سرطان البنكرياس يُعتبر المسبّب الرّابع الأكثر شيوعًا للموت بالسّرطان في الولايات المتّحدة، كما أنّه يُعتبر أحد أكثر أنواع السّرطان خطورة، نظرًا لمقاومته لأساليب العلاج التّقليديّة (مثل العلاج الكيماوي والعلاج بالأشعّة) وبسبب التشخيص المتأخّر للمرض في أغلب الحالات. في محاولة لإيجاد علاج للمرض، قام فريقٌ من الباحثين من جامعةبنسيلفينيا، جامعة بتسبرغ، وجامعة واشنطن بنشر نتائج تجربة سريريّة اعتمدت العلاج الكيماوي التقليدي، بالإضافة إلى جسم مضادّ يحرّض جزيئًا على سطح الخلايا المناعيّة. النّتائج الأوليّة للتّجربة تُشير إلى أنّ هنالك تراجع وإنحسار ملموس للأورام، خصوصًا عند المرضى الذين وصل عندهم سرطان البنكرياس إلى مراحل متقدّمة.

باستعمالهم أسلوب جديد للتّصوير الآني لمراقبة ردّة فعل الورم للعلاج المناعي، الفريق وجد أيضًا أنّ هنالك فروق في كيفيّة إنحسار الأورام في الموقع المركزي (البنكرياس) والمواقع النقيليّة (المواقع الأخرى التي انتقل إليها الورم). “نحن نستعمل التّصوير لنفهم الإختلاف في نتائج العلاج الذي نراه في العلاج المناعي — ليس كلّ الأورام في جسم المريض تتفاعل بنفس الطريقة، حتّى في وجه العلاجات القويّة، ولدينا أسلوب لمتابعة ردود الفعل الفريدة هذه في المرضى في الزّمن الحقيقي،” قال جريجوري بيتي، الأستاذ المساعد في مركز أبرامسون للسّرطان وقائد الفريق البحثي الذي أشرف على التجربة.

الأسلوب الجديد يستغلّ ردّ فعل مناعي في البيئة الصّغيرة للورم المركزي عند المريض عن طريق إستهداف جزيء على سطح الخلايا المناعيّة يُعرف بإسم (CD40). إستهداف هذا الجزيء يؤدّي إلى تحفيز نوعيّة من الخلايا المناعيّة التي تُعرف بالبلاعم ضدّ الورم، إذ تعمل هذه الخلايا على مهاجمة السّدى (Stroma)، وهو متليّف يدعم أنسجة الورم ويخدم كحاجز دفاعي ضدّ العلاجات التّقليديّة. العلاج قام بإضعاف هذه السّدى، ممّا أدّى في النّهاية إلى إنحسار ملموس للأورام المركزيّة، وإلى التأثير على النّشاط الإستقلابي للأورام المركزيّة والنّقيليّة بنفس الوقت.


 

مصدر