لماذا علينا مغادرة كوكب الأرض


عند بداية تكوّن المجموعة الشمسية، كان كوكبنا الأرض في مرحلة الشباب، كانت الحياة والأجواء عليه مختلفة تمامًا عما نعيشه الآن، فكانت الأرض عُرضة للاصطدام بالكثير من الكويكبات التي تأتي من الفضاء الخارجي، وهذه الاصطدامات النارية هي التي جعلت كوكب الأرض على الصورة التي نألفها حاليًا. تغيرت هيئة الكوكب كثيرًا، فتكونت العديد من المرتفعات والجبال، ومساحات شاسعة من المحيطات والمسطحات المائية، ولكن مازالت الأرض تستقبل ألاف الأطنان من المواد الفضائية، ولكن على صورة جُزيئات غبار مجهرية.

ولحسن الحظ، فإن اصطدام الكويكبات بالأرض هو أمر يحدث بندرة كبيرة، ولكن ومع ذلك، فإنه يحدث من حين لأخر.

ولعل ما يعرفه الجميع، أن الديناصورات التي كانت تسكن الأرض، انقرضت بسبب اصطدام احد الكويكبات الضخمة بسطح الأرض منذ 65 مليون عام. وفي فبراير عام 2013 قام النيزك الذي سقط في تشيليبنسيك في روسيا بالأصطدام بالأرض، مخلفًا أضرار جسيمة وخسائر مادية وبشرية، حيث استطاع هذا النيزك أن يخترق الغلاف الجوي للأرض بزاوية حادة، بالإضافة إلى أن سرعته بلغت 60 ضعف سرعة الصوت، وبعد احتكاك شديد بين طبقات الجو وبين هذا النيزك السريع، انفجر هذا النيزك في الهواء، ومن ثم قام العلماء بدراسته، فوجودوا أن وزن النيزك قبل الانفجار كان قرابة 13 الف طن وباتساع 20 متر.

إن هذا الحجم مقارنة بباقي النيازك التي ضربت الأرض سلفًا هو ليس بالكبير، لكنه كافٍ لتدمير 20 الف مبنى وإصابة أكثر من 1000 شخص. لكن السؤال الذي يواجه بعض العلماء، ماذا سوف يحدث إذا تعرضت الأرض للصدم من قِبَل بعض الأجرام السماوية، مشابهة لتلك التي تعرضت لها عند نشأتها، فهل سوف ننجو ؟. الإجابة هنا سنجدها متعلقة بحجم الجُرم، والمكان الذي سوف يسقط فيه، ولكن مهما كان حجم الجُرم الذي سوف يصطدم بالأرض، فليس هنالك أي إمكانية لتحويل مساره او تفاديه، بل إن كل ما باليد من حيلة هو محاولة تفادي الخسائر البشرية والمادية، عن طريق التنبؤ بحركات هذه الأجرام، واحتمالية سقوطها على الأرض.

تهديد الحياة على الأرض لا يأتي فقط من الأجرام السماوية، ولكن هنالك تهديدات أخرى مثل البراكين والزلازل وانتشار بعض الأمراض الفتاكة، التي ربما كانت سببًا في انهيار بعض البلدان والحضارات. وهذا ما يجعل فكرة الانتقال إلى كواكب أخرى هو أمر حتمي وضروري، حتى أن المدّون “Tim Urban” قام باقتراح فكرة جديدة، حيث اعتبر كوكب الأرض على أنه قرص تخزين صلب، يخزن جميع الأغاني، وكل الأحداث، وكل الكتب والمستندات والمخطوطات، كل الأفكار وكل الأجناس والأصناف، فإذا عطل او دُمِّر هذا القرص كما حدث سابقًا، فسنخسر جميع تلك البيانات كالسابق وسيمحى كل شئ، لذلك علينا نقل نسخ من هذه البيانات إلى قرص أخر كعملية نسخ احتياطي Backup (أي مغادرة كوكب الأرض إلى كوكب أخر حاملين معنا جزء من كل شئ موجود على كوكب الأرض).

وبعد كل ذلك، أصبح الأمر مُلّحًا بأن ننتشر إلى كواكب أخرى، لضمان سلامة واستمرارية الجنس البشري وغيره من أشكال الحياة، دون أى تهديدات من الطبيعة وغضبها، ولكن كل هذا يحتاج لمجهودات عظيمة من العلماء، لاكتشاف كواكب أخرى تصلح عليها الحياة، مثلما افترض مدير شركة Tesla للسيارات الكهربائية “Elon Musk” بإمكانية الحياة على الكوكب الأحمر (المريخ).

وصرّح Musk: ” كوكب المريخ ما هو إلا حفنة من التراب والرمل، سوف نحتاج إلى جهود عظيمة لتهيئته، وإن لم ننجح، فليس لدينا خيار أخر سوى المحاولة فقط، وتطوير التكنولوجيا لدينا للكشف عن أماكن أخرى”.


 

المصدر