نجح العلماء في زراعة الرئات المُهندسة جينيًّا داخل خنازير لأول مرةٍ، وفقًا لدراسةٍ نُشِرت في مطلع هذا الشهر في (science translational medicine).

جمع الفريق رئتين من خنازير ميْتةٍ لبناء مقوّم للرئة المُهندسة جينيًّا بشكلٍ أسرع.

كما استخدموا محلولًا من الصابون والسكر من أجل قتل خلايا الرئة، تاركين الكولاجين فقط -وهو البروتين الذي يُشكّل هيكل الدعم للعضو- ومن ثّم أزالوا رئةً واحدةً من كل خنزيرٍ مُستقبلٍ، واستخدموا بعض الخلايا من هذه الرئات مع الكولاجين وعوامل النمو والأوساط لإنماء رئةٍ جديدةٍ في مفاعلٍ حيويٍّ.

بعد شهرٍ زُرِعَت الرئات في الخنازير المُستقبِلة، وبسبب كون الخلايا جاءت من الحيوان نفسه الذي استقبل الرئة المُهندسة جينيًّا؛ لم يكن هنالك أيّ رفضٍ من قِبَل الجسم للعضو.

قتل الباحثون الحيوانات المُستقبِلة قتلًا رحيمًا واختبروا رئاتهم لعشر ساعاتٍ ومن ثم لأسبوعين ولشهرٍ ولشهرين عقب الزراعة.

ووجد الفريق أنّه قبل قتل الخنازير كانت الرئات المزروعة متطورةً دون أيّ مساعدةٍ خارجيّةٍ كما خُلِقت الأوعية الدموية المُناسبة لبقائها.

يقول جون هانت -الذي درس هندسة الأنسجة في جامعة نوتنجهام ترينت في المملكة المتحدة ولم يُشارك ضمن البحث- لصحيفة (BBC NEWS): «تسهل الرئة المُهندسة جينيًّا تطوّير الإمداد الدمويّ وتوفر إنشاء نبيت -أو ما يُعرف بفلورا- ميكروبي طبيعي في الرئة».

على الرغم من أنّ الرئتين المزروعتين منذ شهرين لم تُجمّعا السائل الذي يُفصح عن عدم تطوّر العضو، إلّا أنّهما لم تتطورا بما فيه الكفاية لتأدية عملهما المُتمثل بإمداد الحيوان بالأكسجين.

ويأمل الباحثون أن يتوصلوا يومًا ما إلى إمكانية زراعة الرئة المُعدّلة جينيًّا داخل الإنسان في غضون عقد، كما ذكر جون نيكولاس -المؤلف المُشارك من جامعة تكساس في جالفيستون- لموقع (Popular Science): «على الفريق أن يُثبت قدرة الحيوانات على البقاء اعتمادًا على الأكسجين الذي توفرّهُ الرئات المُهندسة جينيًّا وحدها».


  • ترجمة: أسماء علي داوود
  • تدقيق: رند عصام
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر