انفصال المشيمة هو إحدى المشكلات التي تحدث في الحمل عندما تنفصل المشيمة عن الرحم قبل الولادة. تلتصق المشيمة عادةً بالجدار العلوي أو الجانبي من الرحم، وهي تمثل شريان الحياة الذي يمد الجنين بالمغذيات والأكسجين عبر الحبل السري، ويزيل الفضلات من دمه.

قد يكون انفصال المشيمة جزئيًا أو كاملًا، ويؤدي إلى تدني كمية الأكسجين والمغذيات التي تصل إلى الجنين، وقد يسبب أيضًا نزيفًا شديدًا للأم المصابة، لذا يعمل الأطباء على مراقبتها باستمرار وتحديد حاجتها إلى الولادة المبكرة.

ما أنواع انفصال المشيمة؟

يصنف الأطباء المشكلة إلى نوعين بناءً على درجة انفصال المشيمة:

  •  انفصال المشيمة الجزئي، ويحدث عندما لا تنفصل المشيمة من الرحم تمامًا.
  •  انفصال المشيمة الكلي، ويحدث عندما تنفصل المشيمة تمامًا من جدار الرحم، ويؤدي عادةً إلى نزيف مهبلي شديد.

يُصنف انفصال المشيمة أيضًا بناءً على شدة النزيف:

  •  انفصال المشيمة الظاهر، إذ تتراوح حدة النزيف المهبلي من معتدل إلى شديد.
  •  انفصال المشيمة الخفي، قد تكون كمية النزيف المهبلي المرئية فيه قليلة أو منعدمة نظرًا إلى احتباس الدم بين المشيمة وجدار الرحم.

ما مدى شيوع انفصال المشيمة؟

يحدث انفصال المشيمة بمعدل 1 لكل 100 حالة حمل، أي بنسبة 1%.

متى يحدث انفصال المشيمة؟

يحدث انفصال المشيمة عادةً في الثلث الأخير من الحمل، أي من الأسبوع الثامن والعشرين حتى الأربعين، لكنه في الحقيقة قد يحدث في أي وقت بعد الأسبوع العشرين من الحمل.

أعراض انفصال المشيمة:

تتباين أعراض انفصال المشيمة. الأعراض الأكثر شيوعًا النزيف المهبلي مع المغص في الثلث الأخير من الحمل، وقد تشعر الأم بأعراض أخرى مثل:

  •  ألم البطن.
  •  انقباضات رحمية أطول مدةً وأكثر حدةً من انقباضات المخاض المعتادة.
  •  تحسس الرحم.
  •  ألم الظهر.
  •  الشعور بأن حركة الجنين أقل من المعتاد.

يختلف النزيف المهبلي بين الأمهات ولا يمكن اعتباره مقياسًا لشدة الانفصال، إذ قد لا يوجد أي نزيف مهبلي مرئي لدى بعض الحالات، إذ يحتبس بين المشيمة وجدار الرحم. أما الألم فقد يتراوح من مغص طفيف إلى انقباضات قوية تحدث فجأة.

قد تمثل هذه الأعراض مشكلات أخرى في الحمل سوى انفصال المشيمة، لكن يجب دائمًا طلب المساعدة الطبية عند الإصابة بالنزيف المهبلي والمغص.

ما أولى علامات انفصال المشيمة؟

النزيف المهبلي العلامة الأكثر شيوعًا لانفصال المشيمة، لكن النزيف لا يحدث لدى جميع الأمهات، وقد تشعر الأم المصابة أيضًا بألم حاد ومستمر أسفل الحوض أو في الظهر عند انفصال المشيمة، إضافةً إلى أن حركة الجنين قد تصبح أقل من المعتاد.

هل يسبب انفصال المشيمة النزيف دائمًا؟

غالبًا ما تلاحظ الأم بعض النزيف المهبلي عند انفصال المشيمة، لكن قد يظل الدم محتبسًا خلف المشيمة في انفصال المشيمة الخفي، وفي هذه الحالة قد لا يحدث أي نزيف. أيضًا، يحدث انفصال المشيمة أحيانًا ببطء، ما قد يسبب نزيفًا طفيفًا ومتقطعًا.

ما سبب انفصال المشيمة؟

غالبًا، سبب انفصال المشيمة غير معروف، كل ما يعرفه الأطباء حتى الآن العوامل التي تزيد خطر الإصابة به، مثل إصابات البطن بسبب الوقوع أو الحوادث.

هل يسبب الضغط على البطن انفصال المشيمة؟

لا يحدث انفصال المشيمة عند الضغط على البطن، مثل الفحوصات التي يضغط فيها الأطباء على البطن في مواعيد متابعة الحمل، لكنه قد ينجم عن ضربة قوية على البطن مثل إصابات حوادث السير أو السقوط عن الدرج.

هل يحدث انفصال المشيمة عند ركوب السيارة في طريق وعرة؟

لا تسبب الطرق الوعرة انفصال المشيمة، لكن يوصي الأطباء عادةً بتجنب الأنشطة التي قد تزيد خطر الوقوع أو إصابات البطن مثل ركوب الحصان أو الأفعوانية.

ما عوامل خطر انفصال المشيمة؟

تؤدي العوامل التالية إلى زيادة عرضة الإصابة بانفصال المشيمة:

  •  إصابة الرحم بسبب حوادث السير أو ضربة قوية على البطن أو غيرها.
  •  التعرض لانفصال المشيمة في حمل سابق.
  •  الحمل بتوأم.
  •  ارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل وتسمم الحمل.
  •  التدخين أو تعاطي العقاقير المخدرة.
  •  تجاوز سن الأربعين.
  •  الأورام الليفية الرحمية.
  •  أهبة التخثر.
  •  تمزق الأغشية قبل المخاض.
  •  التهاب الأغشية الجنينية.

ما مضاعفات انفصال المشيمة؟

قد يكون انفصال المشيمة خطيرًا على حياة الجنين، وفي بعض الأحيان حياة الأم أيضًا، ومن مضاعفاته على الجنين:

  •  الولادة المبكرة.
  •  انخفاض الوزن عند الولادة.
  •  قصور في النمو.
  •  ضرر دماغي بسبب نقص الأكسجين.
  •  وفاة الجنين.

أما مضاعفاته على الأم:

  •  فقر الدم.
  •  اضطرابات تجلط الدم.
  •  النزيف.
  •  الحاجة إلى نقل الدم.
  •  الفشل الكلوي.

كيفية تشخيص انفصال المشيمة

يؤكَد تشخيص انفصال المشيمة بإجراء فحص سريري واختبارات أخرى، وقد تظل الأم المصابة في المستشفى أو تعود إلى المنزل حسب شدة الانفصال.

لتشخيص انفصال المشيمة، يسأل الأطباء أولًا بعض الأسئلة المهمة عن مقدار النزيف المهبلي، ومكان الألم وشدته، ووقت بدء ظهور الأعراض.

يراقب الطبيب أيضًا ضغط الدم وانقباضات الرحم لدى الأم، إضافةً إلى معدل ضربات القلب لدى الجنين وحركته. يستعين الأطباء أيضًا بجهاز الموجات فوق الصوتية لتحديد موقع النزيف وفحص الجنين، وقد يطلبون بعض تحاليل البول والدم.

علاج انفصال المشيمة

للأسف لا يمكن إصلاح الانفصال أو تثبيت المشيمة في الرحم، ويعتمد خيار الطبيب للتعامل مع هذه الحالة على درجة الانفصال، ومدة الحمل، ووجود أي علامة على تأثر الجنين، ومقدار الدم المفقود. العامل الأهم في تحديد كيفية التعامل مع انفصال المشيمة: شدة الانفصال ومدة الحمل.

حال لم تكن مدة الحمل قريبة من الاكتمال وكان انفصال المشيمة طفيفًا، يواصل الطبيب متابعة الأم في المستشفى أو المنزل، مع إعطائها دواء ستيرويدي لتحفيز نضج رئتي الجنين. أما إذا كان الانفصال شديدًا ويهدد حياة الجنين، فقد يستلزم إجراء ولادة طارئة بصرف النظر عن نضج الرئتين.

حال كانت مدة الحمل قريبة من الاكتمال وكان الانفصال طفيفًا ولم تُكشف اضطرابات في معدل ضربات قلب الجنين، قد يسمح الطبيب للأم بمواصلة الحمل حتى النهاية مع إعطائها دواء ستيرويدي ومراقبة أي تطورات. أما إذا كان الانفصال شديدًا، فقد يتطلب إجراء ولادة فورية أو عملية قيصرية طارئة إذا كان الجنين في خطر.

بعض المخاطر التي تستلزم إنهاء الحمل بصرف النظر عن عمر الجنين:

  •  تفاقم انفصال المشيمة.
  •  نزيف غزير أو فقر دم شديد.
  •  تضرر الجنين وظهور علامات نقص الأكسجين.

سبل الوقاية من انفصال المشيمة:

لسوء الحظ لا تمكن الوقاية من انفصال المشيمة، لكن يمكن تقليل احتمالية حدوثه بما يلي:

  •  عدم التدخين أو تعاطي العقاقير المخدرة، واستشارة الطبيب قبل تناول أي دواء خلال الحمل.
  •  الحفاظ على ضغط دم صحي.
  •  معالجة المشكلات الصحية المزمنة.
  •  اتخاذ الاحتياطات اللازمة للسلامة مثل ارتداء حزام الأمان.
  •  إبلاغ الطبيب عن أي إصابة في البطن أو نزيف مهبلي.

ماذا يحدث بعد انفصال المشيمة؟

يعتمد مصير حالات انفصال المشيمة عمومًا على شدة الأعراض ومدى تقدم الحمل، لكن تخضع الأم المصابة عادةً للمراقبة والمتابعة المستمرة من الأطباء، وينبغي الحذر من أي تغير في الأعراض، وإبلاغ الطبيب فورًا.

ما فرصة نجاة المولود بعد انفصال المشيمة؟

تعتمد احتمالية نجاة الرضيع على عاملين أساسيين: مدة الحمل عند الولادة ودرجة الانفصال، لكن يساعد التشخيص المبكر والمراقبة الدقيقة والعلاج السريع على تقليل المضاعفات، مع ذلك، يصل معدل وفاة الجنين في انفصال المشيمة الشديد إلى قرابة 15%.

هل قد يتكرر انفصال المشيمة؟

تزداد احتمالية تكرر إصابة الأمهات بانفصال المشيمة في الحمل المقبل بنسبة 15%، وفي حال الإصابة به مرتين، ترتفع النسبة إلى 25%، لذا ينبغي إخبار الطبيب عن أي إصابة مسبقة بانفصال المشيمة.

متى تجب استشارة الطبيب؟

عند الإصابة بالنزيف أو المغص أو آلام الحوض في أثناء الحمل، يجب إبلاغ الطبيب فورًا، لا سيما في الثلث الأخير من الحمل.

اقرأ أيضًا:

انفصال المشيمة الباكر

النزف المهبلي أثناء الحمل: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: رحاب القاضي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر