في الوقت الذي جعلت فيه اللقاحات بعض أمراض الأطفال نادرة الوجود، بقيت العديد من هذه الأمراض جزءًا من حياتنا، وتتراوح بين الأخماج الشائعة مثل الخانوق-Croup إلى أن الأمراض الغامضة مثل داء كاوازاكي-Kawasaki disease.

ستتعلّم في ما يلي حقائق عن حوالي عشرين مرضًا يصيب الأطفال، ولكن تأكّد من استشارة طبيب الأطفال الخاصّ بطفلك من أجل التشخيص والعلاج المناسبين.

  1. الفيروس التنفسي المخلويّ-Respiratory Syncytial Virus (RSV)

هو السبب الرئيس لالتهاب القصبات (التهاب الطرق الهوائية الصغيرة) وذات الرئة عند الأطفال، تبدأ العدوى بأعراض مشابهة للأنفلونزا العادية، وتتضمّن الحمى وسيلان الأنف والسعال.

إنّ حوالي 40% من الأطفال الصغار المصابين بعدوى RSV للمرة الأولى يحدث لديهم وزيزٌ بشكل ملحوظ، وحوالي 2% يحتاجون للاستشفاء.

يميل  RSV لأن يكون أخفّ عند الأطفال الأكبر سنًّا والبالغين.

  1. أخماج الأذن- Ear infections

الأطفال الصغار أكثر عرضة للإصابة بأخماج الأذن؛ لأنّ الطرق السمعية لديهم تكون أقصر وأكثر استقامة مقارنةً بالبالغين، تربط الطرق السمعية الأذن بالبلعوم وقد تنسدُّ عندما يسبّب الرشح التهابًا فيها، وهذا يؤدّي إلى انصباب السائل في جوف الأذن الوسطى خلف غشاء الطبل ما يسمح للجراثيم بالتكاثر، تتضمّن الأعراض الحمى والهِياج.

إنّ العديد من أخماج الأذن فيروسية المنشأ وتُشفى تلقائيًّا دون علاج، وتساعد لقاحات الطفولة في منع حدوث أخماج الأذن الناتجة عن بعض الجراثيم.

  1. الأذن الصمغية- Glue Ear

يُدعى انصبابُ السائل في الأذن الوسطى (مع أو دون وجود ألم) التهابَ الأذن الوسطى المترافق مع انصباب-Otitis Media with Effusion (OME)، وهو يحدث عادةً بعد خمجٍ حادٍّ في الأذن أو في الطرق التنفسية العلوية.

يختفي السائل عادةً من تلقاء نفسه خلال أسبوعين، ومع ذلك، في حال استمرّ السائل لفترةٍ أطول أو أصبح أكثر كثافةً فمن الممكن أن يؤثر على سمع الطفل.

يمكن استخدام أنابيب تهوية الأذن من أجل نزح السائل.

  1. الخانوق-Croup

العلامة المميّزة للخانوق هي السعال الشديد الذي يحدث غالبًا في الليل ويكون نُباحيًّا. سبب السعال هو التهابٌ فيروسي المنشأ غالبًا في الطرق التنفسية العلوية.

في حال أصبح التنفس ضعيفًا للغاية، قد تكون هناك حاجةٌ للعلاج ضمن المشفى، ومع ذلك، فإنّ معظم الأطفال يتحسّنون لوحدهم خلال أسبوع تقريبًا.

الخانوق أكثر شيوعًا لدى الأطفال تحت سنّ الخمس سنوات.

  1. داء الفم واليد والقدم-Hand-Foot-and-Mouth Disease

يسبّب هذا الداء حمى يرافقها ظهور بثورٍ داخل الفم وعلى راحتي اليدين والأرداف وباطن القدمين، سببه في الولايات المتّحدة هو غالبًا فيروس كوكساكيA16 .

يميل هذا الفيروس للانتشار بين الأطفال خلال الصيف وبداية الخريف، ومعظم الحالات غير خطيرة وتستمر لمدة أسبوع إلى عشرة أيام.

  1. التهاب الملتحمة-Pinkeye

الدُماع والاحمرار والحكّة والرموش القشرية كلّها من علامات التهاب الملتحمة، الذي يكون سببه عادةً نفس الفيروسات المُسبّبة للزكام. ينتشر هذا الخمج في المدارس ومراكز الرعاية الصحية في المناطق الرطبة.

استشر طبيب الأطفال لتحديد ما إذا كان طفلك يحتاج إلى علاج، فمعظم الحالات تُشفى خلال أربعة إلى سبعة أيام.

  1. الداء الخامس-Fifth Disease

يُطلق عليه غالبًا مرض الخدّ المصفوع-Slapped Cheek، وهو يسبّب طفحًا جلديًّا أحمر ساطعًا على خدِّ الطفل، ومن الممكن أن يظهر هذا الطفح أيضًا على جذع أو ذراعي أو ساقي الطفل.

المسبّبُ هو فيروس Parvovirus B19، الذي من الممكن أن يسبّب أعراض أنفلونزا خفيفة قبل أن يظهر الطفح.

بمجرّد أن يظهر الطفح لا يكون مُعديًا عادةً. يُصاب به ما يصل إلى 20% من الأطفال في عمر الخمس سنوات، وما يصل إلى 60% من الأشخاص بعمر الـ 19 سنة، وعادةً ما يختفي الطفح خلال 7 – 10 أيام.

  1. فيروس الروتا-Rotavirus

قبل إنتاج لقاحٍ فعّالٍ لهذا الفيروس، كان هو السبب الرئيس للوفيات المرتبطة بالإسهال عند الأطفال الصغار.

الأعراض الرئيسة له هي الإقياء، والإسهال المائيّ الذي يمكن أن يسبب تجفافًا بسرعة لدى الأطفال.

هناك الآن لقاحان لفيروس الروتا للأطفال، وتشير الدراسات إلى حدوث انخفاضٍ كبير في عدد الحالات الجديدة.

  1. داء كاوازاكي- Kawasaki Disease

هو مرضٌ نادرٌ جدًّا وغامضٌ يصيب الأطفال دون سنّ الخامسة. تتضمن الأعراض حمى شديدة ولفترةٍ طويلة (أكثر من خمسة أيام)، وطفحًا جلديًّا بقعيًّا، وتورّمًا واحمرارًا في اليدين والقدمين، واحتقانًا دمويًّا في العينين وشفاهًا حمراء متشقّقة.

ومن الممكن أن يؤذي المرضُ -دون علاج- القلبَ ويكون قاتلًا، ولم يكتشفِ الأطباء بعدُ سببَ داء كاوازاكي.

  1. الجدري- Chickenpox

حالةٌ من الحكّة الشديدة لدى الطفل. من الممكن الوقاية من الجدريّ الآن من خلال لقاح الجدريّ، وفوائد التطعيم تتجاوز تجنيب طفلك بثورًا مزعجةً حمراء.

من الممكن أن يسبّب الجدريّ مضاعفاتٍ خطيرةً للمواليد الجدد والبالغين والنساء الحوامل. قبل اللقاح، كان الجدري يتسبّب في ضرورة تأمين العلاج لـ 11 ألف أمريكيّ كل عام.

  1. الحصبة- Measles

إذا كان أطفالك مواظبين على لقاحاتهم بشكلٍ منتظم، فغالبًا ليس عليك أن تقلق بشأن الحصبة، ولكن مركز السيطرة على الأمراض أبلغ عن تفشٍّ للمرض لدى الأطفال غير المُلقَّحين.

تبدأ العدوى بحرارةٍ وسيلانٍ أنفيّ وسعال، ومع تلاشي هذه الأعراض يظهر طفحٌ يشمل كامل الجسم. يتحسّن معظم الأطفال خلال أسبوعين، ولكن يحدث لدى البعض ذات رئة ومشاكل أخرى.

  1. النكاف- Mumps

هو مرضٌ من أمراض الطفولة، كان شائعًا جدًّا قبل تطوير لقاحٍ له، تحدث العدوى غالبًا دون أعراض، ولكن عند حدوثها فإنّ العلامة التقليدية هي تضخّم الغدة النكفية (التي تمتد بين الفكّ والأذن)، وهذا يؤدي لمظهر خدّ السنجاب.

على الرغم من ارتفاع معدلات اللقاحات، فإن التفشّيات الحديثة أدّت إلى عدوى الآلاف من الأشخاص في أمريكا. إنّ الأشخاص غير الملقحين عرضةٌ للإصابة بالنكاف 9 مرات أكثر من الأشخاص العاديين.

  1. الروبيلا (الحصبة الألمانية)- Rubella (German Measles)

هي فيروسٌ خفيفٌ لا يسبّب مشاكل خطيرة عادةً، ومع ذلك، فإنّه يمكن أن يؤذي الجنين عند إصابة الأم الحاملة للعدوى. تتضمن الأعراض حمى خفيفةً وطفحًا ينتشر من الوجه إلى بقية الجسم.

يوجد لقاحٌ نموذجيٌّ للأطفال يُدعى MMR يحمي ضدّ الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف.

  1. الشاهوق (السعال الديكي)- Pertussis (Whooping Cough)

هذا المرض يجعل الأطفال يسعلون بشدّة، ويتنفّسون مع شهقة حتّى تنفذ منهم أنفاسهم. هذه العدوى هي أكثر شدةً لدى الرضّع، ومن الممكن أن تتطلب علاجًا ضمن مشفى. المصطلح الطبي لهذا المرض هو الشاهوق، ويعود رمز P في لقاح  DTaPللشاهوق. إنّ المضادات الحيوية غير مفيدة في العلاج، ولذلك فاللقاح بشكلٍ أساسي للوقاية. يحتاج البالغون إلى تعزيزٍ للقاح، وتحتاج المرأة الحامل تعزيزَ اللقاح في كل حمل.

  1. التهاب السحايا-Meningitis

التهابٌ أو خمجٌ في الأنسجة المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكيّ. يكون العرض الرئيس لدى المراهقين والبالغين هو الصداع والحمى وصلابة العنق.

قد تحدث عند الأطفال الصغار أعراض الأنفلونزا أو هياجٌ شديد. يكون التهاب السحايا الفيروسي عادةً معتدل الشدة، أما التهاب السحايا الجرثومي يكون أشدّ مع عواقب وخيمة إذا لم يُعالج بسرعة، واللقاحات متوافرة للوقاية من عدة أسباب جرثومية لالتهاب السحايا.

  1. التهاب الحلق بالعِقّديّات- Strep Throat

يُصاب معظم الأطفال بالتهاب الحلق نتيجةً لفيروس الرشح، فكيف أحدّد ما إذا كان سبب هذا الالتهاب المكوَّرات العِقدية-Streptococcus أم الفيروسات؟

في حال وجود العطاس أو سيلان الأنف فذلك يشير إلى وجود رشحٍ عاديّ. تتضمن علامات الإصابة بالمكوّرات العقدية التهاب الحلق والصداع الذي يستمر لأسبوع، وألمًا وعسرةً في البلع، وسيلانًا مفرطًا للعاب، وطفحًا وقيحًا في مؤخرة الحلق، وحرارةً حوالي 38، واتصالًا مع شخص مصاب بالتهاب الحلق بالمكورات العقدية، ويُعالج هذا المرض بالمضادات الحيوية.

  1. الحمى القرمزية- Scarlet Fever

في بعض الأحيان، يرافق التهابَ الحلق بالمكورات العقدية طفحٌ أحمر خشن يُسمّى الحمى القرمزية. يبدأ الطفح على الصدر والبطن وينتشر إلى كامل الجسم مع لسانٍ بشكل الفريز وحرارة مرتفعة.

من الممكن أن تؤدي أيُّ عدوى بالمكورات العقدية دون علاج إلى حمى رثوية-Rheumatic Fever، وأذيةً قلبيةً في حالاتٍ نادرة، ويعود ذلك إلى أن الحمى القرمزية كانت سابقًا مرضًا مروعًا، أمّا الآن فهي تعالج بالمضادات الحيوية بكل سهولة.

  1. متلازمة راي- Reye’s Syndrome

لقد سمعت غالبًا أنّه يجب ألا تعطي الأسبرين للأطفال أو المراهقين، والسبب في ذلك هو متلازمة راي.

هذه المتلازمة المهدّدة للحياة قد تهاجم الأطفال الذين يتناولون أدوية تحتوي على الأسبرين خلال المرض الفيروسي. تتضمن الأعراض تغيّراتٍ سلوكية كبيرة واختلاجاتٍ وغيبوبةً. أصبحت متلازمة راي نادرة منذ أن حذّرت مراكز السيطرة على الأمراض من إعطاء الأسبرين للأطفال.

  1. الميرسا-MRSA (عدوى المكورات العنقودية المقاومة للميثيسيللين)

الميرسا نوعٌ من المكورات العنقودية لا يستجيب للعلاج ببعض المضادات الحيوية، ويقول الأطباء إنّ الميرسا الآن هي السبب الرئيس لأخماج الجلد. تظهر هذه الأخماج عادةً على شكل قرحات أو دمامل ويمكن أن تبدو كعضة عنكبوت. إنّ أخماج الأذن والحلق بالميرسا أيضًا في زيادة لدى أطفال المدارس الابتدائية.

  1. القوباء- Impetigo

هي خمجٌ جلديّ جرثومي يسبّب عادةً مجموعة من البثور الصغيرة على الجلد تنزُّ وتشكّل قشرةً ذهبية، ويمكن أن ينشر لمس السائل العدوى إلى مناطق أخرى من الجسم أو إلى أشخاص آخرين. تحدث عادةً بسبب المكورات العنقودية، ولكن يمكن أيضًا أن يكون سببها المكورات العقدية.

هذا النوع من القوباء أكثر شيوعًا لدى الأطفال بين السنتين إلى 6 سنوات، وفي حال معالجته بالمضادات الحيوية تُشفى التقرّحات دون أن تترك ندبات.

  1. السعفة- Ringworm

خمجٌ جلديٌّ آخر سببه عادةً الفطور وليس للديدان علاقةٌ بالموضوع، يسبّب تشكّلَ حلقة حمراء متقشّرة على الجلد أو بقعة مدورة من فقدان الشعر على فروة الرأس.

تنتشر الفطور بسهولةٍ من طفل إلى آخر؛ لذلك يجب تجنّب مشاركة الأمشاط والمناشف والملابس، وتعالج السعفة بواسطة الأدوية المضادة للفطور.

  1. داء لايم- Lyme Disease

العلامة الرئيسة المميزة لداء لايم هي الطفح هدفيّ الشكل الذي يظهر بعد أسبوع لأسبوعين من لدغة القراد، ولكن لا يظهر هذا الطفح الجلدي المميز لدى كل الأشخاص. يترافق الطفح مع حرارة وقشعريرة وآلام في الجسم.

المُسبّب هو نوعٌ من الجراثيم تنتقل عبر عضّات حشرات القراد الصغيرة. يمكن أن يؤثر داء لايم دون علاج على المفاصل والجهاز العصبي المركزي والقلب.

  1. الأنفلونزا- Flu

هل لديّ زكامٌ أم أنفلونزا؟ هذه الأمراض يمكن أن يكون لها أعراضٌ متشابهة.

الأكثر شيوعًا أن تسبّب الأنفلونزا حمى شديدة وقشعريرة، وآلامًا معمّمة في الجسد، وتعبًا شديدًا وغثيانًا وإقياءً، وفي حين أن معظم الأطفال يتحسّنون دون علاج، فإن الانفلونزا يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل ذات الرئة وخاصة لدى الأطفال الأصغر سنًّا.

يوصي مركز السيطرة على الأمراض بالتلقيح السنوي ضد الأنفلونزا لكلّ الأشخاص، بما في ذلك البالغين والأكبر من 6 أشهر.

  1. التحسّس الموسمي- Seasonal Allergies

تُسمّى أحيانًا حمى القش-Hay fever، ليست خمجية المنشأ بل هي نتيجة ردّ فعل تجاه جزيئات مجهرية مثل الغبار. تتضمن الأعراض العطاس والدماع وسيلان الأنف أو انسداده، ويمكن أن تحدث في فصل الربيع أو الخريف.

يمكن أن يستمرّ الطفل بفرك أنفه باستخدام راحة يده، وهذه الحركة تُعرف باسم التحية التحسّسية.

لا يوجد علاج لحمى القش، ولكن هناك عدة طرق للمساعدة على تخفيف الأعراض.


  • إعداد: أنس حاج حسن
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر