لَطالما كانت عباءة الإخفاء محورًا للروايات وقصص الخيال العلمي، ولكن هل يمكن ان تتحول الاسطورة لحقيقة

هذا ما كشف عنه البحث الذي قامَ بهِ مجموعةٌ مِنَ العلماء فى مختبرات بيركلي، كاليفورنيا، والذي اظهر نتائج تدعو للتفاؤل فى هذا المجال.

بالفعل نجح فريق العمل فى مختبرات بيركلي في إختراع أول عباءة إخفاء في العالم الحقيقي حتى الآن، العباءة رقيقة جدًا و يُمكن لَفُها على جسم ثلاثي الأبعاد أيًا كان شكله وإخفائُهُ عن الأنظارِ تمامًا.

وعلى الرغم مِن إنّ فريقَ العملِ نجحَ في إخفاء أجسامٍ مجهريةٍ، إلا إنّ الكشف عن هذه التقنية سَيُتيح إخفاء أجسام كبيرة الحجم لاحقًا.

تقوم التقنية على ترصيع العباءة المصنوعة من فلوريد المغنيسيوم (يصل سُمكُها لـ 80 نانومتر) بِآلاف القطع الذهبية مُتناهية الصغر (على مقياس النانومتر) التي تعمل مثل هوائيات للضوء.

عندما يسقط الضوء على العباءة، يتم طي أشعة الضوء حول الجسم المراد اخفائه، بالتالي فإن العباءة تاخذ شكلًا مطابقًا للخلفية الموجودة وراء الجسم و تخلقُ وهمًا بعدم وجوده.

إستخدام العباءة ليس مقتصرًا على الإخفاء فقط بل يمكن إستخدمُها لتغير شكل الجسم كما أوضح تشانغ، مدير قسم علوم المواد في المختبر وقائد فريق العمل: “يمكنك أن تتخيل إذا كان شخصٌ ما لديهِ بطن سمين، كما هو حالي، ويريد أن تبدو لطيفةً، يمكنه وضع هذه العباءة عليها وستبدو كأنها عضلات فى الحال.”

ولكن، العباءة ليست مثل هذه التى كنا نسمع عنها فى القصص، لانها حتى هذه اللحظة ينقصها بعض التفاصيل لتبصح عملية.

اول نقطة هي الحجم كما ذكر تشانغ: “إذا أردت أن تخفي جسمك، ستحتاج لأخذ العباءة التى تبلغ 3-4 أضعاف حجم جسمك معك أينما ذهبت.”

كما ان وضعها على جسد اثاء حركته ليس قرارًا حكيمًا، لان عملية تطابق عباءة مع الخلفية تحتاجُ وقتًا، لهذا سيكون من السهل ملاحظة الجسم اذا تحرك.

من المُتَوقع أن يكون هناك العديد من التطبيقات لهذه التقنية، مثل مجال البصريات والعروض ثلاثية الأبعاد حيث سيمكن إستخدامها في شاشات العرض الضخمة – مثل السينما – لتقليل، أو إلغاء، التشويه الذي يقع على الصورة بسبب تشتت الضوء.