الحصيّات البولية مرضٌ شائعٌ جدًّا يصيب 15% من البشر وهو داءٌ ناكسٌ بشدة ويتطلّب مقاربةً مُتعدّدة الوجوه.

أغلب الحصيّات البولية تنشأ في الكليَة وتستقر فيها أو تنزل إلى الحالب ولكن 5% تقريبًا من الحصيات البولية تنشأ في المثانة أو تنزل من الكلية إليها.

حصيّات المثانة تتشكّل تقريبًا بنفس آلية التبلور التي تتشكّل بها حصيّات الكلية وتكون عادةً تظاهُرًا لمرضٍ آخر وخاصّةً: اضطرابات التبوّل والأجسام الأجنبيّة.

اضطرابات التبوّل قد تكون ناجمةً عن انسدادٍ أو تضيُّقٍ في الإحليل أو ضخامةٍ في البروستات أو تشنّجٍ في عنق المثانة أو أمراض المثانة العصبيّة (رخوةً أو تشنُّجية)، كل الحالات السابقة تسبّب ركودًا بوليًّا وتؤهّب للإنتان وتشكّل الحصيّات ونموّها.

في حين أنَّ الأجسام الأجنبيّة كالقثاطر البولية بأنواعها المختلفة يمكن أن تشكِّل بؤرةً لتكوِّن الحصيّات في المثانة، أغلب حصيات المثانة تتكوَّن من حمض البول أو أكزالات الكالسيوم وتكون عادةً حصاةً وحيدةً كبيرة الحجم مع أنَّ 25% تقريبًا من حصيات المثانة تكون متعدّدة ومع أنَّها قد توجد بكل الأعمار وعند كلا الجنسين، ولكنّ القاعدة العامّة لحصيات المثانة هي تواجدها عند الرجال المُسنّين.

تشمل أعراض حصيّات المثانة:

أعراضٌ تخريشيّةٌ، تقطُّع رشق البول، إنتاناتٌ بوليّةٌ، بيلةٌ دمويّةٌ، ألمٌ بالحوض وأسفل البطن.
ويُوضع التشخيصُ عادةً عن طريق الاستقصاءات الشعاعية كالصورة الشعاعيّة البسيطة KUB والإيكو ونادرًا ما نلجأ للطبقي المحوري لإثبات التشخيص.

علاج حصيّات المثانة:

يبدأ بالسيطرة على الإنتان المُرافِق بالمضادّات الحيويّة المناسبة وقد نلجأ في بعض الحالات إلى الأدوية الكيميائيّة الحالَّة للحصيّات مع أنَّها قد لا تكون فعَّالةً بسبب حجم الحصاة الكبير.

يمكن تفتيت حصيّات المثانة أو تحطيمها عن طريق بعض الأدوات الخاصة التي تُدخَل إلى جوف المثانة عبر التنظير البوليّ السفليّ وفي بعض الأحيان تكون الجراحة المفتوحة هي الحلّ الوحيد الفعّال.

مع تطوّر طرق وأدوات التنظير البولي واستخدام تقنياتٍ جديدةٍ للتفتيت كالتفتيت بالليزر أو بالأمواج فوق الصوتية أو حتّى طرق الجراحة التنظيريّة أصبح اللجوء للجراحة المفتوحة نادرًا جدًّا ولكن تبقى لها استطباباتها ومن أهمّها:

  • حصيّات المثانة الكبيرة جدًا.
  • الحصيّات القاسية المُعنِّدة على التفتيت.
  • وجود اضطرابات أو أمراض هامة مرافقة للحصاة تستدعي الإصلاح الجراحي كضخامة البروستات الحميدة.

حصاة مثانة بقياس 8 سم استُخرجت بالجراحة المفتوحة من قِبَل الدكتور كاتب المقال.


  • إعداد: د. محمد الأبرص
  • تدقيق: ماجدة زيدان
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر: Smith General Urology, 16th edition