يزيد من البقاء على قيد الحياة ويعكس علامات الضرر العصبيّ والعضليّ في الفئران والجرذان.

حوالي 20000 شخصٍ في الولايات المتحدة يعيشون مع (التصلب الجانبي الضموري – ALS) المعروف أيضًا باسم (مرض  لو جير – Lou Gehrig’s disease). يقتل هذا المرض المميت دائمًا الخلايا العصبيّة التي تتحكم في عمليات المشي والأكل والتنف، فقليل من المصابين بهذا المرض يبقون على قيد الحياة لأكثر من ثلاث سنوات من بعد التشخيص.

الآن، تشير الأبحاث الجديدة التي تقودها كلية الطب في جامعة واشنطن في سانت لويس إلى أن العلاج التحليلي للشكل الموروث من (ALS) يطيل البقاء على قيد الحياة ويعكس علامات التلف العصبيّ والعضليّ في الفئران والجرذان. وأشارت النتائج التي نشرت يوم 16 يوليو في مجلة (The Journal of Clinical Investigation) إلى تجربةٍ سريريةٍ واحدةٍ أو اثنتين للتحقيق فيما إذا كان الدواء يمكن أن يفيد الأشخاص المصابين بتصلبٍ عضليٍّ مزمنٍ وهو الذي يتسبب بطفراتٍ عديدةٍ في جين يسمى بـ (SOD1).

وقال تيموثي ميلر أستاذ علم الأعصاب في جامعة واشنطن: «كان لهذا الدواء تأثيرٌ مثيرٌ للإعجاب على الفئران والجرذان بجرعةٍ واحدةٍ أو جرعتين فقط. لا نعرف حتى الآن ما إذا كان ذلك الدواء فعّالًا عند البشر، ولكننا متفائلون جدًا. لقد أكملنا المرحلة الأولى من اختبار السلامة، ونعمل الآن على العثور على الجرعة الصحيحة».

حوالي 10% من حالات المرض تُوَّرث إلى الأبناء، خُمس هؤلاء أُصيبوا بالمرض بسبب الطفرات في جين (SOD1)، إذ تؤدي هذه الطفرات إلى جعل البروتين (SOD1) نشطًا بشكلٍ مفرطٍ، ما يشير إلى أن تقليل مستويات البروتين قد يساعد المرضى الذين يعانون من طفرات الجين (SOD1).

المرضى الذين يعانون من مرض التصلب الجانبيّ الضموريّ لديهم خياراتٌ قليلةٌ للعلاج. وافقت إدارة الدواء والغذاء على عقارين فقط، وكلاهما يبطئان فقط من مسار المرض.

بالتعاون مع (Ionis Pharmaceuticals)، اختبر ميلر وزملاؤه مركبات تعتمد على الـ DNA والتي تمنع الجسم من صنع بروتين (SOD1).

اختبر ميلر وزملاؤه اثنين من هذه المركبات المعروفة باسم (oligonucleotides antisense) في الفئران والجرذان. عُدِلت الحيوانات وراثيًا لتحمل شكلًا متحورًا من الجين (SOD1) البشري، وخلال بضعة أشهر بدأت هذه الحيوانات تعاني من صعوبةٍ في المشي والتغذية.

أٌعطي قسم من الفئران الدواء الذي يعرف بـ (anti-SOD1 oligo) والقسم الآخر أعطوهم دواءً وهميًا – لا تأثير له – في اليوم الخمسين، وجرعةً ثانيةً بعد حوالي ستة أسابيعٍ. حافظت الفئران التي تلقت العقار الفعال على وزنها لمدة 26 يومًا أطول وعاشت لمدة 37 يومًا أطول من تلك التي أعطيت الدواء الوهمي، أي أنّهم حصلوا على زيادةٍ في العمر الافتراضي بنسبة 22%.

وعلى سبيل المقارنة، اختبر الباحثون أيضًا ذلك العلاج في الجرذان. كانت الفئران التي تلقّت قليلات النيوكليوتيدات أنشط بكثيرٍ من تلك التي تلقّت العلاج الوهمي. فقد حافظوا على وزنهم لأكثر من تسعة أسابيعٍ وعاشت ما يُقارب ثمانية أسابيعٍ أكثر.

كما عكس هذا الدواء علامات الضرر العصبيّ والعضليّ في الحيوانات. ففي عمر التسعة أسابيعٍ كانت الفئران التي تحمل جين (SOD1) تُظهر بالفعل علاماتٍ جزيئيّةٍ عن تدهور الوظيفة العصبيّة والعضلية.

لمعرفة ما إذا كان الدواء يمكن أن يعكس هذا التراجع، عالج الباحثون الفئران التي تبلغ من العمر تسعة أسابيع بالدواء الفعّال (anti-SOD1 oligo) والدواء الوهميّ. تحسَّنت وظيفة العضلات على مدى الأسابيع الثمانية التالية لدى الفئران التي تلقَّت الأدوية الفعّالة، في حين استمرت بالانخفاض في المجموعة الثانية. وظهرت علامة على وجود أضرارٍ عصبيّةٍ في كلتا المجموعتين، لكنّها ارتفعت بضعف السرعة لدى الفئران التي تلقت الدواء الوهميّ من تلك التي أعطيت لها قليلات النيوكليوتيدات الفعّالة.

زميل ميلر في كلية الطب، روبرت بوسيلي أستاذ مساعد في علم الأعصاب يقود مرحلةً واحدةً أو اثنتين من التجارب السريريّة في أبحاث ميلر.

صُممت التجربة لتقييم سلامة استخدام قليلات النكليوتيد عند البشر، ولم يحدد اختبار السلامة الأوليّ أيّ مخاطرٍ واضحةٍ.

الآن يختبر الباحثون جرعاتٍ وأنظمةً مختلفةً للعثور على الطريقة الأكثر فعاليّة لتقليل مستويات (SOD1) دون التسبب بأيّ  آثارٍ جانبيّةٍ غير مقبولةٍ.

وقال ميلر: «المرحلة الاولى والثانية هي حقًا تجربة للسلامة، فلا يوجد عدد كافٍ من المرضى ليتمكنوا من اختبار تأثير الدواء على المرض بدقةٍ. ولكننا مُقدمون على اختبار فرضية الاستفادة من هذا العلاج من قِبَل الأشخاص المصابين بمرض التصلب الجانبيّ الضموريّ الناجم عن الطفرة في الجين (SOD1). سيكون ذلك جيدًا، ولكن لا يمكننا أن نعرف حتى كيفية اختباره».


  • ترجمة: كنان مرعي
  • تدقيق: رند عصام
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر