يمكننا أن نرى أكثر مما كنا نظن!

يقترح بحث جديد أنّ العين البشرية والدماغ قادران على رؤية الصور المخفية أو الطيفية – وهي نوع جديد من الظواهر البصرية التي ظن العلماء سابقًا أنّه يمكن اكتشافها فقط باستخدام جهاز الكومبيوتر؛ لذلك اتضح بأنّ أعيننا أقوى مما كنا نظن.

يمكن أن يعلمنا هذا الاكتشاف المزيد عن الوظائف الداخلية للعين والدماغ وكيفية معالجتها للمعلومات، بالإضافة إلى تغيير تفكيرنا حول ما يمكن للبشر رؤيته حقًا من حولنا.

بعد تطويرها كطريقةٍ لالتقاط صورٍ منخفضة التكلفة للضوء خارج الطيف المرئي عادةً ما تُعالج الأنماط التي تنتجها هذه الصور الطيفية بواسطة خوارزميات البرمجيات، ولكن من المدهش أنّ أعيننا لها نفس القدرات.

وكتب الباحثون: «إنّ تصوير الطيف أو الأشباح بالعين يفتح عددًا من التطبيقات الجديدة تمامًا مثل توسيع الرؤية البشرية إلى أنظمة موجات غير مرئيةٍ في الوقت الحالي، متجاوزًا الشاشات الوسيطة أو الخطوات الحسابية».

وأضافوا: «رُبّما الشيء الأكثر إثارةً للاهتمام هو الفرص التي يقدمها “تصوير شبح” لاستكشاف العمليات العصبية».

يعمل تصوير الأشباح باستخدام الكاميرا ذات البكسل الواحد، بدلًا من ملايين البكسلات التي تستخدمها المستشعرات داخل الكاميرات الرقمية والهواتف الذكية الحالية، إذ يتعلق الأمر بالتقاط الضوء إلى ما هو أبعد من الطيف المرئي، وحتى إنّها طريقة أكثر فعالية من حيث التكلفة.

تلتقط هذه الكاميرات أحادية اللون الضوء عندما ينعكس من جسم ما من خلال مشاهدة أنماطٍ عشوائيةٍ مختلفةٍ من الضوء المرتد، ومن خلال إجراء بعض الحسابات يمكن للكاميرا تدريجيًا تكوين صورةٍ لشيءٍ ما حتى ولو كان بكسلًا واحدًا فقط.

في بعض الاعدادات، تُستخدم الكاميرا ذات البكسل الواحد مع ضوءٍ ثانٍ وتُعَدَل استجابةً للخطوة الأولى، وُتبَّث مرة أخرى على الأنماط العشوائية الأصلية. وتتمثل الميزة في الحاجة إلى أقل عددٍ من الأنماط لإنتاج الصورة.

في هذه الحالة، يمكن للكاميرا الثانية التي تستخدم بعض الخوارزميات الذكية التقاط الصورة دون النظر إلى الكائن على الإطلاق، فقط بالنظر إلى الأنماط التي تُلتقط والضوء الذي يُنتج منها.

هذه هي الصورة الظاهرة التي كان يُعتقد في السابق بأنّها مرئية فقط لأجهزة الكمبيوتر التي تقوم بتشغيل برامجٍ متخصصةٍ. ومع ذلك، تُظهر الدراسة الجديدة إنّ الإدراك البصري البشري يمكن أن يكون له معنى في هذه الأنماط، ويُطلق عليها أنماط (Hadamard).

سيعطيك هذا المخطط من ورقة البحث فكرةً عما يحدث:

يشبه الأمر قليلًا عندما تنظر أعيننا وأدمغتنا إلى سلسلةٍ من الصور الثابتة وتعاملها كصورةٍ متحركةٍ، يبدو أن النوع نفسه من المعالجة الباطنية في العقل اللا واعي يحدث.

من بين المتطوعين الأربعة الذين شاركوا في هذه الدراسة، تمكّنوا جميعهم أن يرسموا صورةً لألبرت آينشتاين وهو يخرج لسانه من أنماط هادامارد، ولكن ظهر الخيال فقط عندما عُرِضت الأنماط بسرعةٍ كافيةٍ.

إذا انخفض المعدل إلى ما دون 200 نمطٍ لكل 20 ملي ثانية، فلن تُرى الصورة من قبل المشاركين في الدراسة.

وكما يشير الباحثون، فإنّ هذا الأمر قد يكون مثيرًا للغاية وهذا يعني أنّنا قد نكون قادرين على تصميم أنظمةٍ بسيطةٍ لرؤية الضوء خارج الطيف المرئي، دون الحاجة إلى معالجة الكمبيوتر في المنتصف.

هذا كل ما سيأتي وهذا حقًا أمر تمهيدي، لذا لا يمكننا أن نتحمس أيضًا، الآن يستخدم فريق الباحثين النتائج لاستكشاف المزيد حول كيفية عمل أنظمتنا البصرية، وما إذا كانت لأعيننا ولعقولنا قوى عظمى غير مكتشفةٍ للنظر إلى العالم من حولنا.

لم يُراجع البحث بعد من قبل النظراء، ولكن يمكنك قراءة البحث قبل الطباعة على (Arxiv).


  • ترجمة: فاطمة هاشم الطميلي
  • تدقيق: رند عصام
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر