تضاعف عدد الولادات القيصرية في العقد والنصف المنصرم في كافة أرجاء العالم، ومن المقلق أنَّ عددًا جيدًا من هذه الولادات القيصرية لم يكن له داعٍ، وذلك بحسب دراسةٍ نُشرت في مجلة The Lancet.

وفي نفس الوقت، وجد فريق البحث الذي قام بالدراسة أنَّ عددًا من الدول ذات الدخل المنخفض ما تزال لا تملك التقنية اللازمة لإجراء هذه العملية والتي تُعدَّ ضروريةً في بعض الأحيان لإنقاذ حياة الأم والطفل عند حدوث مضاعفاتٍ للحمل.

وبحسب مؤلفة الدراسة الدكتورة Marleen Temmerman، فإنَّ الحمل والولادة عمليتان طبيعيتان تحدثان بشكلٍ آمنٍ في معظم الحالات، وإنَّ زيادة عدد الولادات القيصرية دون وجود مبررٍ طبيٍّ لإجرائها تُعتبر أمرًا مقلقًا بسبب زيادة الخطر على الأم والطفل.

فقد تؤدي القيصرية إلى اختلاطاتٍ وأعراضٍ جانبية للأم والطفل، ويجب نشر الوعي بين العاملين في مجال الصحة والنساء والعائلات لعدم اللجوء إلى القيصرية إلا في حال الحاجة لها.

وباستخدام بيانات الرعاية الصحية من 169 دولة حول العالم؛ والتي تشكّل ما يزيد عن 98% من الولادات في أنحاء العالم، وجد فريق البحث أنَّ العملية القيصرية أجريت في حوالي 21% من الولادات (29.9 مليون ولادة) في عام 2015، بالمقارنة مع إجرائها في حوالي 12% فقط من الولادات (16 مليون ولادة) في عام 2000.

وقد قدّرت دراساتٌ ماضية أنَّ حوالي 10- 15% فقط من إجمالي الولادات يحتاج إلى عمليةٍ قيصرية، ومع ذلك فقط أظهرت 63 دولة معدلات ولادةٍ قيصرية فوق النسبة المذكورة.

وتبين أنَّ معظم هذه الولادات القيصرية أُجريت من أجل ولاداتٍ منخفضة الخطورة لنساءٍ قد أجرين عملية قيصرية سابقًا (الأمر الذي يجعل الولادة المهبلية تاليًا أمرًا خطيرًا).

وكان هناك 15 دولة على الأقل تزيد فيها معدلات القيصرية عن 40% من إجمالي الولادات، وتتصدر اللائحة جمهورية الدومينيكان بنسبة 58%، تليها البرازيل ومصر بنسبة 55.5%.

وفي المقابل، كانت هناك 47 دولة معدلات القيصرية فيها أقل من 10%، ما يدلّ على رفض العديد من النساء هذا التدخّل الجراحي الضروري.

وفي معظم الحالات ارتبط الاستخدام المنخفض للولادة القيصرية مع الفقر وعدم توفّر العناية الصحية اللازمة.

وقد أظهرت جنوب السودان -حيث يعيش 82% من السكان تحت خط الفقر- أقل نسبة ولادات قيصرية تُقدّر بـ 0.6% فقط.

ويبدو أنَّ تزايد نسبة لجوء النساء إلى القيصرية يُعزى إلى خوفهنَّ من ألم المخاض والتأثيرات المحتملة للولادة المهبلية، والقلق من التعرّض إلى الاختلاطات المتمثّلة بتمزق العجان والسلس البولي المؤقت أو العجز الجنسي.

لكن وعلى الرغم من أنَّ القيصرية توفّر على المرأة بعض الصعوبات الآنيّة، إلا أنها تطيل فترة الشفاء وقد تؤدي إلى تندّب الرحم ما يزيد خطر النزف، والحمل الهاجر، والإملاص، والولادة المبكرة، وتوضّعات المشيمة غير الطبيعية في حملٍ لاحق، وإنَّ مولودي العملية القيصرية لا يحصلون على الغلاف الجرثومي المهبليّ والذي يُعتبر أساسيًا لتطور الجهاز المناعيّ.


  • ترجمة: عبد المنعم نقشو.
  • تدقيق: تسنيم المنجّد.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر