تكشف شظية من الهيكل العظمي أنها كانت نتيجة الجيل الأول للتزاوج بين نوعين مختلفين من الهومينين hominins.

كانت أمها نياندرتال، وكان والدها دينيسوفان، وقد كشف ذلك تسلسل الجينوم.

إذن هذه القطعة الصغيرة من بقاياها تمثل دليلًا مباشرًا على أن هذين النوعين كانا يتزاوجان معًا.

قالت عالمة الوراثة التطورية فيفيان سلون من معهد ماكس بلانك لأنثروبولوجيا التطور في ألمانيا أنهم علموا من دراسات سابقة أن إنسان نياندرتال ودينيسوفان قد أنجبوا أطفالًا لكنهم لم يعتقدوا أبدًا أنهم سيكونون محظوظين جدًا لإيجاد نسل فعلي للمجموعتين.

لم يتم الكشف عن وجود عن الهومو دينيسوفان حتى عام 2010، ولكن منذ ذلك الحين تعلمنا المزيد والمزيد عنهم.

ربما كان إنسان نياندرتال ودينيسوفان هم نفس المجموعة في الأصل.

ولكن في وقت ما قبل 390،000 سنة انفصلوا وتطورت المجموعة إلى نسلين مختلفين، ولكن الارتباط بقي وثيقًا؛ تعايشوا في أوراسيا لفترة طويلة. على الرغم من أن دينيسوفان معروف فقط من العظام الموجودة في مكان واحد وهو كهف دينيسوفا في سيبيريا (الذي سمي باسم رجل اسمه دينيس) وتم العثور على بقايا النياندرتال هناك أيضًا.

لكن هذا لا يعني أنهم بقوا هناك في نفس الوقت. لذا فإن اكتشاف هذه الفتاة المراهقة، المسماة Denisova 11 (أو Denny ديني، كما يلقبها الباحثون) هو تأكيد قوي على أن المجموعتين تعرفان بعضهما البعض وتتفاعلان سويًا.

لا يعرف من ديني إلا قطعة عظم صغيرة، وجدت في الكهف في عام 2012 من قبل علماء الآثار الروسية.

واستنادًا إلى تحليل البروتين، تم التأكد من أنه عظم hominin، لذلك تم نقله إلى معهد ماكس بلانك لمزيد من الدراسة.

هناك، قام الباحثون بتحليل العظم وقرروا أنه من المحتمل أن يكون جزءًا من الساق أو الفخذ أو العضد.

وبناءً على هذا الافتراض، يشير سمك القشرة العظمي إلى أن ديني كانت تبلغ من العمر 13 عامًا على الأقل عندما توفيت، في حين أن التأريخ بالكربون المشع وضع وقت وفاتها قبل أكثر من 50000 عام. بعد ذلك أخذوا عينات من الحمض النووي من العظام وتسلسل جينوم ديني.

واكتشفوا أن جنسها ونسبها غير عاديين. والدة نياندرتال ووالدها دينيسوفان.

قال عالم الوراثة فابريزيو مافيسوني من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية: «إن أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في هذا الجينوم هو أنه يسمح لنا بتعلم أشياء عن مجموعتين من السكان، وهما إنسان نياندرتال من جانب الأم، ودينيسوفان من جانب الأب».

كشف الحمض النووي أن والدتها أقرب جينوميًا إلى سكان نياندرتال الذين عاشوا في أوروبا الغربية من أولئك الذين عاشوا في كهف دينيسوفا في الشرق قبل حوالي 20،000 سنة.

هذا يشير إلى أن النياندرتال كانوا يهاجرون عبر أوروبا لعشرات الآلاف من السنين قبل أن يختفوا.

لكن أم ديني لم تكن القصة الوحيدة.

كان الحمض النووي DNA مثيرًا للاهتمام أيضًا.

بناءًا على ما يمكن للباحثين استخلاصه من عظام ديني، كان لديها سلف نياندرتال واحد على الأقل.

وقال عالم الوراثة بنجامين فيرنو من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية أنه بفضل هذا الجينوم الفردي، نحن قادرون على اكتشاف حالات متعددة من التفاعلات بين إنسان نياندرتال ودينيسوفان.

المثير للاهتمام هو أن المجموعتين ما تزالان متميزتين جينوميًا، بدلًا من أن تتداخل لتشكيل نوع واحد يضم كليهما.

كما أشار الباحثون في ورقتهم أنه يمكن أن يعني هذا أن مناطق التداخل الخاصة بهم كانت محدودةً، على الصعيدين الزمني والجغرافي. لكن هناك شيء آخر مثير للاهتمام حقًا.

حتى الآن تم تحديد أربعة دينيسوفان فقط من خلال تحليل الحمض النووي. ديني هي الخامس.

وقال عالم الوراثة التطوري سفانتي بابا، مدير قسم علم الوراثة التطوري في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية وهو كاتب بارز: «إنه من المدهش أن نجد هذا الطفل نياندرتال/ دينيسوفان بين مجموعة من البشر القدماء، ربما لم يكن لدى إنسان نياندرتال ودينيسوفان الكثير من الفرص للالتقاء».

ولكن عندما فعلوا ذلك تزاوجوا بشكل متكرر وأكثر بكثير مما كنا نعتقد في السابق.

أليس من المدهش ما يمكن أن نتعلمه من قطعة واحدة من العظام القديمة؟


  • ترجمة: أحمد طريف المدرس
  • تدقيق: أحلام مرشد
  • تحرير: كنان مرعي
  • المصدر