تُشير ورقة بحثية جديدة منشورة في المجلة الأوربية لعلم الأعصاب لحالات مميزة وغريبة من التشوه الإدراكي، وهي كالتالي:

الحالة الأولى:

إمرأة تبلغ من العمر 48 سنة إستيقظت صباحاً دون أن تعرف أين هي. تعرفت إلى زوجها ثم أدركت أخيراً إنها في المنزل و لكنها أفادت بشعورها بأن كل ما يحيط حولها يبدو غريباً بالنسبة لها فلم تصرح بوجود أي تَغيرات في في شكل الأثاث و الغُرف و الأشخاص و لكنها إشتكت من سماعها ضجيج و أصوات وصيحات لديناصورات و وحوش قديمة.
و إستمرت شكواها من وجود أصوات ديناصورات حولها بعد وصولها إلى المستشفى بل و ذكرت بأن هذه الوحوش من الأنواع الآكلة للحوم. لم تكن المرأة مرتبكة لمعرفتها بأنها في المستشفى وعندما سُئلت عن التّاريخ أجابت عن ذلك بدقّة.

الحالة الثانية:

رجل في الواحدة و الستين من العُمر ذكر بأنه رأى تشوه في أجسام الأشخاص الذين يعرفهم مسبقاً و ليس الأشخاص الذين يراهم للمرة الأولى. في الأجزاء التي تعلو وسط الجسم و (خاصةً الوجه) و يصف شخصاً ذو شَعرٍ كشعر الأفارقة و عيون غائرة و آذان كبيرة و حواجب طويلة و أسنان كالمنشار و أصابع مشوهة بدون أظافر و ذكر بأن هذه التصورات لم تكن حقيقة و غير مخيفة.

و يوضح تصوير الرنين المغاطيسي بأن كلا المريضين كانا يعانيان من صدمات تؤثر سلباً على النواة الوسطية الظهرانية للمهاد، ولقد توقّفت تلك التجارب والأحاسيس الغريبة التي مرا بها بعد يومين من تلقي العلاج.

و يشير كاتبا الدراسة و عالِما الأعصاب مونتسرات دلكادو و جوليان بوغوسلافسكي إلى الأمر بالقول:

“التقلبات الإدراكية الحادة توصف حديثاً بالمتلازمة، فهي ليست كالهلوسة التقليدية التي تكون فيها المشاهد و الأصوات غير مألوفة ومجهولة المصدر و لا هي كالباريدوليا التي يعتبر فيها الشخص بالخطأ الأشكال أو الخلفيات العشوائية كالأشياء المألوفة بل إن هؤلاء المرضى قد عانوا من تصورات مشوهة تبدو فيها الأشياء غريبة و غير حقيقية” حيث يطلق عليها كاتبو الدراسة مصطلح “دستورتيدوليا distorteidolia” أو التصور المُشَوه.


 

المصدر