يمتلك اثنان من الروبوتات الصغيرة القافزة رفيقًا على سطح الكويكب الكبير ريوجو (Ryugu).

مسبار بحجم صندوق الأحذية، يُطلق عليه مستكشف أسطح الكويكبات المتنقلة (Mobile Asteroid Surface Scout)، تمّ إطلاقه من المركبة الفضائية اليابانية الأم (هايابوسا 2 – Hayabusa 2)، كما كان مقررًا في الساعة 1:57 بتوقيت غرينيتش يوم الأربعاء 3 أكتوبر، حيث هبط على سطح الكويكب ريوجو بعد ذلك بقليل.

تُظهر الصورة الأولى للمسبار لسطح الكويكب عالمًا صخريًا، كما يظهر بها ظل المسبار نفسه.

«لم يكن من الممكن أن تسير عملية الهبوط بشكلٍ أفضل» حسب تصريح مدير المشروع ترا-مي هو (Tra-Mi Ho)، من مركز الفضاء الألماني في بريمين، والذي قام ببناء المسبار المستكشف للكويكبات بالتعاون مع وكالة الفضاء الفرنسية.

كما أضاف ترا-مي هو: «من خلال القياسات التي أجراها المسبار عن بعد تمكنّا أن نرى انفصاله عن المركبة الأمّ، وهبوطه على سطح الكويكب بعد حوالي 20 دقيقة».

وحسب ما صرّح أعضاء فريق المهمة، بدأ المسبار بالفعل في جمع البيانات عن طريق الأجهزة العلميّة على متنه، وهي تتألف من كاميرا، وراديو ميتر (جهاز يستخدم لقياس الطاقة الإشعاعية)، ومطياف (جهاز يستعمل لقياس الخواص الضوئية)، ومقياس المغناطيسية (جهاز يستخدم لقياس شدة الحقل المغناطيسي و/أو اتجاهه في مجال قريب من الجهاز).

ويجب على المسبار -الذي يزن 10 كيلوجرام- أن ينجز مهمته سريعًا؛ فمن المتوقع أن تفرغ بطاريته بعد حوالي 16 ساعة فقط من الهبوط على سطح الكويكب.

التقط المسبار 20 صورة خلال عملية هبوطه البطيء باتجاه الكويكب ريوجو، وتُخزّن هذه الصور على متن المركبة الأم هايابوسا 2 في هذه اللحظة، حسب تصريح أعضاء الفريق.

وبالإضافة لذلك، أُرسلت بالفعل القياسات التي أجراها مقياس المغناطيسية قبل عملية الانفصال -عندما كانت المركبة الأم تبعد حوالي 167 قدم، أو 51 متر عن سطح الكويكب- إلى الأرض.

«تُظهر هذه القياسات المجال الضعيف نسبيًا للرياح الشمسية، والاضطراب المغناطيسي القوي جدًا الذي تسببه المركبة الفضائية» على حسب تصريح أحد أعضاء الفريق كارل هاينز غلاسيمير (Karl-Heinz Glaßmeier)، من الجامعة التقنية ببرونسويك في ألمانيا.

ويضيف غلاسيمير: «منذ لحظة الانفصال، توقعنا انخفاضًا ملحوظًا في مجال التداخل المغناطيسي، وتمكنّا من ملاحظة هذا بشكلٍ واضح».

يسير المسبار المستكشف على خطى المتجوّلين (MINERVA-II1A) و(MINERVA-II1B) اللّذين انفصلا من المركبة الأم هايابوسا 2 في ليلة 21 سبتمبر.

فكلّ منهما تمكن من الهبوط بشكلٍ صحيح، وسرعان ما بدأ عملية استكشاف سطح الكويكب ريوجو.

ومثل هذين المتجولين يابانيّي الصنع، يمكن للمسبار الذاتي التنقل بالقفز، والذي يقوم به عن طريق التحكم في «ذراع متأرجح» بداخل هيكله.

كما يمكنه استخدام هذه الذراع ليصحح مساره على سطح الكويكب ريوجو، وهي ميزة هامة؛ لأن المسبار يحتاج لأن يبقى في مسار معتدل ليتمكن من جمع البيانات ويرسلها إلى المركبة الأم.

بدأت مهمة هايابوسا 2 -التي كلّفت 150 مليون دولار- في ديسمبر من العام 2014، ووصلت لمدار الكويكب ريوجو في أواخر شهر يونيو من العام الجاري.

وقد ترسل المركبة الأم متجولًا إضافيًا لسطح الكويكب، فهي ما زالت تحمل على متنها المتجول (MINERVA-II2)، والذي قد يشق طريقه لسطح الكويكب ريوجو العام المقبل.

وعلاوة على ذلك، سيشق المسبار نفسه طريقه لسطح الكويكب في العام 2019، بعد إرسال صاروخ غير متفجر يحمله إلى السطح.

سوف تجلب المركبة الأم هايابوسا 2 عيّنات أصلية من تحت سطح الكويكب، وذلك من خلال الحفرة التي صُنعت حديثًا، ومن المقرر أن تأتي هذه العينات للأرض في كبسولة عودة في ديسمبر من العام 2020.

وحسب تصريح أعضاء فريق المركبة هايابوسا 2، فإن البيانات التي تُجمع في مهمة الكويكب ريوجو، والعينات من سطحه -التي يدرسها العلماء- سوف تُسلط الضوء على التاريخ القديم للنظام الشمسي، وعلى الدور الذي قد تكون لعبته الكويكبات الغنية بالكربون مثل ريوجو في ظهور الحياة على الأرض.

كما تمتلك ناسا أيضًا مهمة جارية لجمع عينات من الكويكبات المتنقلة، وتقريبًا بنفس أهداف مهمة المركبة هايابوسا 2؛ فمن المقرر أن يصل المسبار أوسيريس- ريكس (OSIRIS-REx) حول مدار الكويكب بينّو (Bennu) -الذي يبلغ عرضه حوالي 1650 قدم (500 متر)- في 31 ديسمبر، ويُرسل العينات إلى الأرض في سبتمبر من العام 2023.


  • ترجمة: محمد يوسف
  • تدقيق: صهيب الأغبري
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر