ربما نعتقد أن حب الشباب مشكلة مرتبطة بسن المراهقة فقط، أو على الأكثر حتى سن العشرينات، لكن قد نكون في الثلاثينيات أو الأربعينيات من عمرنا ويظهر لنا حب الشباب الذي غالبًا ما يدل على العديد من التبدلات الهرمونية التي تخل بالقواعد.
إذن ما السبب، والأهم من ذلك، ماذا يمكن أن نفعل حيال الأمر؟
غالبًا ما يظهر حب الشباب عند البالغين، والمعروف أيضًا باسم حب الشباب الهرموني، على منطقتي الذقن وخط الفك، وهو شائع على الصدر والظهر والكتفين، لكنه قد يظهر في أماكن أخرى من الجسم أو الوجه.
تقول اختصاصية الأمراض الجلدية لورين زامبورسكي: «يعتقد الكثير من الناس أن حب الشباب هو في الغالب حالة مرضية في عمر المراهقة فقط، ولكنه قد يحدث مرتين في حياتنا».
إننا نرى الكثير من حب الشباب قبل فترة البلوغ وفي أثنائها، مع التبدل الأول للهرمونات في أجسادنا، لكن هذا لا يعني أننا لن نصادفه في فترة أخرى من حياتنا، لا سيما الذي يظهر في المنطقة حول الفم عند الأشخاص في عمر الكهولة.
أسباب حب الشباب عند الكبار:
يمثل البلوغ أول اندفاع للهرمونات، إذ يحدث التبدّل الهرموني للانتقال من مرحلة الطفولة إلى البلوغ، وغالبًا ما يرافقه ظهور حب الشباب. ومع التقدم في السن، لن تختفي هذه التغيرات الهرمونية وقد تحدث المشكلات مرة أخرى.
تقول زامبورسكي: «قد يسبب انقطاع الطمث ظهور حب الشباب، لكن التغيرات الهرمونية هي المتهم الأكبر، مثلما هو الحال خلال سنوات المراهقة».
1- الحمل:
تسبب التقلبات الهرمونية التي ترافق فترة الحمل مجموعة مختلفة من التغيرات الجسدية، بما في ذلك حب الشباب، الذي قد يتحسن مع تقدم الحمل، وربما يظهر بعد الولادة فيسمى حب الشباب بعد الولادة.
2- انقطاع الطمث:
يخفض انقطاع الطمث مستويات هرمون الإستروجين ويزيد الأندروجينات، ما يحفز إنتاج الدهون طبيعيًا في البشرة، والمزيد من الدهون يعني المزيد من حب الشباب.
3- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات:
يعد حب الشباب أحد أعراض متلازمة تكيس المبايض أو PCO، وهي حالة من عدم التوازن الهرموني التي تسبب أيضًا اضطراب الدورة الشهرية ونمو الشعر الزائد وزيادة الوزن. عادةً ما يكون لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض معدل أعلى من هرمون التستوستيرون في أجسامهن، ما قد يسبب ظهور حب الشباب الكيسي المؤلم، خاصة في منطقتي الذقن وخط الفك.
4- التوتر أو الإجهاد:
يؤثر الإجهاد على الجسم بطرق لا حصر لها، مثل مفاقمة المشكلات الجلدية الموجودة، وذلك أيضًا بسبب التبدلات الهرمونية وتحديدًا تبدلات مستويات الكورتيزول، والمعروف باسم هرمون الشدة.
5- نمط الحياة:
إن بعض الأمور اليومية التي نفعلها قد تكون متورطة بما يحدث في البشرة. إضافةً إلى استخدام زيوت الشعر ومنتجات العناية به، التي قد تسد بصيلات الشعر وتسبب ظهور حب الشباب، أو حتى اتباع نظام غذائي غير صحي يتضمن الكثير من السكر ومنتجات الألبان.
6- الأدوية:
قد تؤثر بعض أنواع الأدوية على البشرة، وإليكم بعض الأمثلة:
- حبوب منع الحمل: إن استخدام حبوب منع الحمل الحاوية على هرمون الإستروجين يسهم بضبط حب الشباب، لكن عند التوقف عن استخدامها قد يختل التوازن الهرموني ويظهر حب الشباب مجددًا.
- التستوستيرون: بعض الأشخاص مثل الرياضيين يستخدمون هرمون التستوستيرون للاستفادة من خواصه البانية، والتستوستيرون بدوره يزيد من إفراز البشرة للزهم، وهو المادة الدهنية التي تحافظ على رطوبة البشرة وتُساهم زيادة إفرازها في ظهور حب الشباب، لكنه ربما يكون مؤقتًا حتى يتكيف الجسم مع العلاج.
- أدوية أخرى: قد يكون حب الشباب أحد الآثار الجانبية لأنواع أخرى من الأدوية أيضًا، مثل مضادات الاختلاج، التي تستخدم في علاج نوبات الصرع، كذلك الستيرويدات القشرية التي توصف لعلاج أمراض الروماتيزم، وأخيرًا الليثيوم، الموصوف لاضطراب ثنائي القطب.
ما أفضل العلاجات لحب الشباب عند البالغين؟
في بعض الأحيان، يكون كل ما تحتاجه هو روتين جيد للعناية بالبشرة، أو ربما زيارة طبيب الجلدية لتحديد سبب المشكلة الأساسي.
بدايةً يجب البحث عن غسول لطيف، وعندما تظهر البثور، لا تسرع لشراء أقوى منتج فعّال لعلاج حب الشباب على رفوف الصيدلية، لأن ذلك قد يزيد من تهيّج البشرة، فعلى الرغم من أن منتجات العناية بالبشرة قد تساعد المراهقين في التخفيف من حب الشباب وأثاره، لكن تأثيرها يختلف بالنسبة للكهول.
تنصحنا زامبورسكي بأن نختار الغسول اللطيف الحاوي على أحماض ألفا أو بيتا هيدروكسي، مثل حمض الغليكوليك أو الساليسيليك، والحرص على زيارة طبيب الجلدية عند ملاحظة ظهور حب الشباب في غير سن المراهقة، والطبيب بدوره سوف يقيّم حب الشباب لتحديد سبب ظهوره الأساسي وإيجاد العلاج المناسب.
اختتمت قائلة: «إن العلاجات المقترحة تتضمن عكس التغيرات الهرمونية أو تناول حبوب منع الحمل الإستروجينية أو السبيرونولاكتون».
اقرأ أيضًا:
جزيء جديد يمكن أن يغير قواعد اللعبة في علاج حب الشباب
حب الشباب الكيسي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: تيماء القلعاني
تدقيق: جعفر الجزيري
