نقلًا عن خبراء ومصممين محليين؛ زعمت الصين عبر وسائل إعلامها عن نجاحها في اختبار طائرتها الجديدة والتي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وبالتالي ستكون هذه الطائرة عبّارة عن سلاح فعّال فائق السرعة، ومن الممكن أن تُطوّر مع الأيام لتُصبح قادرة على حمل عدة رؤوس نوويّة، وتتهرّب من جميع شبكات الدفاع الجويّة الموجودة، كدروع الصواريخ الأمريكيّة مثلًا.

فقد أفادت تقارير الأكاديمية الصينية للديناميكا الهوائية والطيران والتي قامت مركبة ستاري سكاي-2 (Starry Sky-2) التجريبيّة الراكبة للأمواج الصادمة، بأنها قادرة على تحقيق سرعة قصوى تصل حتّى ستّة أضعاف سرعة الصوت.

كان قد أُجري هذا الاختبار في شمال غرب الصين دون الكشف عن مكانه، حيث حُمِلَت الطائرة أولًا بصاروخ مُتعدد المراحل يعمل بالوقود الصلب قبل أن تنفصل عنه لتعمل بعده بأنظمة دفعها المُستقلّة، وقد قيل بأنها حافظت على سرعات فوق (ماخ-5.5 / Mach 5.5) لمدة 400 ثانية.

ووفقًا لصحيفة ” China Daily” فقد وصلت السرعة القصوى للمركبة إلى (ماخ 6 / Mach 6) أي ما يُعادل7400 km/h .

ولابدّ أن تُضيف لمعلوماتك بأننا (عدد ماخ – Mach number) هو عدد (لا بُعديّ- Dimensionless) أي لا واحدةَ له، يُمثّل النسبة بين السرعة الهوائية الحقيقية “المركبة” إلى سرعة الصوت في المائع المحيط.

فعندما نقول بأنَّ الطائرة تحلّق بسرعة (ماخ-1) أي أن سرعتها مساوية لسرعة الصّوت، وأنّها تحلّق بسرعة (ماخ-2) أي أن سرعتها ضعف سرعة الصّوت، وهكذا، وتعود تسميّة هذا الرّقم إلى الفيزيائي والفيلسوف النمساوي (إرنست ماخ – Ernst Mach).*

أخذت المركبة شكل الوتد المُدبب من أعلاه وحققت بعدّة مناورات لها ارتفاعاتٍ عموديّة عالية، وزوايا كبيرة ووصلت لأقصى ارتفاع أعلى من 18 ميلًا بقليل، وهبطت من بعد ذلك في المنطقة المُستهدفة كما خُطط لها، ووصف المراقبون ذلك الاختبار بأنه “نجاحٌ ضخم”.

وقد أطلقت تسمية راكبة الأمواج (waverider) على  هذا النوع من الطائرات لأنها تقوم بالركوب على الأمواج الصادمة (shock waves)؛ التي تتولّد عندما يتحرّك جسم بين طبقات الهواء بسرعة أكبر أو تساوي سرعة الأمواج الصوتيّة الناتجة، ويتم تحسين نسبة الرفع إلى السحب (Lift-to-drag ratio) فوق الصوتيّة عن طريق عمليّة تُسمّى رفع الضغط (compression lift).

وبسبب سرعتها الفائقة بالإضافة لمسارات الطيران التي لا يمكن التنبّؤ بها، فإن ذلك يجعل من اعتراضها أمرًا صعبًا على أنظمة الدفاعات الحاليّة.

يقول الخبير والمحلل العسكري الصيني ” Song Zhongpin” لصحيفة ” Global Times” الصينيّة: «إن إعلان الصين لجمهورها عن اختبارها الناجح ما هو إلا إشارة بأنها قد حققت فعلًا قفزة كبيرة في تكنولوجيا السلاح، وقد أظهر الاختبار بأن الصين تتقدّم جنبًا إلى جنب مع الولايات المتّحدة وروسيا». وكما هو الحال مع الصين، فإنَّ كلًا من الولايات المتّحدة وروسيا تجريان تجارب على أنظمة مركبات تفوق سرعة الصوت.

لنأخذ روسيا على سبيل المثال، فمن المتوقع أن  تطلق خلال العام المقبل مركبتها  الفرط صوتيّة “Avangard ” على صاروخها المحلي “Sarmat ” العابر للقارات.

ويُعد تقدّم الصين في هذه المنطقة مرعبًا بشكل خاص للولايات المتحدة الأمريكية، لأن الدلائل تُشير إلى أن تطويّر هذه الأنظمة يُعد من أبرز الأولويات على مستوى الدولة.

يقول ستيفن ووكر (Steven Walker) مدير مشروع “DARPA”: «إذا ما نظرت إلى أقراننا من المنافسين، والصين واحدة منهم، فإن عدد المُنشآت والمرافق المُخصصة لتجهيز المركبات الفرط صوتية يفوق العدد الموجود في هذا البلد، إنهم متجاوزون عنا بسرعة تصل إلى الضعف أو حتّى ثلاثة، وهذا يوضح بأن الصين جعلت من هذا الأمر واحدًا من أولويّاتها الوطنيّة، ونحن بحاجة لفعل المثل».

وتشمل المشاريع الأمريكية المركبة ” Hypersonic Technology Vehicle 2″، والصاروخ الفرط صوتي الذي يُمكن إطلاقه من طائرة حربيّة أمريكية.

من المتوقّع أن تقوم الصين باختبارات اضافية لطائرتها الجديدة بخطوات مُتسارعة للتقدّم نحو الأمام.

ووفقًا للبيان الصادر عن الأكاديمية الصينية للديناميكا الهوائية والطيران: «لقد وضع الاختبار الأول أساسًا تكنولوجيًا متينًا للتطبيقات الهندسيّة الداخلة في تصميم راكبات الأمواج الصادمة».

وبالرغم من أن  الصين كانت تختبر الطائرات الانزلاقيّة/الانحداريّة (glide) منذ عام 2014 بسرعاتٍ تفوق سرعة الصوت، ولكن هذه الطائرة الأولى من نوعها التي تفوق سرعة الصوت باستخدام تكنولوجيا ركوب الأمواج الصادمة، وتبعًا لخبراء مراقبين، فإن تصميم الطائرة ما زال بعيدًا من ثلاث إلى خمس سنوات قبل أن نعتبر الطائرة سلاحًا.


  • ترجمة: رامي الحرك
  • تدقيق: قيس شعبية
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر