هي تلك الخيوط و الجدائل التي تراها تتحرك أمام عين بين الفينة و الأخرى، ولطالما ترددت في الحديث عنها لغيرك.

الآن حان موعد التحدث عنها و فهم طبيعتها:

في مقتبل العمر يكون السائل الزجاجي,و وهو السائل الهلامي الذي يملىء الكرة العين ,شفافاً للضوء بحيث تمر الأشعة الضوئية من العدسة و البؤبؤ الى الشبكية التي تقع في مؤخرة العين عن طريقه بشكل سلس يسمح للشبكية بتلقي الضوء و ارساله الى الدماغ على شكل سيال عصبي.

مع تقدم العمر (لكن العمر ليس عامل أساسي في كل الحالات) تترسب في هذا السائل الزجاجي الهلامي رواسب جزيئات بروتينية و بقايا خلايا ميتة ,هذه هي ما تراها على شكل جدائل عائمة في عينيك.

تتم عملية مشاهدة هذه العوائم كالتالي:

يعبر الضوء الى العين عن طريق العدسة و يمر في السائل الزجاجي حيث يصطدم بهذه العوائم وتقوم الاخيرة بحجبه عن الشبكية مما يشكل صورة لظل هذه العوائم على الشبكية.

ممكن مشاهدة هذه العوائم بوضوح عند النظر الى سطح أحادي اللون مثل السماء الزرقاء أو لوح أبيض.

العوائم هذه تتحرك بتحرك السائل الهلامي في العين حيث تطفو فيه بشكل حر، لذا عند محاولة تحريك اتجاه التحديق اليها فلن تستطيع أن تحدق اليها بشكل مباشر لأن سائل العين سوف يتحرك و يحركها معه.

ليس بالضرورة أن يكون تقدم العمر هو سبب مشاهدة هذه العوائم ,فقد تكون سوائل العين تعاني من اضطرابات معينة تؤدي الى ذلك حيث تم تسجيل حالات لأطفال بسن الثالثة يرون هذه العوائم بالاضافة الى نسب جيدة من المراهقين و شباب في مقتبل العمر يعانون من هذه المشكلة و بشكل خاص المصابين بقصر النظر منهم.

تجدر الاشارة في النهاية أنه لا داعي للقلق من هذه العوائم ما دامت لا تشكل عائق رؤية كما يحدث في بعض الحالات عند كبار السن وبالنسبة لعلاج هذه الحالات فيكون باستبدال السائل الزجاجي للعين بمحلول ملحي.


  • تحرير: سهى يازجي.