قد يحدث الصداع والحمى بسبب مجموعة متنوعة من الحالات الطبية. أحيانًا يعاني الأشخاص الصداع والحمى معًا. من الأسباب المحتملة لذلك العدوى والتطعيمات -اللقاحات- والأدوية وغيرها.

في بعض الأحيان، قد يكون وجود الصداع والحمى معًا أمرًا خطيرًا، لذا قد يرغب الأشخاص الذين يعانون كلا العرضين في استشارة طبيب.

قد يقلق بعض الأشخاص بشأن إمكانية الإصابة بمرض كوفيد، إذ يرتبط كلا العرضين به.

مع ذلك، قد تسبب العديد من الحالات الأخرى حدوث الصداع والحمى معًا.

الأسباب المحتملة للحمى والصداع:

التهاب السحايا:

عدوى بكتيرية أو فيروسية تؤدي إلى التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ. إذا حدث التهاب في هذه الأغشية، قد يصاب الشخص بصداع. قد يكون التهاب السحايا مهددًا للحياة.

تشمل الأعراض الأخرى لالتهاب السحايا:

  •  حمى.
  •  صداع.
  •  ألم أو تصلب في الرقبة.
  •  حساسية للضوء.
  •  دوار.
  •  ارتباك.
  •  غثيان وتقيؤ.

الإنفلونزا:

تحدث الإنفلونزا الموسمية بين أكتوبر ومارس في نصف الكرة الشمالي، ومن أبريل إلى أغسطس في نصف الكرة الجنوبي. تنتقل فيروسات الإنفلونزا بين شخص وآخر عبر الرذاذ التنفسي الناتج من السعال والعطس التحدث.

من أعراضها:

  •  حمى
  •  صداع
  •  سعال
  •  التهاب الحلق
  •  آلام العضلات
  •  سيلان الأنف
  •  احتقان العينين
  •  حساسية للضوء
  •  ضيق التنفس
  •  التهاب الجيوب الأنفية.

عدوى الجيوب الأنفية من أكثر أنواع العدوى شيوعًا. يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب الجيوب الأنفية الحاد عادةً من ظهور مفاجئ أو تدريجي للأعراض التي تستمر أقل من أربعة أسابيع. قد يشعر الأشخاص الذين يعانون التهاب الجيوب الأنفية المزمن بالأعراض مدة ثلاثة أشهر أو أكثر.

تشمل الأعراض:

  •  صداع
  •  حمى
  •  ألم في الوجه
  • انسداد الأنف
  •  تعب مفرط
  •  رائحة فم كريهة
  •  ألم الأسنان
  •  سعال.

التهاب الأذن:

يحدث التهاب الأذن عندما تصاب السوائل الموجودة في الأذن الوسطى بالعدوى. يُعد التهاب الأذن ثاني أكثر الأسباب شيوعًا لزيارات طبيب الأطفال. غالبًا ما يحدث التهاب الأذن لدى الأطفال بعمر 6 – 24 شهرًا.

تشمل الأعراض:

  •  الحمى
  •  الصداع
  •  اضطرابات النوم
  •  ضعف الشهية
  •  التهيج
  •  التقيؤ
  •  الإسهال.

ارتفاع درجة الحرارة:

إذ ترتفع درجة حرارة جسم الشخص فوق 40 درجة مئوية نتيجة التعرض الطويل للحرارة. قد تتطور إصابة الحرارة –ضربة الشمس حسب التسمية الشائعة- نتيجة الجهد البدني المفرط في درجات حرارة مرتفعة. ترافق إصابة الحرارة عادة أعراضًا عصبية مثل التشنجات والارتباك.

تُعَد إصابة الحرارة حالة خطيرة قد تهدد الحياة إذا تُركت دون علاج.

قد تتطور إصابة الحرارة تدريجيًا. قد لا يلاحظ الشخص الأعراض المرتبطة بالحرارة، إذ قد تظهر أعراض مشابهة. تشمل الأعراض:

  •  صداع
  •  تشنجات
  •  تعب
  •  دوار
  • غثيان
  •  تقيؤ.

اللقاحات

قد يعاني بعض الأشخاص آثارًا جانبية خفيفة بعد الحصول على اللقاح. من الأعراض:

  •  صداع
  •  حمى خفيفة
  •  قشعريرة
  •  تعب
  •  ألم وتورم واحمرار في المنطقة المتأثرة
  •  آلام في العضلات
  •  آلام في المفاصل.

الأدوية:

قد يعاني بعض الأشخاص أعراضًا مشابهة لأعراض الإنفلونزا عند بدء تناول دواء جديد. قد تشمل الأعراض:

  •  حمى
  •  صداع
  •  آلام عضلية
  •  سعال
  •  التهاب الحلق
  •  سيلان الأنف
  •  غثيان
  •  تقيؤ
  •  إسهال.

بعض أدوية السرطان، مثل إنترفيرون وإنترلوكين، قد تسبب أعراضًا مشابهة للإنفلونزا.

تشمل الأدوية الأخرى التي قد تسبب هذه الأعراض أدوية السل مثل ريفابنتين وأيسونيازيد.

للسرطان أعراض متعددة مختلفة، لكن ليس بالضرورة أن يشعر الجميع بها. قد يحدث السرطان أحيانًا دون أي أعراض على الإطلاق. من الأعراض التي قد ترتبط باحتمال الإصابة بالسرطان:

  •  ألم
  •  حمى
  •  فقدان الوزن غير المفسر
  •  تعب
  •  تغيرات في الجلد
  •  سعال
  •  تغيرات في وظيفة الأمعاء أو المثانة
  •  جروح مستمرة لا تلتئم
  •  بقع بيضاء على اللسان
  •  نزيف غير عادي أو تصريف
  •  كتلة.

العلاج:

يعتمد علاج الصداع والحمى على سببها.

التهاب السحايا:

إذا كان الشخص مصابًا بالتهاب السحايا البكتيري، قد يصف الطبيب مضادات حيوية. تشمل العلاجات الأخرى الرعاية الداعمة لجعل الشخص يشعر بمزيد من الراحة. قد يحتاج بعض الأشخاص إلى:

  •  إدارة مجرى الهواء
  •  تزويد بالأكسجين
  •  سوائل وريدية
  •  مسكنات للحمى، للتحكم في الحرارة.

الإنفلونزا

في معظم الحالات، تزول الإنفلونزا دون الحاجة إلى تدخل طبي. قد يرغب بعض الأشخاص في تناول خافضات الحرارة، مثل أسيتامينوفين، هي أيضًا مسكنات للألم وتساعد على تخفيف الصداع.

بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى علاج باستخدام مضادات الفيروسات.

التهاب الجيوب الأنفية:

قد يوصي الأطباء الأشخاص الذين يعانون التهاب الجيوب الأنفية باستخدام أجهزة الترطيب، وغسولات الأنف، ومزيلات الاحتقان الأنفية لتخفيف الأعراض. بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى الستيرويدات الموضعية أو الفموية لتقليل الالتهاب في الممرات الأنفية.

اعتمادًا على شدة العدوى، والأعراض، ومجموعة من العوامل الأخرى، قد يصف الأطباء المضادات الحيوية.

التهاب الأذن

قد لا يصف الأطباء المضادات الحيوية للأطفال الذين يعانون عدوى في الأذن. بعض الأطباء يقترحون الانتظار والمراقبة في البداية، ويصفون العلاج بالمضادات الحيوية فقط إذا لم تُشفَ العدوى.

للتحكم في الألم والحمى، قد يوصي الأطباء باستخدام مسكنات الألم، مثل الأسيتامينوفين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الأسبرين والإيبوبروفين.

إذا قرر الطبيب أن المضادات الحيوية ضرورية، فسوف يختار النوع المناسب بناءً على حساسية المريض وشدة العدوى ووجود أعراض أو عدوى أخرى، وأي مقاومة قد تكون موجودة.

ارتفاع الحرارة:

يفحص الفريق الطبي مجرى الهواء والتنفس والدورة الدموية للشخص. ثم يقدمون التبريد السريع لمنع المزيد من الضرر للأعضاء الداخلية. يحرص الأطباء على ضمان ترطيب الفرد.

الوقاية:

لتلافي الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، ينصح الأطباء بغسل اليدين بشكل متكرر وصحيح. وتناول اللقاحات المتاحة.

أكثر الطرق فعالية لعلاج ضربة الشمس هي الوقاية. ارتداء الملابس المناسبة، وإعادة جدولة الأعمال أو الأنشطة الشاقة في الطقس الحار والرطب هما استراتيجيتان فعالتان للوقاية من الأمراض المرتبطة بالحرارة.

مع أن الحمى والصداع أعراض شائعة لدى الرضع والأطفال، قد لا يستطيعون التعبير عن شعورهم بالصداع.

يجب على أولي الأمر مراقبة العلامات الأخرى إذ كان الطفل يعاني الحمى، مثل التعب المفرط، وقلة الشهية، والتقيؤ، وغيرها من الأعراض.

قد تساعد الأدوية الخافضة للحرارة ومسكنات الألم، لكن تجب استشارة الطبيب.

قد يصاب الرضع والأطفال أيضًا بالتهاب السحايا، وهو حالة قد تكون مهددة للحياة.

متى تجب زيارة الطبيب؟

إذا لم تنجح الأدوية المخفضة للحرارة ومسكنات الألم في السيطرة على الحمى أو الصداع، يجب طلب الرعاية الطبية.

عادةً ما تكون الحمى والصداع أعراضًا مؤقتة، لذا ينبغي للأشخاص الذين يعانون حمى وصداع مستمرين استشارة طبيب.

إذا زادت درجة الحرارة على 39.5 درجة مئوية، يجب طلب الرعاية الطبية.

خاتمة:

الصداع والحمى أعراض غير محددة، لأنهما يرتبطان بمجموعة متنوعة من الحالات والأمراض. وهما من الآثار الجانبية الشائعة للعديد من العلاجات المختلفة.

قد يشعر بعض الأشخاص بالقلق عند ظهور الصداع والحمى في الوقت ذاته، لكن غالبًا لا يكون ذلك بسبب شيء خطير.

ينبغي لأي شخص يعاني أعراضًا غير مفسرة استشارة طبيب أو طلب الرعاية الطبية. عندما لا تساعد الأدوية الخافضة للحرارة ومسكنات الألم على تخفيض الحمى أو التحكم في الصداع، يجب التحدث مع طبيب ليوصي بمعالجة أكثر ملاءمة.

اقرأ أيضًا:

هل توجد علاقة بين القلق والصداع؟

الصداع: الأسباب والعلاج

ترجمة: محمد الحاج صالح

تدقيق: لين الشيخ عبيد

المصدر