تمّ التأكيد: أكبر زلزال عميق يتم تسجيله حتى الآن حدثَ في 24 من شهر مايو من عام 2013، في بحر أُختسك عند السّاحل الروسي، بقدر 8.3، في عُمق 609 كيلومتر في دثار الأرض. ولكن هذا الزلزال الضّخم، المذكور في بحثٍ نُشِرَ بمجلة Science الخميس الماضي، مازال يُمثّل لُغزًا للعلماء. يتسائل الباحثون: كيف لصخر أن ينزلق فوق صخرآخر بينما هو مضغوط بـ609 كيلومتر من الصخور؟ ألا يجب لكل هذا الضغط على الصَدْع أن يُثبّط مثل هذا الشّرخ؟

الزلازل العميقة هي التي تحدُث في المنطقة الإنتقاليّة بين دثار الأرض الأعلى و الأسفل، 400-700 كيلومتر تحت سطح الأرض. التحليل يُظهر أنّ هذا الزلزال كان لديه لحظة زلزلة أكبر 30% من ثاني أكبر زلزال عميق، والذي حَدَثَ عام 1994 على عُمقْ 637 كيلومتر تحت بوليفيا. الطاقة المُصاحبة لزلزال بحر أُخستك أحدثت إهتزازات تمّ تسجيلها من قِبَل الآلاف مِن محطات علم الزلازل حول العالَم، تُقدَّر بـ3 أضعاف زلزال بوليفيا، مما يُعادِل إنفجار 35 ميغاطن من الـتي إن تي (ثالث نتريت التولوين).

التّمزُّق امتد لـ180 كيلومتر، وهو حتى الآن أطول تمزق لأي زلزال عميق يتمّ قياسه، التمزق كان بسرعة لحواليّ الـ4 كم في الثانية الواحدة (14،400 كم في السّاعة)، وهذا شيء غريب لأنه تقريبًا بقوةِ أي زلزال إعتيادي على سطح الأرض. يقول الباحث المُشارِك توماس لاي: “لقد تمزقت كما يتكسّر الزجاج، ومع ذلك فهي تحت كل هذا الضغط. هذا لُغز، كيف يحدث هذا؟” أحد الإحتمالات هو أنّ ماء أو ثاني أكسيد كاربون سائل تسرّب بطريقةٍ ما إلى الشرخ ليزلّقه. لكن مع صعوبة التسرّب لهذا العمق، يفترض “لاي” وجود مصدر سائل لم نتعرّف عليه بعد.

يعود الباحثون الفرق بين زلزالي أُخستك و بوليفيا العميقين إلى إختلافات في العُمر و درجات الحرارة. في بحثٍ آخر في نفس العدد من المجلة، يُقدّم باحثون آخرون إحتمالية أنّ النوع الأساسي في هذا العُمق (المُسمى بالأوليفين) قد يخوض تحوّل معدني مما يُؤثر على عملية الإنزلاق. فعرّض هؤلاء الباحثون قطعة من الأوليفين لضغط مماثل لما في دثار الأرض فتحوّلت إلى نوع كريستالي مولِدةً بسرعة كبيرة أحد أنواع موجات الزلازل.


 

مصدر