يتواجد الزئبق بثلاثة أشكال، أولاً الزئبق العنصري وهو ذو قوامٍ سائل ويستخدم في حشوات الأسنان السوداء (سابقاً) وأجهزة قياس الحرارة ومقاييس الضغط، والمجوهرات والذهب والرقائق الإلكترونية وآلات المعايرة. وثانياً الزئبق اللاعضوي الذي يستخدم في المطهرات والتحنيط والبطاريات والمتفجرات والبلاستيك. وثالثاً الزئبق العضوي وهو الأشدّ خطورة، ويتواجد ضمن المأكولات البحرية والمبيدات الحشرية ومضادات الفطور وحافظات الخشب.
وعند التعرّض الحاد لكميات كبيرة من الزئبق فإن مكان التأثير يتعلق بنوع الزئبق وبطريق التعرّض، فالزئبق العنصري بالجرعات الحادّة يدمر الرئتين بشكل أساسي، أمّا الزئبق اللاعضوي فتأثيراته تشمل الجهاز الهضمي والكلية بشكل أساسي، في حين أنّ الزئبق العضوي (الأشد خطراً) يدمّر الجهاز العصبي بشكل رئيسي.
أمّا بالنسبة للتعرض المزمن للرئبق وبجرعاتٍ صغيرة فهو مختلف، ففي هذه الحالة يتحوّل الزئبق داخل الجسم بين الأشكال الثلاثة لتشمل تأثيراته عديداً من أجهزة الجسم، حيث يؤثر على الرئتين مسبباً مع الزمن وذمة رئوية وتليّف رئوي، كما يسبب تأثيرات هضمية تتمثل بإقياءات وإسهالات شديدة، كما يسبب تأثيرات عصبية متمثلة بإضطرابات الرؤية وتغيرات المزاج والعدوانية والخدر، كما يسبب تنخر الأنابيب الكلوية. ومع الزمن واستمرار التعرّض يتزايد تحوّل أنواع الزئبق إلى الشكل العضوي القادر على عبور الدماغ حيث يحتجز هناك ويتراكم مسبباً سميّةً عصبيةً شديدة جداً.
عند تعرّض المرأة المرضع للزئبق، فإنّه ينتقل للطفل مسبباً متلازمة الطفل الهادئ، ويكون الطفل هادئاً لا يبكي ولا يتحرك كالأطفال العاديين وهذا من أعراض السميّة العصبية. وهناك دراسات تربط التوحد عند الأطفال بتناول كميات كبيرة من المأكولاتً البحرية الحاوية على الزئبق.
وفي عام 1971 أنتج مخبز عراقي خبزاً ملوثاً بالزئبق، حيث تمت معالجة 95000 طن من القمح بميتيل الزئبق كمبيد فطري لحماية القمح المعد للتخزين فانتشر التسمم بالزئبق بشكل شديد، وحصلت جائحة أُصيب على إثرها 12000 شخص بالتسمم، توفي منهم المئات. وبقي سبب المشكلة مجهولاً لأسابيع، حيث تم التعرّف على الحالة كتسمم بالزئبق وبدأت المعالجة على هذا الأساس.


 

المصدر الأول

المصدر الثاني

المصدر الثالث