إنه سؤال طبيعي، مجرّد فضول، الفضول العلمي الرائع غير المحدود، حسنًا، الفكرة هي كالتالي: إن كنت تسافر محلّقًا نحو نقطة تقترب منك (تدور أو تسير باتجاهك) أليس من المفترض أن تصل إلى وجهتك بشكل أسرع؟

حسنًا، إليكم المعلومات التي تداعب الدماغ، تدور الأرض نحو الشرق بسرعة 1180 كيلومترًا بالساعة، فإذا كنا على متن طائرة تحلّق غربًا، أليس من المفترض أن نصل إلى وجهتنا أسرع؟

الإجابة باختصار هي كلا، لأن الطائرة أيضًا تتأثر بدوران الأرض، مما يعني أننا ندور بعيدًا مبتعدين عن وجهتنا، التي تدور بدورها مقتربة منا بنفس النسق.

رغم أن الأرض تدور بسرعة 1180 كيلومترًا بالساعة، إلا أن سطح الأرض وكل شئ عليه يدور بشكل أسرع (1670 كيلومترًا بالساعة)، وحتى الهواء المحيط بالأرض يدور بنفس السرعة تقريبا باتجاه الشرق، لذلك فإن حركة الطائرة إلى أي مكان تكون نسبية للأرض.

لنقل أن الطائرة تحلّق بسرعة تبلغ 160 كيلومترًا بالساعة، بالتالي فهي تدور مسبقًا مع دوران الأرض بسرعة 1670 كيلومترًا بالساعة زائد (+) القيمة الإضافية تلك (160)، فتتمكن الطائرة بهذه الحالة من التقدم على دوران الأرض لتصل إلى وجهتها شرقًا.

أما من الناحية الأخرى، عند التوجه غربًا، فتتحرك الطائرة بسرعة فعلية تبلغ 1670 ناقص (-) 160 كيلومترًا بالساعة، وتكون العملية عكس ما تحدثنا عنه للتو.

وكما يقول هنري رايش Henry Reich في الفيديو المرفق مع هذه المقالة: “نعم!، للذهاب غربًا نحن نذهب شرقًا، ولكن بسرعة أقل من سرعة ذهاب الأرض شرقًا، إلا إذا كنت على مقربة من القطبين الأرضيين بمسافة 16 كيلومترًا تقريبًا، حيث يكون حينها أية انطلاقة باتجاه الغرب تجعلك تتحرك غربًا بشكل فعلي”.

لكن الأمر ليس بهذه البساطة، لأن الرياح في الغلاف الجوي العلوي تنشر الفوضى بما تكلمنا عنه، وتغيّر الحسابات.

كما يُفَسّر الفيديو المرفق، لكن لتبسيط الأمر دعونا نقول أن الرياح المذكورة تتعلّق باختلاف سرعة دوران أجزاء الكرة الأرضية كلما ابتعدنا عن خط الاستواء، حيث أن كوكب الأرض يشبه الكرة التي عندما نقوم بتدويرها، تكتسب جميع أجزائها نفس السرعة الزاوية بالنسبة لمركز الكرة، ولكن السرعة الفعلية لكل منطقة على سطح الكرة تختلف كلما ابتعدنا عن نقطتي التقاء محور الدوران بسطح الكرة.


تحرير: عيسى هزيم.
المصدر