه. مع ذلك، لا تعد خطرًا على المدى البعيد. يخلق الأمر رغبة قوية في حك المنطقة، ولكن هذا في الواقع قد يزيد من الشعور بالحكة. وقد يؤذي الحك الشديد الجلد ويتلفه، ما يزيد احتمال الالتهاب.
الخبر السار هنا أنه في معظم الحالات لا حاجة للعلاج. ستهدأ الأعراض من تلقاء نفسها. مع ذلك، إذا اصطُحبت الحكة بطفح جلدي خارجي أو تهيج واضح، تجب استشارة الطبيب. قد تكون هذه علامة على رد فعل تحسسي أو التهاب وغالبًا لا علاقة لها بنشاط مرض التصلب المتعدد.
ختامًا، قد تحدث الحكة بمثابة عرض من أعراض مرض التصلب المتعدد. من المحتمل ألا تساعد الأدوية المستخدمة في علاج حكة الجلد، في هذه الحالة. قد يوصي الأطباء بأنواع من الأدوية لتخفيف الأعراض، بالإضافة إلى تغييرات بنمط الحياة لتدبير مرض التصلب المتعدد.
اقرأ أيضًا:
حكة اللعب (حكة جوك): الأسباب والأعراض والعلاج
ما الذي يسبب آلام الفرج في أثناء الدورة الشهرية وكيفية علاجها؟
ترجمة: شهاب شاعر
تدقيق: دوري شديد
مراجعة: نغم رابي