أصبحت أضراس العقل والتي تُدعى أيضا بالأرحاء الثالثة غير ضروريةٍ عند البشر بفضل التطوّر.

وقد تؤدي أضراس العقل إلى اضطراباتٍ سنيةٍ مثل الألم والإنتان وألم الأسنان المجاورة في حال انحصرت ضمن اللثة.

يُقلَع سنويًا عشرة ملايين ضرس عقلٍ عند حوالي خمسة ملايين نسمة في الولايات المتحدة الأمريكية.

الأسباب:

كانت أضراس العقل تشكل جزءًا مفيدًا من تشريح الجسم البشري، وتتنوع النظريات حول الأسباب التي جعلت منها عديمة الفائدة.

إحدى النظريات تقترح أنّ أضراس العقل رُبّما كانت أكبر، وقد تقلّصت خلال تطور البشر بسبب اختراع الأدوات.

قال أليستر ايفان عالم الأحياء التطوري في جامعة موناش في ملبورن في استراليا  لـ (Live Science): «افترض دائما بأننا بدأنا باستعمال أدواتٍ متقدمةٍ في وقتٍ ما من وجودنا كبشرٍ قدماءٍ».

وأضاف: «استعمال الأدوات يعني بأنّنا لسنا بحاجةٍ للأسنان والفكوك الكبيرة مثل البشر الأوائل مما زاد من الضغط التطوّري لصرف طاقةٍ أقل في تطوّر الأسنان، جاعلًا من أسناننا أصغر حجمًا».

في الوقت الحالي تُعدّ هذه الأسنان غير ضروريةٍ، بل من الممكن أن تسبب عدة مشاكلٍ.

أضراس العقل آخِر ما يبزغ من الأسنان بين حوالي 17 و 25 عامًا عادةً، ووفقًا لجمعية طب الأسنان الأمريكية (ADA) فإنّها قد تنمو جانبيًا وتبزغ جزئيًا أو قد تبقى منحصرةً تحت اللثة والعظم.

الأعراض والتشخيص:

قد تكون أضراس العقل غير عرضيةٍ أو رُبّما قد تسبب الاضطرابات التالية:

  1. الألم.
  2. نخور الأسنان.
  3. الأكياس.
  4. لثة متوّرمة ومحمّرة ومؤلمة ونازفة.
  5. توّرم حول الفك.
  6. إنتان لثوّي.
  7. أذيّة الأسنان الأخرى.
  8. رائحة فمٍ كريهة.
  9. طعم غير مستحبٍ في الفم بجوار المنطقة المصابة.
  10. انحشار الأطعمة خلف السن.
  11. صداع وآلام في الفك.
  12. صعوبة في فتح الفم أحيانًا.
  13. تورم العقد اللمفاوية في العنق أحيانًا.

وفقًا للمعهد القومي للصحة (NH)، فإنّ طبيب الأسنان  يبحث عن التورمات اللثوية أو علامات الإنتان مثل المضض والاحمرار لتشخيص أضراس العقل المنطمرة.

ويستقصي طبيب الأسنان أيضًا عن الأعراض والعلامات وعادات العناية الفموية المنتظمة، ويمكن أن يؤكد التشخيص عبر الصور الشعاعية السنية والتي تشير أيضًا إلى الضرر بالأسنان الأخرى أو بعظم الفك.

تكمن ضرورة الصورة الشعاعية في كونها تظهر مواقع أضراس العقل وتساعد الجراح في تحديد الاستراتيجية الأمثل لقلعها، وذلك وفقًا لما يقوله  لي كاراسكو الأستاذ المساعد في قسم جراحة الفم والوجه والفكين في جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا.

الخيارات الجراحية:

قد لا تتطلب بعض أضراس العقل المنطمرة القلع، إلا أنّ الحالات العرضية عادةً ما تحتاج إلى القلع الجراحي من قبل طبيب الأسنان أو جراح الفم في عيادةٍ خارجيةٍ، وقد يستخدم التخدير الموضعي أو العام اعتمادًا على مجموعةٍ من الشروط.

وفقًا لعيادة مايو فيجرى عادةً شق ضمن اللثة وتزال الكتلة العظمية المغطية للسن قبل قلعه ثم يُغلق الشق فيما بعد ويدك سنخ السن الفارغ بالشاش.

وإذا كان السن كبيرًا جدًا ويصعب قلعه كقطعةٍ واحدةٍ أو كان متموضعًا بزاويةٍ معينةٍ حينها يُقطِع الجراح السن إلى قطعٍ أصغر بواسطة المثقب.

قال كاراسكو  لـ (Live Science): «إخراج السن كقطعٍ صغيرةٍ كان غير مُرْضٍ بالنسبة للمرضى».

وأضاف: «الهدف من ذلك هو شعور المرضى بالرضا قدر الامكان».

وقد تؤجل الجراحة في حال كان ضرس العقل مُصاب بالإنتان، وفي تلك الحالات يصف طبيب الأسنان المضادات الحيوية وينتظر 7-10 أيامٍ قبل الإجراء الجراحي.

بعد الجراحة:

يُصرَف المرضى إلى منازلهم مع إعطائهم بعض التعليمات لتعديل نظامهم الغذائي وأمور أخرى  للمساعدة في تدبير الألم المتوّقع بعد الجراحة.

 المضاعفات غير شائعةٍ وقد تتضمن:

  1. إنتان السن أو اللثة بسبب الجراثيم أو الأطعمة المنحشرة.
  2. أذية الجيوب بالقرب من أضراس العقل العلوية.
  3. التهاب السنخ الجاف أو انكشاف العظم.
  4. ضعف عظم الفك السفلي.
  5. أذية عصبية للعصب المسؤول عن الشفة السفلية والذقن واللسان.

وينبغي على المرضى التواصل مع الطبيب مباشرةً في حال تطوّر تلك المضاعفات.

وأشار كاراسكو إلى أنّ المضاعفات عادةً ما تكون نادرةً، إلّا أنّ التهاب السنخ الجاف هو الأكثر انتشارًا عادةً، ويحدث عند حوالي 5% – 10% من المرضى.

يشكل الجسم خثرةً دمويةً لإيقاف النزف بعد قلع إحدى الأرحاء،و يكون للخثرة بدايةً قوام الحلوى، إلّا أنّها تتحول إلى جُلبَة خلال بضعة أيامٍ.

وقال كاراسكو: «قد لا يحدث هذا أحيانًا حيث تزول الخثرة مخلفةً وراءها عظمًا مكشوفًا».

يؤدي التهاب السنخ الجاف إلى ألمٍ والتهابٍ، ويعالجه الأطباء بضماداتٍ مسكنةٍ، وأضاف كاراسكو: «يبدأ التحسن خلال الأيام القليلة التالية بشكلٍ دائمٍ تقريبًا».

وذكر كاراسكو أنّ التخدير قد يسبب الشعور بالغثيان عند بعض الأشخاص، وقال: «يحدث عند كل مريضٍ نزف دموي خلال أوّل يومين».

وبعد الاعتماد على الأطعمة الطرية لعدة أيامٍ عادةً ما يكون المرضى قادرين على تناول طعامهم الاعتيادي.

ويمكن للمرضى أيضًا تناول مسكنات الألم الموصوفة بعد الجراحة، ويشجع كاراسكو الناس على إعادة حبوب الدواء المتبقي إلى الصيدلي أو التخلص منها بطريقةٍ آمنةٍ، وإنّ الآباء مِمَن يراقبون خزائن أدويتهم وأدوية أطفالهم من الممكن أن يساهموا في القضاء على إدمان المسكنات.

مخاطر عدم القلع:

وفقًا للمعهد القومي للصحة (NH) فإنّ قلع ضرس العقل قد يكون أسهل عند الأشخاص مِمَن هم تحت سن الثلاثين وذلك لأنّ عظمهم أكثر مرونةً. بعض أضراس العقل المنطمرة لا تحتاج للقلع مطلقًا وذلك في حال كونها لم تتسبب بأيّ اضطراباتٍ سنيةٍ.

قد تسبب الأسنان المنطمرة التي لم تُقلع سلسلةً من المضاعفات وتتضمن:

  1. تطوّر كيسٍ حول السن والذي قد يخرب عظم الفك ويؤذي الأسنان المجاورة.
  2. إنتانات سنية أو لثوية.
  3. اضطراب فموي مزمن.
  4. أذية رباط الأسنان.
  5. تجمع اللويحة بين السن واللثة.

هذه المقالة لأغراضٍ معلوماتيةٍ فحسب، ولا تُعنى بتقديم نصائحٍ طبيةٍ.

مصادر إضافية

  • Mayo Clinic: Impacted Wisdom Teeth
  • ADA: Wisdom Teeth Video
  • ADA: About Wisdom Teeth Removal

  • ترجمة: زياد الباش
  • تدقيق: رند عصام
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر