قد يكون لديك شك فعلا بأن تنقلاتك من وإلى المكتب لا تعود على صحتك بأي خير، ولكن، تم الان ايجاد بعض الأدلة العلمية القاطعة التي تساند حدسك هذا! فقد وجدت دراسة جديدة أن طول التنقل، وبعد المسافة، ووسيلة النقل المستخدمة يمكن ان يكون لهم تأثير على مستويات الارهاق لدينا .

تقول Annie Barreck من جامعة مونتريال في كندا : “هناك ارتباط بين وجود عوامل التوتر الناتجة من التنقل واحتمال المعاناة من الارهاق النفسي، ولكن أهميتها تختلف وفقا للفرد والظروف التي اخذتها رحلاتهم والمكان الذي يعمل فيه.”

بالبداية : الوجهة مهمة، حيث ان الاشخاص الذين يتنقلون باتجاه المناطق الريفية يشعرون بإرهاق اقل من أولئك المتجهين نحو المدن، وكلما زاد حجم المدينة، كلما كان الارهاق أسوء.

المثير للدهشة هنا، انه وعندما يتعلق الأمر بالسفر بالسيارة، تتضرر صحة الركاب أكثر من صحة السائقين، لأن السائقين لديهم شعور بالتحكم على الاقل .

ومن سيئات ان تتجه نحو مكتب في الريف هو عدم وجود وسائل نقل عام موثوق بها.

تقول Barreck في بيان صحفي : “النقل العام يعني شبكات من الحافلات والقطارات ، ولأن مستوى الخدمات في المناطق الريفية قليل، فإن احتمالية التأخير الذي لا يمكن التنبؤ به “والسيطرة عليه تزيد، مما يتسبب بنقل هذا التوتر إلى مكان العمل.

أما الارهاق النفسي فهو اقل شيوعا لدى مستخدمي وسائل النقل العام الأكثر موثوقية في المدن.

قد تعتقد ان ركوب الدراجات هي وسيلة لخفض مستويات التوتر الخاص بك كمتنقل، ولكن نتائج Barreck لا تعترف بهذا.

إن ركوب الدراجات الهوائية في الارياف محفز للتوتر اكثر منه في المدينة، وذلك لافتقاد الارياف للكثير من متطلبات السلامة في بنيتها التحتية فلا يمكن لراكبي الدرجات الهوائية والمشاة التمتع بالراحة الا في المناطق الغير مأهوللة هناك.

تركز عمل Barreck حول المناطق المدنية والريفية في كيبيك-كندا، حيث استحدثت طرقا لتفادي الارهاق النفسي وتأثيره على معدلات الانتاجية في العمل، و شمل الاستطلاع عينة من 1942 شخص من العاملين لدى 63 منظمة مختلفة تتراوح أعمارهم بين 17 و 69 سنة .

وقد تم عرض النتائج التي توصلت إليها في مؤتمر Congrès de l’Acfas ال 83 في كيبيك هذا الاسبوع.

ليس بالضرورة ان يؤدي التنقل إلى الارهاق النفسي.

تقول الدكتورة ان التنقلات التي تقل مدتها عن 20 دقيقة تكون اقل تسببًا للمشاكل على المدى الطويل.

وتضيف: “ان آثار مدة التنقل على صحة الشخص العقلية تختلف وفقا لنوع وسائل النقل المستخدمة والمنطقة التي يعمل فيها هذا الشخص.”

إن التحكم بمرونة مواصلات الموظف من شأنه أن يزيد كفاءته وعلاوة على ذلك يمكن المنظمات من جذب الموظفين أو الاحتفاظ بهم.

لذلك إذا كنت تشعر باستنزاف وأنت في طريقك إلى المكتب، راجع إذا ما إذا كان يمكنك خفض طول الوقت الذي تقضيه في الرحلة – أو ما إذا كان رئيسك في العمل سوف يتيح لك العمل لساعات مختلفة للتغلب على ازمة المرور .


  • اعداد: احمد ابو قبع
  • تحرير : رغدة عاصي
  •  المصدر