الألعاب التي تستهدف الفتيات الصغيرات توجههن بعيدًا عن العلوم والهندسة حتى قبل بلوغهن سن المدرسة، وذلك بحسب باحثة بريطانية.

دايم أثين دونالد Dame Athene Donald, بروفيسورة في الفيزياء التجريبية في جامعة كامبريدج تقول بأن اللعب التي يتم ترويجها للفتيات غالبًا ما تؤدي للعب السلبي بدل أن تغذي التخيل وتشجع الأطفال على تكوين مهارات إبداعية.

وقد قامت أيضًا بمهاجمة المدارس لأخذ خيار كسول في إيجاد تجربة عمل للتلاميذ تعزز الصور الجندرية النمطية. الفتيات اللواتي كن يبحثن عن تجربة عمل وجدن أنفسهن في صالونات التجميل بينما الصبيان ذهبوا للكراج المحلي.

في خطابها الافتتاحي لكونها الرئيسة الجديدة ل British Science Association تقول دونالد: «علينا تغيير الطريقة التي ننظر بها للصبيان وللفتيات وما يلائمهم من عمر صغير جدًا. هل يعتبر خيار الألعاب مهمًا؟ أعتقد بأنه كذلك».

«نقوم بتقديم البنيات الإجتماعية عبر تنميط الألعاب التي يتلقاها الصبيان والفتيات من سن صغير؛ ألعاب الفتيات عرضة عادة لأن تؤدي للسلبية، تمشيط شعر الباربي على سبيل المثال، وليس البناء أو التخيل أو الإبداع مع ألعاب مثل Lego أو Meccano»

دونالد التي تدرس فيزياء الأجهزة الحيوية تقول بأن اهتمام الأطفال الأكاديمي يتم تفعيله قبل مدة طويلة من اختيارهم أي مواد سيدرسونها على المستوى المتقدم. تشجيع المزيد منهم على الاهتمام بالعلوم سيساعد في بناء مجتمع مطلع يستطيع إتخاذ قرارات جيدة بخصوص أمور متعددة كالتطعيم وأعمدة الهاتف الخليوي والتغير المناخي.

وتقول دونالد: «هناك من يعتقد بأن ما يفعله أطفالهم بعمر الرابعة لا علاقة له بخيار ما سيدرسونه على المستوى المتقدم ولكنني لا أعتقد ذلك. الكثير من التلاميذ يتخذون قراراتهم، خصوصًا بما يريدون فعله، بحوالي الوقت الذي يذهبون فيه للثانوية. إن لم يحظين بفرصة تركيب الأشياء، إن كن يلعبن بالدمى طوال الوقت بحسب الصورة النمطية الأنثوية كالقلق على تصفيفة شعرهن أو تحضير الشاي، فكيف سيتمكنن من تخيل أنفسهن كمهندسات أو ككيميائات؟».

تقوم دونالد أيضًا بالإضاءة على الكلمات المستخدمة في إعلانات الألعاب الموجهة للأطفال. الألعاب التي تستهدف الصبيان يتم وصفها بمفردات تمثل القوة والمعارك، بينما تلك الموجهة للفتيات تركز على الحب والسحر. «أنا لست من محبي المعارك، الفكرة هي أن السلوك العملي يتم تشجيعه، بعكس السلوك السلبي والاعتماد على السحر ليحل لك مشاكلك، يبدو لي بأن التفرقة الحقيقية هي في تصوير الأشياء لكل من الجنسين».

إن مجال دونالد بالفيزياء مشهور بقلة الطالبات بحيث تبلغ نسبتهن الخمس فقط من هؤلاء الذين يأخذون المادة على مستوى متقدم. وتقوم دونالد بتشجيع اعتماد نظام امتحانات الباكالوريا بعمر الثامنة عشر بحيث يتضمن المنهج مواد متنوعة تتضمن الرياضيات والعلوم. وتقول: «إننا لا نقوم بعمل جيد بتوجيه الصغار بما يخص الأساسيات، خصوصًا بعد السادسة عشر، إننا نطلب منهم اتخاذ قرارات ستؤثر على مستقبلهم المهني بأكمله بعمر صغير، حوالي عمر الرابعة عشر. يبدو بأن مجتمعنا يتوقع من الأطفال في سن المراهقة اتخاذ قرارات جوهرية في حين أنهم يتأثرون بثقافة المجتمع وضغوطات الأصدقاء، بالطبع عدا عن الأهل والمعلمين».


المصدر