لقد عرف العلماء على مر عقود أن التحركات السريعة للعينين Rapid Eye Movements ) REMs) التي تحدث أثناء النوم، تدل على أننا نحلم، ولكن ما الذي تدل عليه كل حركة واحدة للعين؟

لقد تم الافتراض منذ زمن طويل أن كل حركة للعين تمثّل رؤية جديدة في حلمنا، والآن استطاع الباحثون ولأول مرة إثبات أن هذا ما يحدث فعلًا.

استنادًا إلى دراسة قام بها باحثون في جامعة تل أبيب، فإن كل حركة سريعة للعين أثناء مرحلة (REM) تترافق مع ظهور صورة جديدة في حلمنا، مع حركة تمثّل بشكل أساسي الاستراحة بين لقطات الحلم الواحد.

نشرت هذه الدراسة في مجلة ««Nature Communications، وقدمت أول دليل عصبي للارتباط ما بين التحركات المتكررة للعينين أثناء الحلم (REMs)، وتصورات الحلم، وتسارع النشاط الدماغي.

جمع الباحثون بياناتهم عن طريق زرع أقطاب كهربائية داخل أدمغة المرضى، لمراقبة نشاط الدماغ لمدة تتجاوز 10 أيام.

عادة لا يتّبع العلماء مثل هذه الطرق المتطفّلة على الدماغ بهذه البساطة، ولكن الأمر كان لابد منه؛ حيث كان المشاركون 19 مريضًا بالصرع، وكانوا يهيَّؤون لتنفيذ عمليات جراحية لاستئصال المناطق المسبّبة للنوبات في الدماغ.

“لقد ركزنا على النشاطات الكهربائية للخلايا العصبية في الفص الصدغي الوسطي، وهي مجموعة من مناطق الدماغ التي تعمل كجسرٍ بين التعرًف البصري والذكريات”، هذا ما صرّح به يوفال نير «Yuval Nir»، كبير محرري هذه الدراسة، في بيان صحفي.

“لقد أظهرت دراسات سابقة، أن الخلايا العصبية في تلك المنطقة تنشط بعد رؤيتنا صورًا للمشاهير والأماكن المعروفة، مثل جينيفر أنيستون أو برج ايفل -حتى عند تخيلنا لها ونحن مغمضي الأعين”.

“وقد رصد الباحثون أيضًا حركات العين عند المرضى أثناء النوم، وعند مزامنة نشاطات الخلايا العصبية مع نشاط العين (REMs)؛ تبين أن الدماغ يعمل بشكل فعال بنفس الطريقة، بغض النظر عن كيفية رؤيتنا للصور الجديدة -سواء كنّا نراها بحق عبر أعيننا أم كنّا فقط نفكّر بها في خيالنا أو حلمنا”.

قال نير: “لقد كان النشاط الكهربائي للدماغ أثناء مرحلة (REMs) مشابهًا إلى حد كبير للنشاط الذي يحدث عندما يشاهد الناس صورًا جديدة”.

وأضاف أيضًا: “لقد أظهرت العديد من الخلايا العصبية -بما فيها الحصين أو قرن آمون (hippocampus)- موجة مفاجئة من النشاط، مباشرةً بعد تحركات العين أثناء النوم، والتي تُلاحَظ عادةً عندما تقوم هذه الخلايا بمعالجة الصور الجديدة”.

وأضاف إسحق فرايد «Itzhak Fried» المحرّر المشارك في هذا البحث: “تشير نتائج البحث إلى أن حركات العين السريعة، تمثّل لحظة يصادف الدماغ صورة جديدة في الحلم، بشكل مشابه لنشاط الدماغ الملاحظ عندما يصادف صورًا بصرية في اليقظة”.