من المُمكن أن يكون النوعُ القديم والمعروف باسم الهومو إراكتوس (الإنسان المنتصب) قد انقرض لأنّه ببساطةٍ لم يكن يعمل بصورةٍ جادّةٍ كفاية، وفقًا لدراسةٍ جديدةٍ نُشِرَت في دوريّة (PLOS One).

ولكي نحصل على لمحةٍ عن حياة أسلافنا، حلّل باحثون من (جامعة أستراليا الوطنية – ANU) آلاف الآثار، متضمنةً رقائق وفؤوسًا يدويّة وسواطير، في منطقة شبه الجزيرة العربية في حقبة العصر الحجريّ القديم السفليّ والتي امتدّت من 2.5 مليون سنة وحتى 200 ألف سنة من الآن.

ويبدو أنّ الهومو إراكتوس قد عاشوا هنا، وجمعوا في نفس الوقت الموارد، وصنعوا الأدوات دون أن يبذلوا أيّ مجهودٍ يُذكر.

يقول سيري شيبتون (Ceri Shipton)، الباحث الرئيس: «يبدو أنّهم لم يكونوا يضغطون على أنفسهم بالمرّة. لا أستطيع القول إنّهم كانوا مستكشفين يبحثون في الأفق، إذ لم يكن لديهم الشعور بالفضول الذي نملكه الآن».

يبدو أنهم تكيّفوا في مناطق سكنهم الموجودة في منابع اثنين من أهم الأنهار المُنقرِضَة، كان من السهل -في هذه المناطق- الوصول إلى الماء والصخور، فلماذا لا تدع البضاعة تصل إليك؟

وفي هذا الموقع، نظرنا إلى وجود بروزٍ لصخورٍ جيّدة على مسافةٍ أبعد بقليلٍ فوق تلٍّ صغير، ولكن بدلًا من التسلّق فوق التل، كانوا يعتمدون على القطع التي تتدحرج، وهم مستلقون في القاع!».

عثر علماء الآثار على بروزٍ صخريٍ على مسافةٍ قريبة من الموقع، ولكنّهم لم يجدوا أي علامةٍ على فعاليات، أدوات، أو استخدامٍ للصخور.

«لقد علموا بوجوده، ولأنّهم كانوا يحصلون على مواردَ كافيةٍ يبدو أنّهم قالوا ’’لماذا نتعب أنفسنا؟‘‘».

أثبت نمط حياتهم المعتمِد على أقلّ مقدارٍ من المجهود فعاليته لفترةٍ قصيرة، أشار الباحثون إلى أنّهم كانوا «أقوياء وناجحين لبعض الوقت»، ولكنَّ عجزهم في التطوّر تقنيًا كان سبب سقوطهم.

مقارنةً بالهوموسيبيان والنياندرتال الذين تسلقوا الجبال وقاموا بنقل الموارد المُستخدَمة في صنع الأدوات لمسافاتٍ طويلةٍ، لم يقم الهومو إراكتوس بتطوير أدواتهم بنفس السرعة المطلوبة المتطلّبة لبقائهم.

تُظهر الرواسب أنّ بيئة شبه الجزيرة العربية قد تحوّلت بصورةٍ تدريجيّةٍ إلى صحراء، ولكن على الرغم من هذا التغيّر، بقيت الأدوات التي يستخهدما الهومو إراكتوس بنفس التكوين والحجم.

ويقول شيبتون: «لم يكونوا كسولين فحسب، بل كانوا محافظين للغاية، لم يكن هناك أيّ تطوّر، وأدواتهم ليست بعيدة أبدًا عن الأنهار الجافة الآن، أعتقد أنّه في النهاية أصبحت البيئة جافةً للغاية بالنسبة لهم».


  • ترجمة: سنان حربة
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر