اضطرّ الضيوف في أحد الفنادق في سيدني بأستراليا إلى الذهاب إلى المستشفى بعد أن نظّف أحد العاملين كلور الحوض باستخدام حمض الكلوريك عن طريق الخطأ؛ ما أدّى إلى تكوين سحابةٍ من غاز الكلور السام الذي تسرّب عبر مبنى الفندق.

وفقًا لهيئة الإذاعة الأسترالية Australian Broadcasting Corporation (ABC)، عُولج 30 ضيفًا في موقع فندق Pullman Sydney Hyde Park لوجود مشاكل في التنفس والتهاب العين، ونُقِل 8 منهم إلى المستشفى لتلقّي المزيد من العلاج.

بدأ الضيوف في الفندق يشتكون من الرائحة الساعة التاسعة صباحًا يوم الأربعاء 19 أيلول.

اكتشف رجال الإطفاء الذين تمّ استدعاؤهم إلى المكان وجودَ أدخنةٍ في الطابق الثاني والعشرين، حيث يقع حوض السباحة.

أخبر تشارلز بيجلي Charles Begley قائد فريق نيو ساوث ويلز New South Wales (NSW) هيئة الإذاعة الأسترالية: «كانت الأبخرة تنبعث بشكلٍ طبيعيٍّ من الحوض، ووصلت إلى نظام معالجة الهواء والمصاعد.

إذا تعرّضتَ لها مباشرةً على المدى الطويل، يمكن أن يكون ذلك خطيرًا جدًّا على جهازك التنفسيّ».

يُستخدم الكلور وحمض الكلوريك في الحفاظ على حوض السباحة، يكون الكلور عادةً على شكل أقراص صلبة أو سائل، وهو عاملٌ قويٌّ مضادٌّ للبكتيريا يُستخدم في معالجة المياه لإبقائها نظيفةً وخاليةً من الجراثيم والطحالب.

من ناحيةٍ أخرى، لحمض الكلوريك عدّة استخدامات، بما في ذلك تنظيف بلاط حوض السباحة -عندما يُستخدم بحذرٍ للغاية- لتخفيض درجة حموضة مياه الحوض.

كلّ مادة كيميائية بحدّ ذاتها غير ضارّةٍ إذا تمّ التعامل معها بشكلٍ صحيح، ولكن عند المزج، ينتج غاز الكلور (الغاز هو الحالة الطبيعية للمادة) وهو سامٌّ للغاية.

قال الكيميائي ايان راي Ian Rae من جامعة ملبورن University of Melbourne: «غاز الكلور مزعجٌ للغاية بالنسبة للعيون والرئتين، كان يُستخدم في الحرب العالمية الأولى بشكل ملحوظ، واشتُهِر مؤخّرًا كسلاحٍ كيميائيّ في الشرق الأوسط».

عند التراكيز العالية، يمكن أن يصبح غاز الكلور مميتًا، وحتى التعرّض المنخفض له يمكن أن يسبّب مشاكل؛ كصعوبةٍ في التنفس، حروق في مجاري التنفس، ضيق النفس، غثيان، وصداع.

يتعافى معظم المصابين في غضون أيام قليلة، ولكن هناك فرصة أن يؤدّي التعرّض لغاز الكلور إلى حدوث مشاكل تنفسية طويلة الأمد؛ فعند استنشاقه، يمكن للغاز أن يتَّحد مع الماء في أنسجتك لتكوين أحماض الهيدروكلوريك والهيبوكلوروز، التي قد تسبّب حروقًا كيميائية.

لأسباب تتعلّق بالسلامة، كثيرًا ما يوصي الخبراء بعدم تخزين حمض الهيدروكلوريك والكلور معًا.

لا ينبغي أن يُخلطا أبدًا تحت أي ظرف.

قال ضيوف الفندق إنّ الرائحة كانت شديدة، كان الناس يسعلون ويشعرون بالوخز في عيونهم، أخلى رجال الإطفاء الطوابق 20 و21 و22 من الفندق.

قال راي: «له رائحةٌ خانقة ويُنتج أعراضًا سريعة للالتهاب، لذلك من المحتمل أن يخاف الناس المتعرّضون له من أسوأ النتائج، حتّى لو كانوا قد تعرّضوا لقليلٍ من الغاز.

تعتمد الآثار على كمية الغاز التي تعرّض لها الناس، إنّها تجربةٌ مخيفة، والاهتمام الطبي مطلوبٌ بشكلٍ عاجل».

وفقًا لجريدة سيدني مورنينغ هيرالد Sydney Morning Herald، فإنّ جميع المرضى مستقرّون وبحالة جيّدة، أنهى رجال الإطفاء تهوية الطوابق بحلول الساعة 11 صباحًا، واستطاع الفندق استكمال العمليات.

ومع ذلك، هذا الحادث المؤسف هو تذكيرٌ كبير بالاهتمام بالتعليمات الخاصة بمعدّات منزلك، والتأكّد من أنك على علمٍ بمخاطر المواد الكيميائية من أبسطها إلى أخطرها، والتي يمكن أن نتوصّل إليها جميعنا بسهولة.


  • ترجمة: علي طارق عاطف.
  • تدقيق: تسنيم المنجّد.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر