إذا شعرت بأن التعلّم عملية صعبة، فأنت على الطريق الصحيح

إذا كنت تنوي تعلّم أي شيء فأنت بحاجة إلى نوعين من المعرفة السابقة: معرفة تتعلّق بالمواضيع التي بين يديك، على سبيل المثال الرياضيات أو التاريخ أو البرمجة، ومعرفة كيف تتمّ آليّة التعلّم.

الخبر السي،ء هو أن نظام التعليم قد أغفل أحد هذين النوعين وهذا أمر مخيف؛ كون قدرتك على التعلّم هي المتنبئ الأكبر لنجاحك في الحياة، من التفوّق على المستوى الأكاديمي إلى النجاح في عملك.

وهذا يتطلّب إتقان كل مهارة تلو الأخرى.

«يعد كلّ من الأهل والمربّين جيدون جدًا في عملية نقل المعرفة من النوع الأول»، هذا ما نشرته الكاتبة في مجال علم النفس آني مورفي بول «Annie Murphy Paul».

وأضافت: «إنه لمن المريح التحدّث عن المعلومات الملموسة، كالأسماء والتواريخ والأرقام والحقائق.

لكن التوجيه الذي نقدّمه حول فعل التعلّم نفسه -الجوانب الـ “ما وراء معرفية” للتعلّم- هو مسألة حظ قد يصيب وقد يخطئ، وهذا يظهر بوضوح.

تُظهر أبحاث التعليم الحديثة بأن الطلاب الذين يحقّقون درجات منخفضة لديهم “عجز جوهري” في فهمهم للاستراتيجيات الإدراكية التي تسمح للناس بالتعلّم جيدًا.

وتقول بول أن هذا يقترح فكرة أن جزءًا من السبب وراء ضعف إنجاز الطلاب يعود إلى أنهم لا يعرفون كيف تتمّ آلية التعلّم تحديدًا، وإنها مسألة منتشرة.

يقول هنري روديجر «Henry Roediger» ومارك مكدانيال «Mark McDaniel»، المتخصّصان في علم النفس في جامعة واشنطن في سانت لويس، والمؤلفان المشاركان في كتاب “دعها تلتصق: علم التعلّم الناجح”: «كيف ندرّس و ندرُس، هو إلى حد كبير مزيج من النظريات والمعرفة المكتسبة والحدس».

لذا دعونا نشقّ طريقنا نحو المعرفة، وإليكم استراتيجيات التعلّم الناجحة:

1- أجبر نفسك على التذكّر:

الجزء الأقل متعة في التعلّم هو أنه صعب، ففي الواقع أكّد مؤلفا “دعها تلتصق” أنه عندما تجد التعلّم صعبًا؛ فإنك تقدّم أفضل ما عندك وتتعلّم بالفعل، وهو نفس الحال عندما ترفع أثقالًا عند أقصى حدّ تستطيع تحمّله مما يجعل عضلاتك أقوى.

إنها بسيطة ولكن ليست سهلة، ولكي تستفيد من ذلك: أجبر نفسك على تذكّر حقيقة. استخدم على سبيل المثال البطاقات التعليمية، والتي تعدّ مفيدة جدًا كونها تجبرك على تقديم الأجوبة.

2- لا تقع في فخّ الطلاقة:

عندما تقرأ شيئًا وتشعر بأنه سهل فإن ما تختبره يدعى بالطلاقة، التي ستلجب لك فقط المشاكل أثناء تعلّمك.

مثال: أنت في المطار، وتحاول تذكّر أي بوابة ستدخل لتركب طيارتك إلى شيكاغو، نظرت إلى الشاشة… إنها B44 بهذه السهولة! ثمّ مشيت بعيدًا وبإهمال تفقدّت هاتفك المحمول، وعلى الفور نسيت إلى أين أنت ذاهب.

بدلًا من ذلك: اقرأ رقم بوابتك من على الشاشة، ومن ثمّ أدر رأسك واسأل نفسك، ما هي البوابة؟ إذا استطعت التذكّر أنها B44 فأنت على ما يرام.

3- اربط الأشياء الجديدة بالأشياء القديمة:

كتب مؤلفا “دعها تلتصق”: «كلما استطعت شرح كيف يرتبط ما تعلّمته حديثًا بمعرفتك السابقة؛ كلما ازدادت قوة فهمك للأشياء التي تتعلّمها حديثًا، وكلما زادت قدرتك على ربطها مع ما تعلّمته سابقًا سوف يساعدك ذلك على التذكّر لاحقًا».

فعندما تنسج الخيوط الجديدة في شبكتك المعرفية الموجودة أصلاً فإنك ستتحسّن.

إحدى التقنيات المؤثّرة هي أن تأتي بأمثلة واقعيّة من الحياة، عن المبادئ قد تعلّمتها للتو.

فإذا تعلّمت عن القافية غير المنتظمة، يمكنك قراءة قصائد مكتوبة على هذا النوع من القوافي.

إذا درست عملية نقل الحرارة، يمكن أن يخطر ببالك كيف ينشر كأس دافئ من الكاكاو الحرارة ليديك الباردتين في فصل الشتاء.

4- فكر، فكر، فكر:

النظر إلى الوراء مفيد، ففي دراسة قامت بها كليّة إدارة الأعمال في جامعة هارفرد، فإن الموظفين الذين يتوجّب عليهم الاتصال بالمركز أبدوا أداءًا أفضل بنسبة 22.8% من مجموعة التحكّم، عندما فكروا فقط لمدة 15 دقيقة في نهاية يوم عملهم.

«فعندما يملك الناس فرصة التفكير؛ فإنهم يختبرون زيادةً في الكفاءة الذاتية»، هذا ما قالته البروفيسورة فرانشيسكا جينو «Francesca Gino»، وأضافت: «إنهم يشعرون بثقة أكبر عند إنجاز الأعمال، وبالنتيجة؛ إنهم يبذلون جهدًا أكبر في ما يفعلونه وبما يتعلمونه».

قد يبدو أن التفكير يقود إلى عمل أقل، لكنه في الواقع يؤدي إلى إنجاز أكبر.