كما يعلم اي محب لأفلام الرعب، فسر الشباب يكمن بشرب دماء الآخرين؛ واذا كنت مجرة، فهذا الدم هو الهيدروجين، المكون الأساس للنجوم.

على ما يبدو، فإن بعض المجرات تمكنت من الحفاظ على شبابها عبر استهلاك سحابات ضخمة من الهيدروجين الموجود في الفضاء.

و بحسب فيلكس لوكمان Felix Lockman، من المجمع الأمريكي الوطني للبحوث الفلكية، فإن المجرة التي نعيش فيها يمكن اعتبارها مصاص دماء، وقد استخدم البروفيسور لوكمان تقنيات احدى أهم محطات الرصد والموجودة في ويست فيرجينيا.

اللغز المراد حلّه هو السبب الكامن وراء بقاء ١٥٪ من المواد المرئية في درب اللبانة على هيئة غاز.

المجرة عمرها ١٣ بليون سنة، من عمر الكون تقريبًا.

نظريًا، هذا الوقت اكثر من كافٍ لتتكثف كل تلك الغازات و تتحول نجومًا مثلما حدث في باقي المجرات المماثلة حيث يتشكل نجمٌ واحدٌ كل عام تقريبًا.

اذا كان هذا دالًّا على شيء، فهو أن مخزون الهيدروجين في المجرة يتجدد باستمرار والبروفيسور لوكمان و معاونوه يعتقدون ان الجواب أصبح بين أيديهم.

خلال الستينات من القرن الماضي، اكتشف عالم الفلك غايل سميث غيمة ضخمة من الغاز قرب درب اللبانة.

غيمة سميث يبلغ طولها عشرة آلاف سنة ضوئية ، اي ما يعادل عشر قطر مجرتنا وهو حجم هائل حتى بالمفهوم الكوني.

هذه الغيمة شكلت احجية للعلماء، اذ لم يتم اكتشاف اي شيء مماثل من قبل، فتم تجاهلها على انها حالة استثنائية لن تقدم شيئاً للبحث العلمي، وهو ما اثار استغراب لوكمان الذي تابع الموضوع، فاكتشف ان الغيمة تقترب من مجرتنا و هي ستلامس اطرافها خلال ٣٠ مليون عام، فتدخلها وتندمج معها محفّزة بذلك تشكّل دفعة كبيرة من النجوم.

هذه النظرية جعلت فريق لوكمان يعتقد انه اكتشف السبب الكامن وراء المظهر الشاب لمجرتنا، و اذا ثبت الأمر، فهذا يعني وجود العديد من الغيوم الكونية المشابهة، وهو ما تؤكده الحسابات الحديثة، وما تقاطع مع اكتشاف آخر للبروفسور لوكمان حيث وجد عشر غيمات مماثلة في بقعة ضيقة من الفضاء القريب.

اذًا، يظهر ان لغز شباب المجرة قد تم حلّه، فهي تجذب غيومًا هيدروجينية لتندمج معها، وعلى الرغم من ان تلك الغيوم ستنفذ لا محال، الا أن ذلك لن يحدث قبل بلايين السنين.

حتى ذلك الحين، ستحافظ درب التبانة على مظهرها الشبابي.


  • ترجمة: عصام فواز
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر