اشرب الماء دفعة واحدة ولن يصيب كبدك أي مكروه.

انتشرت فى الآونة الأخيرة إشاعات تقول أن شرب الماء دٌفعة واحدة تؤدى إلى تليف الكبد !!

إن التليّف هو عبارة عن موت خلايا الكبد بطريقة ما قد يسببها فيروس أو مادة كيميائية – مثل الكحول – ثم يكون التأثير شديدًا عليها وممتدًا.

فلو تم التأثير على بعض الخلايا فإنها ماتلبث أن تتكاثر وتنتج خلايا أخرى تقوم بنفس الوظيفة وعلى نفس الكفاءة حتى أن الكبد يجدد نفسه بنفسه كما نرى وهو ينقى الجسم من السموم.

الكبد مكوّن من نوعين من الأنسجة فهى إما الأنسجة الرخوة والتى تمثل خلايا الكبد Hepatocytes وأما الهيكل المكون للكبد من الأنسجة الضامة Stroma وهي التي تكون تلك الأشكال السداسية الشهيرة التى يشتهر بها نسيج الكبد تحت الميكروسكوب لذا فإن موت بعض الخلايا لايؤثر لأن الخلايا المجاورة تتكاثر على نفس الهيكل وبنفس التنظيم.

إمّا أن يكون التأثير الضار على الكبد ممتدًا وشديدًا فهذا مايمكنه أن يؤدى إلى تدمير الهيكل المكون للنسيج الكبدى مما ينتج عنه أن تتكاثر الخلايا المتبقية محاولة تعويض الفاقد منها فتجد أنها مضطرة أن تتكاثر على هيكل غير مستقر فما تلبث تلك الأشكال السداسية الشهيرة أن تتحول إلى بؤر غير منتظمة من الخلايا الجديدة والتى لاتجد لها طريقا سليما أيضا لوصول الدم نتيجة لزيادة إنتاج الألياف حولها كمحاولة لرأب الصدع الناتج عن دمار هيكلها،فيزيد إنتاج الألياف شيئا فشيئا حتى يحدث التليف الكبدي !!!

هذا ما فهمناه عن تليف الكبد، ومادرسناه من علم لم ننتجه ولم نكن يومًا شركاء فيه للأسف.

أمّا أن تذكر لي أن شرب الماء دفعة واحدة يؤدي إلى التليف فأنت تغالط تلك المعلومة المؤكدة من أن الطعام يظل بالمعدة فترة ثم يذهب إلى الأمعاء وهكذا الشراب يظل فترة فد تكون على الأقل لعشر دقائق هذا إذا كانت المعدة فارغة تمامًا.

أي أنك لو حاولت شرب الماء دفعة واحدة وكنت على عطش شديد فإن جل مايصل إلى الاثني عشر هو جزء منها وبعد عشر دقائق!! هذا تبعا لانقباضات المعدة وصمامها الموصل بالاثني عشر.

وفي النهاية يصل إلى الأمعاء الدقيقة فالغليظة ويتم امتصاصه هناك !!

ما علاقة هذا كله بالكبد ؟!! امتصاص الماء يتم تدريجيًّا وعلى مساحة واسعة ولو شربت لترين من الماء دفعة واحدة فلن يصل إلى الأمعاء أكثر مما تحتمل والباقى يذهب خارجًا فى البراز، ولن تمتص الأمعاء أكثر من احتياجات الجسم، تلك حقائق أنّ المعدة لاتحتمل أكثر من سعتها، أنّ المعدة ليست مفتوحة على الاثني عشر، أنّ الاثني عشر ليس مفتوحًا على الكبد فى الظروف الطبيعية، وأنّ الأمعاء لاتمتص من المياه أكثر من احتياجات الجسم.

لذلك، لا حقيقة لتلك الإشاعات التي إنتشرت مؤخراً.