الأورام الليفية Fibroids: هي نمو غير طبيعي يتطور في رحم المرأة أو على رحمها. تصبح هذه الأورام في بعض الأحيان كبيرة جدًا وتتسبب في ألم شديد في البطن ودورات شهرية غزيرة، لكنها لا تسبب في حالات أخرى أي علامات أو أعراض على الإطلاق. يكون هذا النمو عادةً حميدًا أو غير سرطاني، ولغاية الآن لا يوجد سبب واضح للأورام الليفية.
يصاب به نحو 80% من النساء في سن الخمسين بحسب المعهد الوطني للصحة. ومع ذلك، لا تمتلك معظم النساء أي أعراض وقد لا يعرفن أبدًا أنهن مصابات بأورام ليفية.
ما الأنواع المختلفة للأورام الليفية؟
يعتمد نوع الورم الليفي الذي تصاب به المرأة على موقعه داخل الرحم أو عليه.
الأورام الليفية داخل الجدار
تُعتبر الأورام اللّيفية داخل الجدار أشيع أنواع الأورام اللّيفية. تبدأ هذه الأنواع داخل جدار العضلات الرحمية، وقد تنمو لدرجة يتمدد فيها الرحم.
الأورام اللّيفية تحت المصلية
تتشكل الأورام الليفية تحت المصلية خارج الرحم، وقد يكبر حجمه بدرجة كافية تجعل الرحم يبدو أكبر من جانب واحد.
الأورام اللّيفية المعنقة
قد تتطور الأورام تحت المصلية بشكل قاعدة رفيعة تدعم الورم، وعند حدوث ذلك، يسمى هذا النوع بالأورام الليفية المعنقة.
الأورام الليفية تحت المخاطية
تتطور هذه الأنواع من الأورام في الطبقة العضلية الوسطى، أو عضلية الرحم. لا تُعتبر الأورام تحت المخاطية شائعة مثل الأنواع الأخرى.
ما الذي يسبب الأورام الليفية؟
لا يوجد سبب واضح لنمو الأورام الليفية، ولكن توجد عدة عوامل قد تؤثر على تكوينها.
الهرمونات
ينتج المبيضان هرمونات الإستروجين والبروجستيرون التي تعمل على تجديد بطانة الرحم خلال كل دورة، وهذا ما قد يحفز نمو الأورام الليفية.
السوابق العائلية
تشيع الأورام الليفية في بعض الأسر، ولهذا تمتلك بعض النساء الأرضية لتشكيل ورم ليفي إذا كانت تعاني الأم أو الأخت أو الجدة مثلًا من الأورام اللّيفية.
الحمل
يزيد الحمل من إنتاج هرمونات الإستروجين والبروجستيرون في الجسم؛ ولهذا قد تنمو الأورام الليفية بسرعة أثناء الحمل.
من الأشخاص الأكثر عرضة لتطوير الأورام الليفية؟
تعرَّض السيدة أكثر للإصابة بالأورام الليفية إذا امتلكت واحدًا أو أكثر من عوامل الخطر التالية:
- الحمل.
- سوابق عائلية للأورام الليفية.
- سن 30 أو أكبر.
- ارتفاع وزن الجسم.
- العرق: تذكر الدراسة أن النساء الأمريكيات من أصل إفريقي أكثر عرضة للإصابة.
ما أعراض الأورام الليفية ؟
تعتمد الأعراض على عدد الأورام وموقعها وحجمها. على سبيل المثال: قد تسبب الأورام الليفية تحت المخاطية نزيفًا طمثيًا غزيرًا وصعوبة في الحمل. أما إذا كان الورم صغيرًا جدًا أو كانت السيدة بسن انقطاع الطمث، فلن تظهر أي أعراض. قد تنكمش الأورام اللّيفية خلال سن انقطاع الطمث. وذلك بسبب انخفاض مستويات الإستروجين والبروجستيرون خلال هذه المرحلة، وهي الهرمونات التي تحفز نمو الورم الليفي.
قد تظهر أعراض الأورام الليفية كما يلي:
- نزيف غزير بين أو خلال فترات الحيض.
- ألم في الحوض أو أسفل الظهر.
- زيادة في الآلام التشنجية المرافقة للحيض.
- زيادة التبول.
- ألم أثناء الجماع.
- الحيض الذي يستمر فترة أطول من المعتاد.
- الإحساس بالثقل أو الامتلاء في أسفل البطن.
- ازدياد أو تضخم حجم البطن.
كيف تُشخَّص الأورام الليفية؟
ستحتاج السيدة إلى مراجعة اختصاصي نسائية للحصول على تشخيص مناسب ولإجراء فحص للحوض، وقد تحتاج أيضًا إلى اختبارات أخرى، تشمل:
التصوير بالموجات فوق الصوتية
سيسمح التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار أو الإيكو) للطبيب برؤية بنية الرحم الداخلية وأي أورام ليفية موجودة. وقد يوفر التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل صورًا أوضح بسبب قربه من الرحم.
التصوير بالرنين المغناطيسي
يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي MRI صورًا واضحة للرحم والمبيض وأعضاء الحوض الأخرى.
كيف تعالَج الأورام الليفية ؟
يضع الطبيب خطة علاجية بناءً على العمر وحجم الورم الليفي والصحة العامة، وقد تتلقى السيدة مجموعة من العلاجات، مثل:
الأدوية
يمكن وصف الأدوية التي تنظم المستويات الهرمونية، وهو ما يساهم في تقليص الأورام الليفية. ومن هذه الأدوية: منبهات الهرمون المحرر لموجهات القند (GnRH) كاليوبروليد leuprolide (لوبرون) الذي يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون؛ ما سيؤدي في النهاية إلى توقف الطمث وتقليص الأورام اللّيفية.
تساعد كذلك مناهضات الهرمون المحرر لموجهات القند (GnRH) كأسيتات السيتروريليكس Cetrorelix Acetate وأسيتات غانيريليكس Ganirelix Acetate على تقليص الأورام الليفية أيضًا، وهي تعمل عن طريق إيقاف إنتاج الجسم للهرمون المنبه للجريب (FSH) والهرمون المنشط للجسم الأصفر (LH).
ثمة خيارات أخرى قد تساعد في السيطرة على النزيف والألم، ولكنها لن تقلص أو تقضي على الأورام الليفية، وهذا يشمل ما يلي:
- اللولب الرحمي الذي يطلق هرمون البروجستين.
- مسكنات الألم المضادة للالتهاب التي تعطى دون وصفة طبية (كالبروفين Ibuprofen).
- حبوب منع الحمل.
الجراحة
قد يقرر الطبيب إجراء عملية جراحية لإزالة الأورام الكبيرة أو المتعددة، وتُعرف العملية باسم استئصال الورم الليفي الرحمي Myomectomy. تتضمن هذه العملية إجراء شق كبير في البطن للوصول إلى الرحم وإزالة الأورام الليفية.
يمكن أيضًا إجراء الجراحة بالمنظار باستخدام بضعة شقوق صغيرة تدخل عن طريقها أدوات جراحية وكاميرا. ومع ذلك، قد تنمو الأورام الليفية مرة أخرى بعد الجراحة. وإذا تفاقمت الحالة أو لم تنجح أي علاجات أخرى، قد يضطر الطبيب لاستئصال الرحم.
إجراءات أخرى
توجد عملية جراحية حديثة تدعى بجراحة الموجات فوق الصوتية القسرية (FUS)، تستلقي فيها المريضة داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، ما يسمح للأطباء بتصوير داخل الرحم، ليوجهوا بعد ذلك الموجات الصوتية عالية الطاقة والتردد إلى الأورام اللّيفية للتخلص منها أو إتلافها.
على نحو مماثل، يمكن تقليص الأورام الليفية باستخدام التيار الكهربائي أو الليزر أو عبر تجميدها بطريقة تسمى Cryomyolysis. يوجد طريقة أخرى تسمى كي بطانة الرحم Endometrial ablation تتضمن إدخال أداة خاصة في الرحم لتخريب بطانة الرحم باستخدام الحرارة أو التيار الكهربائي أو الماء الساخن. ويُعتبر إصمام الشريان الرحمي أحد الخيارات الجراحية الأخرى حيث تُحقن جزيئات صغيرة في الرحم لقطع الدم عن الأورام الليفية.
ما يمكن توقعه على المدى الطويل؟
يعتمد إنذار الورم الليفي الرحمي على حجمه وموقعه؛ فقد لا تحتاج الأورام اللّيفية إلى علاج إذا كانت صغيرة أو دون أعراض، بينما تجب مراقبة السيدة بحذر إذا كانت حاملًا وتمتلك أورام ليفية أو أصبحت حاملًا ولديها أورام ليفية. ومع ذلك، لا تسبب الأورام الليفية مشاكل أثناء الحمل في معظم الحالات. وبشكل عام، يفضل زيارة الطبيب إذا كانت السيدة تتوقع أن تحمل وهي تمتلك ورمًا ليفيًا.
اقرأ أيضًا:
الورم السحائي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
الورم الليفي العصبي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: دانيا الدخيل
تدقيق بدر الفراك
مراجعة: تسنيم الطيبي