ربما لا يكون العنوان جديدا كليًا عليك، فقد أثبتت بعض الدراسات ارتباط النتائج النفسيّة لانتهاك الأطفال بعدة أمراض مثل ارتفاع الكولسترول وبعض الأمراض القلبية والمتلازمة الأيضية. لكن جامعة كاليفورنيا قامت لأول مرة بالبحث عن تأثير إساءة معاملة الأطفال و”حرمانهم من الحنان الوالدي” على الوظائف التنظيمية في الجسم، ووجدوا ارتباطًا وثيقًا بين عوامل الضغط النفسي في الطفولة والرعاية الأبوية والحالة الصحية بعد البلوغ.

درس الباحثون 18 علامة حيوية مهمة لأكثر من 750 متطوع مثل ضغط الدم والنبض ومعدل الكولسترول وغيرها، ثم قاموا بتحليل النتائج ومقارنتها مع الحالة الصحيّة للمتطوعين، اعتمادًا على دراسات سابقة أكدت ارتباط بعض الحوادث الصحية الخطيرة بالمستويات غير الطبيعية من هذه العلامات. ثم قاموا بإخضاع المتطوعين لاستبيانات دقيقة ومضبوطة عن المرحلة الطفولية وتجاربهم فيها. أكدت النتائج كما هو متوقع العلاقة بين الانتهاكات في الطفولة وخطر الإصابة بأمراض جهازية متعددة. لكن اللافت للانتباه أن الذين عبروا عن رضاهم عن مرحلتهم الطفولية وعن علاقتهم بأهاليهم كان لديهم مستويات طبيعية ومبشرة لعلاماتهم الحيوية وانخفاض في مستوى خطر الإصابة بالأمراض الجهازية.

تفسيرا لهذه النتائج، يظن الباحثون أن سوء العامل النفسي في الطفولة يؤثر على الاستجابة العصبية للضغوطات النفسية لاحقا. ويرون أن نتائج هذه الدراسات الجديدة تقترح إمكانية إنقاص الأثر السلبي الناتج عن انتهاكات الطفولة، حيث أن الطفل الذي يتلقى رعاية نفسية وأبوية جيدة من أشخاص بالغين ينخفض لديهم الأثر السلبي واحتمال الإصابة بالأمراض الجهازية. ويوصي الباحثون بأخذ هذه النتائج بعين الاعتبار حيث أن التدخل السريع والمبكر لحل مشكلات الطفولة ورعاية حالات الانتهاكات بطريقة علمية وسليمة سيحسن من مسار الحالة الصحية لديهم.


 

مصدر