وفقًا لأبحاث جامعة نورث وسترن الجديدة، في الماضي في السبعينيات، عندما طُلب من الأطفال الأمريكيين أن يرسموا عالِمًا، رسم أقل من %1 منهم امرأة.

وبعد خمسة عقود، عندما طُلب من الأطفال الأمريكيين أن يقوموا بنفس العمل، واحد من كل ثلاثة رسم امرأة!

المسار الجديد يُثلج القلوب، مع ازدياد أعداد النساء اللواتي يدخلن مجالات العلم، ومع ازدياد ظهور النساء العالمات في الإعلام، أصبحت الأفكار النمطية التي تربط العلم بالرجال في الغالب ضعيفة بشكلٍ كبير.

قال الكاتب الرئيس (ديفيد ميلر – David Miller)، عالم نفسٍ مُرشَّح للدكتوراه في نورث وسترن: «مع هذه الاختلافات في الأفكار النمطية، قد تطورت في السنوات الأخيرة اهتمامات الفتيات في العلوم بحرّية أكثر من قبل».

اقترحت دراسات سابقة أن هذه الأفكار النمطية حول نوع الجنس تستطيع تشكيل اهتمامات الفتيات في الأنشطة، والمهن المتعلقة بالعلوم.

تشكّل هذه الدراسة (ارسم عالمًا – Draw A Scientist) أول مراجعة منهجية وكميّة للأفكار النمطية التي تربط العلم بالجنس.

ومن أجل أن تلاحظ كيف تغيرت الأفكار النمطية للعلماء عبر الوقت: جمعت الدراسة السابقة نتائج 78 دراسة أمريكية لـ (ارسم عالمًا – Draw A Scientist)، والتي شملت أكثر من 20,000 طفلًا أمريكيًا من الحضانة إلى 12 عامًا.

بينما في الدراسة الأولى، التي حدثت بين 1966 و1977، رسم أقل من 1% من 5000 طفلًا تقريبًا صورة تمثّل امرأة.

وقد أظهرت أعمالهم الفنية بشكلٍ حصريّ رجالًا يعملون في المعمل مع المعطف الأبيض الكلاسيكيّ، ونظارات وقفازات.

حتى الآن، في الدراسات التي أُجريت بين 1985 و2016، وُجد أن 28% من الأطفال في المتوسط رسموا عالمة، بل وكل الفتيات والأولاد رسموا عالمات أكثر مع مرور الوقت، رغم أنه في الأساس رسمت الفتيات عالمات أكثر من الأولاد.

قالت الكاتبة المساعدة (أليس إيجلي – Alice Eagly): «تظهر نتائجنا أن الأفكار النمطية للأطفال تتغير كلما تغيرت أدوار النساء والرجال في المجتمع.

لا يزال الأطفال يرسمون علماء أكثر من عالمات في الدراسات الأخيرة، لكن هذا متوقع لأن النساء يبقون أقليةً في مجالات علمية عديدة».

كان الباحثون فضوليين ليعرفوا تمامًا متى يبدأ الطفل الأمريكي في تكوين أفكار نمطية حول جنس العلماء، ووجدوا أنه في عمر الـ 5 سنوات، رسم الأطفال الأمريكيون نسبًا متساوية تقريبًا من العلماء الذكور والإناث.

لكن خلال المرحلة الابتدائية والإعدادية، بدأ الميل لرسم عالم ذكر أكثر من عالمة، وازداد مع ازدياد السن، هؤلاء الأطفال الكبار كانوا أيضًا أكثر ميلًا لرسم تفاصيل نمطية أخرى؛ مثل المعطف الأبيض والنظارات.

تظهر النتائج أن الأفكار النمطية للعلم يتم تعلمها مع السن وتتطور كلما كبر الأطفال.

قال (ديفيد أوتال – David Uttal) كاتبٌ مساعدٌ في الدراسة: «هذه التغيرات خلال عمر الطفل توضح على الأرجح أن تعرّض الأطفال للعلماء الرجال يتراكم خلال النشأة، حتى خلال السنوات السابقة».

ما الأخبار الجيدة؟

إذا كانت هذه الأفكار النمطية يتم تعلمها من خلال الملاحظة، يمكن أيضًا أن يتم تغييرها من خلال الملاحظة.

قال أوتال: «من أجل بناء التغيرات الثقافية، يجب على المعلمين والآباء تقديم أمثلة متعددة من العلماء الإناث والذكور للأطفال من خلال سياقاتٍ متعددة؛ مثل الدورات العلمية، البرامج التلفزيونية، والمحادثات غير الرسمية.


  • ترجمة: يوسف ياسر
  • تدقيق وتحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر