تواجه أجهزة التنقل الشخصية العاملة بالبطاريات (hoverboard) وقتاً عصيباً في الآونة الأخيرة، فلم تكد تظهر على الساحة كأجهزة مستقبلية جميلة المظهر حتى أصبحت على ما يبدو العدو الأول للناس في خضم سلسلة من الخلافات حول سلامة استخدامها.

الأخبار التي انتشرت مؤخراً فيما يخص الألواح الطائرة – التي لا تطير فعلاً لكنها الأقرب لهذا الهدف إلى أن نتمكن من التوصل إليه على أرض الواقع-تلك الأخبار تلت سلسلة من الحوادث الكبيرة حيث انفجرت فيها هذه الأجهزة وتحولت لكتلة من النار.

العديد من تلك الحوادث قد سجلت في جميع أنحاء الولايات المتحدة وبريطانيا (كذلك في مناطق أخرى) وذكر فيها بالتفصيل كيف أن الألواح الطائرة قد تحطمت منفجرة عندما تم شحنها ومن ثم ركوبها من قبل أصحابها. أحد هذه الحوادث المفجعة، عائلة في لويزيانا فقدت منزلها بشكل كامل جراء انفجار أحد الألواح التي تم شراؤها من شركة التسوق العالمي أمازون (Amazon) كهدية لطفلهم ذو ال 12 عام، حيث بدأ اللوح بإطلاق شرارات من نهايتيه بينما كان يتم شحن بطاريته.

” لقد كان اللوح يتفجر كالألعاب النارية، ولم يبق منه إلا الجزء الأوسط.” تقول أم الطفل مخبرة سوزان روسجن (Susan Roesgen) في WGNO ABC.

وأكثر فظاعة من هذا، جهاز آخر – بيع من قبل أمازون أيضاً، ولم يستخدم إلا لثلاثة أيام-يقال إنه انفجر تحت أقدام رجل من ألاباما عندما كان يقوده خارج المنزل.

” ذهبتُ خارجاً وشغلته، من ثم نزلت به على الرصيف مسافة 100 قدم (30 متر) فقط وانفجر بعدها للتّوّ” يقول تيموثي كيد (Timothy Cade) مخبرًا جاكلين كوينه (Jacqueline Quynh) في WKRG.

ويضيف: ” بدأت البطاريات تتطاير منه، لا يمكنك أن تتوقع أنَّ نيرانًا بذلك الحجم يمكن أن تنبعث عن جهاز صغير كهذا.”

هذه الاحتجاجات المتكررة بأن أجهزة hoverboard يمكنها أن تتسبب بنيران خطرة لم تمر دون أخذها بالحسبان. فالعديد من شركات الطيران أعلنت أنها لن تسمح لمسافريها بحمل أجهزة hoverboard معهم على متن الطائرة، كذلك، بدأت أمازون بتضييق الخناق على بيع هذه الأجهزة عبر موقعها، طالبة دليلاً على أمان استخدامها من قبل مصنعيها وبائعيها.

لكن السؤال الأهم الآن ما السبب وراء انفجار كل تلك الأجهزة؟

بحسب جاي ويتكير (Jay Whitacre)، باحثة في علوم وهندسة المواد في جامعة كارنيجي ميلون (Carnegie Mellon)، المشكلة ليست في أجهزة hoverboard بحد ذاتها، بل في نوعية بطاريات الليثيوم-أيون المستخدمة فيها.

” هناك العديد من الشركات المصنعة لبطاريات الليثيوم-أيون في الصين، والحقيقة أن نوعية واتساق هذه البطاريات ليست بنفس الجودة التي تتمتع بها تلك المنتجة من قبل شركات كبرى مثل LG وSamsung “تصرح ويتكير في موقع Wired.

وتضيف: ” تلك البطاريات معروفة بتكلفتها الزهيدة في الصناعة وهي ليست نسخًا أو تقليداً، بل فقط عبارة عن مجموعة من الخلايا المصنعة بشكل شامل.”

إن حقيقة المشكلة أن بطاريات الليثيوم – أيون الرخيصة المرفقة مع مواد دون المستوى المعياري تعتبر خطيرة كفاية عندما تستخدم في أدوات مثل الأجهزة الذكية أو الحاسوب اللوحي، فكيف إذا تم وضعها في لعبة رياضية عالية التأثير مثل hoverboard، حيث تتعرض الأجهزة للكثير من الهزات والضربات خلال استخدامها، تلك لن تكون فكرة ذكية على الإطلاق.

وتقول ويتكير ” إذا كان هناك عيب متأصل في الخلية، فسوف تنفجر في لحظة ما”.

وتضيف: ” العيوب البسيطة في التصنيع أو رداءة المواد تؤدي إلى حالة قصر1 بين القطبين الموجب والسالب بعد فترة قليلة من الاستخدام. عندما يحصل هذا، خاصة أثناء شحن البطاريات، تتولد الكثير من الحرارة داخل الخلايا وهذا يؤدي الى غليان الكهرل2(المحلول الأيوني)، وتمزق غلاف الخلية، من ثم حريق كبير “.

وأخيرًا، بينما تتفاقم المشكلة بسبب أجهزة hoverboard الرخيصة (الحاوية على بطاريات وشواحن زهيدة)، فبحسب وتكير ليس هنالك أي ضمانة بأن النماذج المصنعة حتى من قبل الشركات الكبرى ستثبت أمانها في النهاية مادام منتج hoverboard جديداً ولم تطبق عليه اختبارات أمان حقيقية كافية بعد. فليأخذ الناس حذرهم إذاً!

 

___________________________________________

1- دراة قصر : هي دارة كهربائية ذات مقاومة صغيرة جدًا تقترب من الصفر وبما أن المقاومة = صفر فإن التيار سيقترب من اللانهاية في مطاله وسيغدو تيار فائض ومرور تيار شديد في أسلاك ذات مقاومة محدودة يسبب احتراق الأسلاك وانفجار الأجهزة.

2-الكهرل أو الإلكتروليت (Electrolyte) هو أي مادة تحتوي على أيونات حرة تشكل وسطا ناقلًا للكهرباء.


المصدر