Space

 

كلما تعلّم العلماء أكثر عن كوكب المريخ، كلما ظهرت لنا فكرة أنّ الكوكب الأحمر ملجأ محتمل للحياة البدائية في الماضي كفكرة مغرية…بل وربما هو ملجأ للحياة في الحاضر حقيقةً.

دراسة جديدة نُشرت يوم 23 مارس استنتجت أن المريخ في الماضي كان مأوىً لشكلٍ من أشكال النيتروجين من الممكن أنه قد تمّ استخدامه من قِبَل ميكروبات، إن وجدت، لبناء جزيئات مهمة مثل الأحماض الأمينيّة.

النيتروجين “المُثبّت”

كل أشكال الحياة على الأرض تحتاج إلى النيتروجين، وهو مكوّن رئيسي في الأحماض الأمينية والجزيئات الحيوية الأخرى. ولكن الميكروبات لا تستطيع أخذ هذا النيتروجين من الهواء هكذا بكل بساطة؛ فالنيتروجين الهوائي أو المركّب (N2) عبارة عن ذرتين مربوطتين برابطة ثلاثية، مما يجعلها إلةى حدٍ ما غير قابلة للتفاعل ومنيعة.

قبل أن تستطيع أشكال الحياة إدراج النيتورجين في عمليات التمثيل لديها، هذه الرابطة يجب أن تنكسر، يجب أن يتمّ “تثبيت” النيتروجين إلى مركبات مختلفة، قابلة للتفاعل كيميائيًا، مثل النيترات (NO3).

هذه العملية حدثت فعلا على المريخ، كما تقول الدراسة التي بحثت في القياسات التي قامت بها آلة سام (SAM) على مسبار كيوريوسيتي التّابع لناسا على سطح المريخ.

وجدت “سام” تركيزات كبيرة من النيترات في عيّنات الصخر والتربة والتي جمّعتها كيوريوسيتي من ثلاث بُقع مختلفة بالقرب من مكان هبوطها. عيانات بقعتين من هذه البقع كانت قد ساعدت فريق ناسا من قبل على استنتاج أنّ، من مليارات السّنين، المنطقة كانت جزءًا من نظام بحيرة ومجرى من المحتمل أنه يستطيع دعم حياة. اكتشاف هذا النيتروجين المثبت يساهم في تعزيز هذه الفكرة.

ليس بالضرورة علامة على الحياة المريخية

رغم أن الكثير من عمليات تثبيت النيتروجين يأتي من أصل حيوي، إلا أنّ اكتشاف كيوريوسيتي ليس دليلًا على الحياة على المريخ. روابط النيتروجين هذه يمكن كسرها بالصّدمات الحراريّة التي تنتج عن البرق واصطدامات الكويكبات أو المذنبات.

بالفعل، يمكن لهذا النيتورجين المثبت على المريخ أن يكون قد نتج رئيسيًا من الاصطدامات العنيفة التي حدثت (على المريخ وأجسام أخرى من المجموعة الشمسية الداخلية) منذ 4 مليارات عام، أثناء عصر يُعرف بـ”القصف القوي المتأخر”.

ولكن يمكن للنيتروجين أن يكون قج تمّ تثبيته مؤخرًا على المريخ كذلك. في 2005، اكتشفت مركبة مارس اكسبرس أحادي أكسيد النيتروجين (NO) في هواء الكوكب الأحمر. من المرجح أنها تكونت بعدما قسّم ضوء الشمس الأوكسجين، ثاني أكسيد الكربون، والنيتروجين المركّب. كتب الباحثون في الورقة البحثية أن هذا يرجح بأن النيتروجين يتمّ تثبيته حاليًا في غلافه الحراريّ، رغم أنه غير معروف الكمية التي تنتقل للجزء السفلي من الغلاف الجوي ولسطح الكوكب. كيوريوسيتي لم يمكنها التوصّل لإمكانية محاولة إجابة هذا السّؤال حتّى الآن.

المصدر