خلال أحد أيامك العادية رُبّما تستهلك كمياتٍ مفرطةً من القهوة، تتسمّر أمام تلفازك ليلًا لساعاتٍ متأخرةٍ وتنوي بعد ذلك الخلود للنوم، لكنك تتذكر أنّك لم تلقِ نظرةً على هاتفك الذكي! وعندها تمضي ساعةً أو ساعتين وأكثر تتصفح أخبارًا وأشياءً أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي بدل النوم وأخذ قسطٍ من الراحة، وضريبة ذلك قد تكون على شكل رعشاتٍ في العين، تقرر عندها النوم على أمل أن تختفي الرعشة بعد استيقاظك ولكنك تستيقظ صباحًا لتجد نفسك ما زلت تعاني من الرعشة التي ستستمر لأيامٍ أو حتى لأسابيعٍ.

يُمضي الناس العديد من الساعات مُحدّقين بشاشات الهواتف والتلفاز وغيرها، وهو ما يؤثر سلبًا في الكثير من النواحي ويحول دون النوم في الوقت المحدد، وينتج عن ذلك إنهاكٌ لعضلات العين وظهور عرضٍ، قد لا يبدو بتلك الخطورة، وهو رعشة العين.

لأخصائية أمراض العين شاميما سيكدر في كلية الطب بجامعة جون هوبكنز طريقة بسيطة لشرح ما قد يسبب الرعشة في العين، حيث قالت: «الأسباب تتلخص في محاضرات التوبيخ التي كنا نسمعها من أمهاتنا خلال طفولتنا حول قلة النوم والتحديق في الشاشات والإجهاد والتعب وشرب الكافيين».

إنّ السبب الحقيقي والمؤكَّد وراء حدوث رعشة العين مازال غامضًا، لكننا نعرف بأنّ التشنج و الرعشة تبدأ في (عضلة العين الدويرية – orbicularis oculi) وهي المسؤولة عن فتح وإغلاق الأجفان.

وأضافت شاميما: «حدوث رعشة العين تعني أن هناك شيئًا ما قد خرج بشكلٍ لا إراديٍّ عن السيطرة، والقلق كثيرًا حولها أو رُبَّما كتابة مقالةٍ عنها سيفاقم الحالة سوءًا».

عند مشاهدة التلفاز أو النظر لأيّ شاشةٍ توصي شاميما بإبعاد نظرك عنها كل 20 دقيقةً وإغلاق عينيك؛ ذلك سيساعد على ترطيبهما، ويمكن أن تفيد الدموع الاصطناعية أيضًا في حال جفاف العين.

يفضل بعض الأشخاص في الحالات الشديدة وطويلة الأمد من رعشة العين حقنَ البوتوكس في الجفن، حيث أن البوتوكس يُعرقل الاتصال بين الأعصاب والعضلات ويتميزُ بمعدل نجاحٍ عالٍ جدًا في معالجة رعشة العين المزمنة أو المستمرة.

رودراني بانك أخصائية طب العيون في كلية طب ماونت سيناي والتي درست رعشة العين السليمة لدى 15 مريضًا على مدار سبع سنوات.

وقد عَرّفَت الدراسة رعشات العين على أنّها تقلصات متواصلة متموجة وسليمة عبر العضلة.

وعلى مدار السنوات السبع، لم تتطور أيّ حالةٍ عصبيةٍ لدى أيّ من المرضى الذين أجريت عليهم الدراسة، لكن ذلك لا ينفي أن رعشة العين قد تشير لمشكلةٍ أكبر، وذلك يعتمد كليًا على كيفية وآلية حدوثها.

وعند مراقبة رعشة العين يجب الانتباه لمعدل تكرارها ومدتها ونمطها، حيث أنّ هذه التغيرات قد تشير لمشاكلٍ أكثر خطورةً.

متى يجب عليك طلب الاستشارة الطبية؟

إذا أخذت الرعشة بالانتشار لأيّ عضلةٍ من عضلات الوجه، أو في حالة الشعور بألمٍ مرتبطِ بالرعشة، إذ أنّ هذه الأعراض من الممكن أن تشير لأذيةٍ في الألياف العصبية أو حتى على مستوى جذع الدماغ.

وللتخفيف من رعشة العين ينصح الأطباء باتباع نمط حياةٍ صحيٍّ، مثل أخذ قسطٍ كافٍ من النوم والتقليل من شرب المنبهات وعدم قضاء وقتٍ طويلٍ أمام الشاشات والتخفيف قدر الإمكان من أيّ شيءٍ قد يجهد العينين.


  • ترجمة : عمر اسماعيل
  • تدقيق: رند عصام
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر