القلق هو أكثر الاضطرابات النفسيّة الشائعة، واحدٌ من كلِّ ثلاثة أشخاص سيختبرون حالات الضعف، والتي تتّصف بالخوف الشديد وغير الملائم في حياتهم.

على الرُّغم من ذلك، يوجد العديد من العلاجات النفسيّة والصيدليّة المؤثّرة، والعديد من المصابين يجدون صعوبةً في إيجاد علاجٍ نافعٍ لهم، ويجدون مشكلةً بسبب الأسعار العالية، أو يعانون من آثار جانبيّةٍ شديدة.

لذلك، هناك احتياجاتٌ هائلةٌ لحلولٍ آمنة وسهلة، وفي متناول اليد.

أوميجا-3 المشبعة بالأحماض الدهنيّة (PUFAs)؛ هذه العائلة من الجزيئات، الموجودة في النبات وزيوت السمك، هي محطة قويٌّ للبحث الطبي، الشكر للدراسات السابقة التي تربط حميات الكميات العالية بتقليل الالتهاب، وتحسين صحّة القلب والأوعية الدموية -على الرُّغم من أنّ هذا يبقى للنقاش- وقدراتُ إدراكٍ أفضلَ للأطفال.

وهناك دليلٌ مهمّ على أنّ الأوميجا-3 أساسيّة لأعمال البيوكيميائية الطبيعية في عقول البالغين، وفي النهاية هي من أهم عناصر غشاء الخلية العصبيّة، والنقص فيها قد يسبّب الجنون واضطراباتٍ في الأسلوب ومن ضمنها القلق.

لكنّ الدليل على أنّ مكملات الأوميجا-3 تستطيع أن تخففَ أعراض القلق عند الناس -على عكس الجرذان أو الفئران- لم يُثبت حتى الآن، على أمل توضيح إمكانيات الأحماض الدهنية في هذه الدراسة.

هناك فِرق قادها البروفيسور كوان-بين سو في تايوان والدكتور يوتاكا ماتسوكا في اليابان، حاولوا التقدم من خلالها في الأبحاث وقاموا بإجراء تحليلٍ بُعدي.

نتائجهم التي نُشرَت في JAMA Psychiatry قد تجعلك تفكّر في إضافة زجاجةٍ من حبوب زيت السمك إلى عربة التسوق القادمة في أمازون.

لقد كتبوا: «على الرّغم من أنّ المشاركين والتشخيصات كانوا متنوعين، فإنّ النتيجة الرئيسيّة لهذا التحليل البُعديّ كانت أنّ الأوميجا-3 مرتبطة بانخفاضٍ شديدٍ في أعراض القلق مقارنةً مع الضوابط، هذا التأثير استمرّ مقابل الضوابط الوهميّة».

نَظَّمت الفرق 19 دراسة متضمنة مجموعةً واسعةً من التصاميم ومقاييس شمول المرضى، وقام مامجموعه 1203مشاركين شَمل 16 تحقيقًا وهميًّا مراقَبًا و3 تحقيقاتٍ غير مراقبة، لحساب تأثير الدواء الوهميّ قدر الإمكان.

وحلّل الباحثون دراسات الدواء الوهمي كلًّا على حدة. المهم، أنّهم وجدوا نمطًا حيث أنّ الذين أخذوا كميّةً معيّنةً يوميًّا من الأوميجا-3 كانو أكثرَ عرضة لتقديم بلاغٍ عن نقصٍ في أعراض القلق أكثر من الذين يأخذون المكمّلات المزيّفة.

المثير للاهتمام، أنّ الدراسات الخمس التي أُجريت على المشاركين دون تشخيصٍ طبيٍّ محدِّدٍ للقلق لم تُظهِر ترابطًا قويًّا بين مكمّلات أوميجا-3 اليوميّة وتخفيف الأعراض، بينما الدراسات الـ14 التي ربطت المشاركين بأولئك الذين لديهم تشخيص طبيّ محدد قد فعلت.

فيمايتعلّق بالجرعات التي تحمل كمياتٍ أكبر، فإن البيانات المتاحة تقترح أنّ كميةً من 2000 ميللي غرام أو أكثر في اليوم لديها خواص أفضل في تخفيف القلق من الجرعات الأقل.

في بريدٍ إلكترونيّ إلى IFLscience، البروفيسور سو والدكتور يوتاكا ماتسوكا وضّحوا أنّ المجتمع النفسيّ ظلّ متلبّسًا حول الأوميجا-3، على الرّغم من هذه النتائج، بسبب أنّ المعالجات الفرديّة –حتى الجيّدة منها– أظهرت تأثيراتٍ محدودةٍ ضدّ الأمراض المعقّدة مثل القلق.

لقد قالوا: «في الواقع، من السهل جدًّا أن تفوت الإشارات الصغيرة في الفعالية العلاجيّة في التجارة الطبية الوهمية المراقَبة أو المراجعات التحليلية البُعدية دون مراعاةٍ دقيقةٍ على تصاميم الدراسة».

نظرًا للفرصة الكبيرة للترابط بين التركيبة السكانية غير المنسّقة للمشاركين والمنهجية للدراسات الـ19، علاوةً على أحجام عيّناتهم المتوسّطة، المؤلّفون أخبروا IFLscience أنّ المزيد من التجارب الطبيّة الجيّدة قد تكون ضروريّة قبل أن يستطيعوا أن يوصوا بأوميجا-3 PUFAs كعلاجٍ أولٍ للقلق.

لقد قالوا: «مع ذلك، للمرضى الذين لا يستجيبون لعلاجِ القلق التقليديّ مثل مضادات الاكتئاب أو العلاجِ النفسي، أوميجا-3 PUFAs قد تكون بديلًا واعدًا وعلاجًا مُساعدًا مع وجود أمانٍ عالٍ.

الدكتور ماتسوكا يخطّط الآن لمرحلة اختبارٍ عشوائية من المرحلة الثانية على أوميجا-3 للنّاجين من مرض السرطان، ويأمل الأستاذ سو في أن يبدأ بواحدةٍ على أعراض القلق الجسديّ لدى مرضى الاكتئاب.


  • ترجمة: يوسف ياسر
  • تدقيق: ماجدة زيدان
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر