وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على دواء مُعدِّلٍ هرمونيٍّ يُدعى  Elagolix من أجل علاج الألم الناجم عن مرض الانتباذ البطاني الرحمي-Endometriosis. هذا العلاج الفموي اليومي المصنَّع من قبل شركة صناعة الأدوية العملاقة AbbVie سوف يُسوَّق تحت الاسم التجاري Orilissa، ويجب أن يصبح متوفّرًا في وقت قريب جدًّا في شهر آب.

تشير التقديرات إلى أنّه من بين 1-10% من النساء سوف يعانين من داء الانتباذ البطاني الرحمي خلال سنوات حيضهنّ، وهناك حوالي 176 مليون امرأة حول العالم يعانين من المرض حاليًّا. يتميّز هذا المرض بنموّ النسيج المبطن للرحم في أماكن غير طبيعية من الجهاز التناسلي الأنثوي.

هذه الجزر من بطانة الرحم تسبّب ألمًا حوضيًّا غالبًا لأنّها – كما النسيج الرحمي الطبيعي – سوف تلتهب نتيجة تدفّقات الهرمونات خلال الدورة الطمثية.

تعاني بعض النساء من الألم خلال أوقات محدّدة فقط من دوراتهنّ، وبعض النساء يعانين من ألم مستمرٍّ تقريبًا وذلك لأنّ هذه الآفات النسيجية تسحب الأعضاء القريبة أو تصبح كبيرة بشكلٍ كافٍ لكي يتطوّر لها نهايات عصبية خاصّة بها. من الممكن أن تؤدّي الآفات غير المعالجة إلى عقم.

على الرغم من وجود العديد من الخيارات المتاحة لتدبير نمو البطانة بحدّ ذاته، ليس هنالك أيّ أدوية لمعالجة الألم المرافق لهذا المرض بشكلٍ خاصّ، وهذا الأمر يجبر المرضى على إراحة أنفسهم عبر استخدام ترسانتهم التقليدية من مضادّات الالتهاب اللاستيروئيدية ومسكّنات الألم الأخرى.

ونظرًا للاحتياجات غير المُلبَّاة لأدوية الانتباذ البطاني الرحمي – لم يُقدَّم أيُّ منها خلال العقد الماضي – وبيانات التجارب السريرية الواعدة، اختارت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الاستعجال بتطبيق العقار الجديد Elagolix’s new drug application (NDA)، وهو تصنيف يُعرَف بمراجعة الأولوية، يعود لتشرين الأول عام 2017.

يعود قرار الموافقة على الدواء بشكل كبير إلى نتائج دراستين حديثتين وصلتا للمرحلة الثالثة، تمّ إجراؤهما على ما يقارب 1700 امرأة يعانين من آلام الانتباذ البطاني الرحمي بشكلٍ معتدلٍ لشديد. إنّ المريضات اللواتي تلقَّين 150 ملغ من Elagolix مرّةً واحدةً يوميًّا لمدّة سنتين أو 200 ملغ مرّتين يوميًّا لمدّة ستّة أشهر كان لديهنّ انخفاض كبير في الآلام الحوضية المرافقة للدورة الطمثية والآلام الحوضية غير المتعلّقة بالدورة الطمثية والألم أثناء ممارسة الجنس.

يعمل Elagolix عبر حَصْر تأثير الهرمون المُطلق لموجِّهات الأقناد (GnRH) ما يؤدّي إلى تثبيط شلّال الإشارات المؤدّية إلى إنتاج الإستروجين، ولسوء الحظ، فإنّ انخفاضَ مستويات الهرمونات الجنسية معروفٌ بأنّه يقلّل من الكثافة المعدنية العظمية-Bone Mineral Density (BMD)، وقد أكّدت تجارب Elagolix أنّه بالفعل هنالك خسارة في (BMD) تعتمد على الجرعة المستخدمة، ولهذا السبب لم تتمّ الموافقة على استخدام العقار على المدى الطويل.

وقال الدكتور هيو تايلور Hugh Taylor، وهو أحد الباحثين في الدراسة من كلية الطب في جامعة يال، في بيان أصدرته شركة AbbVie: «إنّ النساء اللواتي يعانين من مرض الانتباذ البطاني الرحمي قد يخضعن لعلاجات طبية وإجراءات جراحية متعدّدة من أجل تخفيف الألم، وقد منحتِ الموافقةُ على هذا الدواء الأطبّاءَ خيارًا علاجيًّا إضافيًّا يعتمد على نوع وشدّة الألم المرافق الذي يختلف من امرأة لأخرى».

وكما هي العلاجات الهرمونية الأخرى، يتداخل دواء Elagolix مع عدّة أنواع من حبوب منع الحمل، والمريضات اللاتي يحاولن تجنّب الحمل يجب عليهنّ استخدام وسائل منع الحمل الخالية من الهرمونات مثل الواقي الذكري، وتحذّر شركة AbbVie النساء اللواتي يرغبن بالحمل بوجوب عدم تناول هذا الدواء.


  • إعداد: أنس حاج حسن
  • تدقيق: اسماعيل اليازجي
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر