يستمتع ملايين الناس في جميع أنحاء العالم بالشاي الأخضر، وذلك بسبب مذاقه الجيد ولكن في الغالب بسبب فوائده الصحية المزعومة.

حتى الآن، كان هناك بعض الدراسات التي تؤكّد فوائد الشاي الأخضر، ولكنّ الأدلّة الطبية البشرية محدودة.

ومع ذلك، فقد ازدهرت صناعة كاملة حولها، حتّى تحوّل الشراب إلى مكمّلات غذائية عالية الجرعة.

ولكن لسوء الحظ، رغم أنّها غير مؤذية لمعظمنا، فإنّ هذه المكمّلات المشتقّة من الشاي الأخضر يمكن أن تؤذي الكبد والكليتين لدى بعض الأشخاص.

أعلنت أخبار BBC في إحدى نشراتها الإخبارية عن حالة رجل احتاج لعملية نقل كبد بعد تناوله كميةً كبيرةً من هذه المكمّلات.

وقد وُثِّقت أكثر من 80 حالة عن أشخاص يعانون من أذية الكبد الحادّة بسبب مثل هذه المكمّلات.

في مراجعة أجريت عام 2017، وجدت الحكومة الكندية أنّه «قد يكون هناك ارتباط بين استخدام مُستخلَص الشاي الأخضر وخطر حدوث إصابات كبدية نادرة وغير متوقّعة».

من غير الواضح ما هي المادة الكيميائية الموجودة في الشاي الأخضر التي يمكن أن تسبّب ردّ فعلٍ سلبيٍّ أو أضرارًا على الجسد.

ركّز الباحثون على مركّب كيميائي يسمّى كاتيشين-Catechine، وهو نوع من مضادّات الأكسدة.

وقد ركّزوا خصوصًا على عنصر سامّ يسمّى  Epigallocatechin-3-gallate (EGCG).

وقال البروفيسور هربرت بونكوفسكي، الخبير في إصابات الكبد المتعلّقة بالشاي الأخضر، لأخبار BBC: «إذا كنت تشرب كمياتٍ معتدلةً من الشاي الأخضر فأنت في غاية الأمان. الخطر الأكبر يكمن في الأشخاص الذين يتناولون هذه الخلاصات الأكثر تركيزًا بمعدّل غير منتظم.

يتناول الناس مستخلصات الشاي الأخضر هذه عادةً في محاولة لفقدان الوزن، لذلك فهم غالبًا لا يأكلون أو يفقدون شهيّتَهم أو رغبتهم في الأكل.

نعرف من هذه الدراسات التي أُجرِيت على الحيوانات أنّ الحيوانات الصائمة تمتصّ نسبةً مئويةً أعلى بكثير من مادة كاتيشين مقارنةً مع الحيوانات السمينة».

وأضاف أنّ الأدوية الأخرى والكيماويات واستخدام الكحول يمكن أن تلعب دورًا أيضًا.

لا داعي للذعر إذا كنت تتناول مستخلص الشاي الأخضر في الوقت الحالي، ولكن يجب عليك استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من مشاكل في الكبد.

وإذا ظهرت لديك أعراض مرض كبديّ – مثل اصفرار الجلد والعيون والغثيان والبول الداكن والتعب غير المعتاد – فلتتوقّفْ عن استخدامها، ثمّ تحدّثْ مع طبيبك مرّة أخرى.

تعتبر هيئة سلامة الأغذية الأوروبية هذه المكمّلاتِ آمنةً بشكل عام، ولكنّها تحذّر من أنّ الجرعة التي تزيد عن 800 مغ في اليوم قد تشكّل مخاوف صحية.

ليس من المفاجئ أن تكون هناك مخاطر مرتبطة بشيءٍ غير ضار عادةً، فالعديد من مكوّنات الطبخ اليومية سامّة.

ربّما قال الخيميائي والطبيب باراسيلسوس ذلك بأفضل وجه: «كلّ الأشياء سموم، لأنّه لا يوجد شيء بدون صفات سامّة. إنّها الجرعة فقط التي تجعل الشيء سامًّا».


  • ترجمة: ميس أبو شامة + جمال محمد جمال
  • تدقيق: اسماعيل اليازجي
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر