سرطان البروستات هو السرطان الأكثر شيوعًا الذي يُشخَّص عند الذكور، ويُقدَّر أنَّه يصيب رجلًا من بين كل 7 رجال، ويُشكِّل بمفرده أكثر من 10% من سرطانات الذكور.

(المستضد البروستاتي النوعي – (prostate specific antigen PSA هو بروتينٌ تنتجه الخلايا الظهارية لغدة البروستات عند الذكور، يُنتَج تحت سيطرة مورثات موجودة على الصبغي 19، يُفرَز هذا المستضد بكمياتٍ كبيرة ضمن السائل المنوي ويلعب دورًا هامًا في تمييع المني، في حين تكون كميته في الدم قليلة جدًا وتُقدَّر بالنانوغرام، إنَّ كمية PSA في المني تُقدَّر بمليون ضعف كميته في الدم، المستوى الطبيعي: PSA = 0 – 4 نانوغرام / مل.

هذه النسبة الضئيلة جدًا من PSA في الدم هي التي يتم قياسها، وهي التي أحدثت تحوُّلًا ثوريًّا في قدرتنا على كشف سرطان البروستات وتحديد مرحلته ونوع العلاج المناسب ومتابعة مدى نجاح العلاج أو احتمال حدوث النكس.

لقد قدَّم اكتشاف PSA واستخدامه على نطاقٍ واسعٍ في الممارسة السريرية فوائد لا تُحصى، وهو أحد أهم الانتصارات التي حقَّقها البشر في الحرب على السرطان.

المشكلة الرئيسيَّة في الاستخدام السريري للـ PSA أنَّه نوعيٌّ للبروستات ولكنَّه غير نوعي لسرطان البروستات؛ فهناك العديد من الحالات السليمة قد تؤدي لارتفاعه مثل: التهاب البروستات الحادّ والمزمن، ضخامة البروستات الحميدة BPH، المس الشرجي للبروستات، القثطرة البولية، واستخدام أدوات التنظير البولي.

ولكن لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق المخبرية والسريرية للتفريق بين الحالات الخبيثة والسليمة التي تؤدي لارتفاع PSA ومنها:

  • كثافة PSA: وتعني تقسيم قيمة PSA على وزن البروستات وتكون النتائج التي تتجاوز 0.15 مشبوهة وتتطلَّب إجراء خزعة بروستات.
  • سرعة PSA: ويتم حسابها من خلال إجراء قياساتٍ متعددة وتقدير زيادة PSA السنوية، وتشير الزيادة الأكبر من 0.75 نانوغرام/ سنة إلى احتمالٍ كبير للخباثة.
  • نسبة PSA الحر: أغلب PSA الموجود في الدم يكون مرتبطًا مع بروتين ألفا 1 أنتي كيموتربسين، ويمكن قياس نسبة PSA الحر إلى المرتبط وفي حال كانت أقل من 18% فهي تشير إلى احتمال الخباثة.

على كل حال، لا يمكن وضع قاعدة عامة للتحاليل المخبرية السابقة؛ لأنَّ بعض الحالات المرضيَّة أو الفيزيولوجية قد تؤدي إلى تغيّرها ولذلك تُعتبر المقاربة السريرية الشاملة من الطبيب المختص هي الطريقة الأفضل لكشف سرطان البروستات.

بعد الاشتباه بسرطان البروستات عن طريق PSA أو (المس الشرجي – DRE) أو (الإيكو عبر المستقيم – (TRUS، يكون تأكيد التشخيص عن طريق الخزعة التي تُجرى عادةً تحت التخدير الموضعي وتكون موجهةً بالإيكو عبر المستقيم.

نشير أيضًا إلى أنَّ استخدام PSA كاختبار مسحٍ جماعيّ للكشف عن سرطان البروستات غير موافَق عليه حتى الآن من قِبل (الجمعية الأمريكية للسرطان – (ACS، برغم ذلك، فبعض المنظمات المعنيَّة والكثير من الأطباء يوصون الرجال فوق عمر الخمسين بإجراء (مسٍّ شرجي للبروستات – (DRE وتحليل PSA كل سنة، وفي حال وجود أي شذوذٍ يراجع المريض الطبيب المختص فورًا للمتابعة.


  • إعداد: د. محمد الأبرص
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصادر:

مصدر / Smith General Urology . 17th