رُبّما حُلَت إحدى أهم المسائل التي لم تحل بعد في الرياضيات، ومن المقرر أن يدّعي عالم الرياضيات المتقاعد مايكل عطية في محاضرة في منتدى المرشحين في هايدلبرغ في ألمانيا أنّه سيقدم ما يشير إليه بأنه (برهان بسيط) لفرضية ريمان، وهي مشكلة استعصت على علماء الرياضيات لما يقارب الـ ىى160 عامًا.

عالم الرياضيات عطية المولود عام 1929، هو واحد من أبرز الشخصيات الرياضية في المملكة المتحدة؛ لكونه حصل على جائزتين يشار لكلٍ منهما عادة بـ (جائزة نوبل في الرياضيات) وهما ميدالية فيلدز (Fields medal) وجائزة أيبل (Abel Prize).

كما أنه شغل في أوقات مختلفة منصب رئيس جمعية لندن للرياضيات والجمعية الملكية والجمعية الملكية بإدنبرة.

إذا تم تأكيد حل فرضية ريمان فسيكون ذلك خبرًا كبيرًا، حيث ترتبط الفرضية ارتباطًا وثيقًا بتوزيع الأعداد الأولية – وهي الأعداد التي لا تقبل القسمة إلّا على انفسها أو على الواحد – وإذا ثبتت صحة الفرضية، فسيصبح لدى علماء الرياضيات خريطة بموقع جميع هذه الأعداد الأولية وهو كشف له أثر بعيد المدى في هذا المجال.

وباعتبارها واحدة من ستة مسائل غير محلولةٍ مسماة بمسائل الملينيوم، فإن أيّ حلٍ منطقي سيحصل على جائزة قدرها مليون دولار، وقد أغرى هذا المبلغ والتقدير العديد من علماء الرياضيات على مر السنين، ولكن لم تُمنح الجائزة لأيٍّ منهم حتى الآن».

عطية يدرك جيدًا هذا التاريخ من الفشل، وقال: «لا أحد يصدق أيّ إثباتٍ لفرضية ريمان، ناهيك عن إثباتٍ صادرٍ من قبل شخص يبلغ من العمر 90 عامًا»، ولكنه يأمل في أن يقنع العرض الذي سيقدمه منتقديه.

يشيد عطية في عرضه بعمل اثنين من أعظم علماء الرياضيات في القرن العشرين وهم جون فون نيومان وفريدريك هيرزبروش، إذ يدعي أن أبحاثهم وضعت الأساس اللازم لإثباته، وأضاف: «لقد خطرت لي الفكرة فجأة من العدم وكأنها سقطت من السماء، وكان علي أن التقطها».

وقد نشر عطية عددًا من الأوراق في السنوات الأخيرة التي تقدم افتراضاتٍ مميزةً ولكنه فشل حتى الآن في إقناع أقرانه بأيٍّ منها.

يقول الناس عادةً بأنّهم يعرفون بأنّ الرياضيين يقومون بأفضل أعمالهم قبل أن يبلغوا الـ 40 عامًا، بينما ينفي عطية ما يدعوه الناس في قوله: «أحاول أن أريهم بأنّهم مخطئون، وأنّي أستطيع أن أحقق شيئًا وأنا في التسعين من عمري».


  • ترجمة: مهران يوسف.
  • تدقيق: رند عصام.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر