وفقًا لوكالة ناسا، قد توجد المياه والياقوت السائل تحت غيوم الجوانب التي لا تواجه الشمس مثل الكواكب البعيدة التي تشبه كوكب المشتري، ولكنها تذوب في حرارة الجوانب الساطعة للكواكب عندما تواجه الشمس نتيجةً لتعاقب الليل والنهار.

يُعاني الناس من آثار دوران الكوكب كل يوم؛ عندما تواجه مدينة اسطنبول في تركيا الشمس، فإن مدينة هونولولو في هاواي تعيش في الظلام. عندما ترتفع مدينة كبيرة مثل نيويورك أثناء النهار، تهدأ أخرى مثل بكين في الليل. وكل 12 ساعة تقريبًا، تُعكس الأمور.

تخيل الآن زيارة “كوكب المشتري الساخن”، وهو كوكب غازي عملاق يُقارب في الحجم نظيره في النظام الشمسي الذي لا يدور حول نفسه، كوكب يُظهر نفس الجانب من نفسه إلى نجم ويدور حوله قريبًا جدًا منه.

يجب أن يكفي تصور هذا السيناريو. حتى لو استطاعت سفينة فضاء أن تأخذ رحلةً إلى أحد المواضع في دراسةٍ حديثةٍ، فإن كوكب المشتري “شديد الحرارة” الذي يُسمى WASP-103b، سيحيط المسافر بجو نهاري قائظ الحرارة، حوالي 4800 درجة فهرنهايت (2700 درجة مئوية).

وفقًا إلى ورقة يونيو 2018 البحثية بقيادة الباحثة لورا كريدبرج من مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء الفلكية في كامبريدج، ماساتشوستس.

هذا العمل هو واحد من أربع دراسات حديثة شملت في 9 آب / أغسطس بيان ناسا عن كواكب المشتري فائقة الحرارة.

وقال فيفيان بارمينتيير، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة أيكس مارسيليا بفرنسا والمؤلف الرئيسي لإحدى الدراسات الجديدة الواردة في بيان وكالة الفضاء: «إن أيام نهار هذه العوالم هي أفران تبدو وكأنها جو نجمي أكبر من الجو الكوكبي».

وبهذه الطريقة، تُغير كواكب المشتري فائقة الحرارة نظرتنا عن ما يجب أن تبدو الكواكب عليه.

صورة تخيلية لكوكب المشتري الخارجي الساخن CoRoT 2b.

لا تعكس كواكب المشتري فائقة الحرارة الكثير من الضوء من نجومها وفقًا لوكالة ناسا، ولكن جوانبها الساطعة التي تشبه الأفران لديها الحرارة الكافية لتتوهج، ما يسمح للباحثين بمراقبتها بأدوات مثل تلسكوب سبيتزر وتلسكوب هابل الفضائي.

ولكن الجوانب المظلمة من كواكب المشتري فائقة الحرارة هذه أصعب بالنسبة للعلماء للتحقيق؛ لأنها ليست ساخنة بما يكفي لتكون مرئية. لذا جمع العلماء ملاحظات كواكب المشتري فائقة الحرارة مع المحاكاة الحاسوبية لتطوير فهم نظري جديد لما يحدث في نصفيّ الغلاف الجوي لهذه الكواكب.

وفقا لاكتشافات بارمنتير، فإن الماء يتحلل ويعاد تركيبه.

ويعتقد أن جزيئات الماء موجودة في هذه الأغلفة الجوية لأنها وفقًا للبيان، موجودة في كواكب غازية عملاقة مماثلة ولكنها أكثر برودةً.

تظهر الأبحاث أيضًا أن الجزيئات مثل أكسيد الألومنيوم (أساس الياقوت) متحلل على الجانب الذي يواجه النجوم من كواكب المشتري الفائقة، ويُعاد تركيبها على الجوانب الليلية الأكثر برودةً بكثير.

قد يكون هذا هو الحال بالنسبة للمياه أيضًا.

سيكون من الضروري إجراء المزيد من الدراسات من أجل فهم أفضل لازدواجية هذه العوالم فائقة الحرارة، ووفقًا لوكالة الفضاء، قد يساعد الجيل التالي من تلسكوب جيمس ويب الفضائي في إجراء أبحاث حول كواكب المشتري الفائقة.

وقد نُشرت الدراسة الجديدة التي قادها بارمينتير في 7 أغسطس في مجلة Astronomy and Astrophysics.

بالإضافة إلى هذا العمل والدراسة التي قادتها كريدبرج. ساهمت دراستان أخريان في تصريح ناسا، وقادهما ميغان مانسفيلد وجاكوب اركانجلي، وتم نشرهما في The Astronomical Journal، The Astrophysical Journal Letters على الترتيب.


  • ترجمة: إبراهيم محمد جادالله
  • تدقيق: منّة حمدي
  • تحرير: كنان مرعي
  • المصدر