على الرغم من حدوث ذلك في 1969، فإن لأول هبوط على القمر تأثيرًا بارزًا ودائمًا على العالم.

أبولو 11 – Apollo 11، المهمة الأولى من نوعها التي قادت الإنسان إلى الهبوط على سطح القمر، تُعدّ تتويجًا لعمل وكالة ناسا لعشرات السنين.

بدا حُلم جون كيندي بوضع إنسان على القمر مُضحِكًا وتافِهًا للكثيرين، لكنهُ يبقى واحِدًا من أعظم الإنجازات التي قام بها البشر وأكثرها براعة.

لا يُمثل الهبوط على سطح القمر التقدم في التكنولوجيا فحسب، بل ويمثل أيضًا رمزًا للإنجازات البشرية.
يتقلّب البعض بين نظرية المؤامرة، والنظرية التي تقول إنه مُزيف.

التكنولوجيا

التقدم التكنولوجي الذي يحتاج إليه برنامج أبولو أدّى إلى ابتكارات في الصواريخ، والحواسيب، ومواد الفضاء الأخرى.

زوّدت (بعثات عطارد والجوزاء – The Mercury and Gemini missions) الأُسس لأنظمة أبولو، لكن أنظمة دعم الحياة، وأنظمة التوجيه والحاسوب تحتاج إلى ترقيات لتدعم رحلة البشر القاسية الطويلة.

عمل كبار العلماء من أنحاء العالم في الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي من أجل حل هذه المشاكل.

ألهم البث التلفزيوني لأول هبوط على سطح القمر أجيالًا جديدة من الناس لأن يصبحوا عُلماء؛ لأن الابتكارات والإنجازات الجديدة بدت ممكنة، طُوّرت تكنولوجيا أبولو لتسمح بالتالي بتطوير محطات الفضاء ومركبات الفضاء الجديدة.

الوحدة

وحّد أول هبوط على القمر الناس ولو لوقتٍ وجيز من الزمن، فعندما خطا (نيل أرمستنورغ – Neil Armstrong) على القمر شاهده 600 مليون إنسان على التلفاز.

عرف الناس من جميع أنحاء المعمورة الأحداث المُهمة التي ستحدُث، فاستعدوا حتى لا يفوتوا شيئًا.
وضع الناس خِلافاتهم جانبًا وشاركوا اللحظة، صُور الأرض المُلتقطة من أفق القمر جعلت كوكبنا يبدو صغيرًا، وضعيفًا، ووحيدًا في الفضاء.

في الوقت الذي كانت فيه حرب فيتنام والحرب الباردة مُهيمنة على الأخبار؛ كانت الصور لأول هبوط على القمر بمثابة لحظةٍ لاختفاء هذه الأخبار.

المُعارضون

لم يرَ كُل شخص الهبوط على القمر حدثًا إيجابيًا، مع كُل الحروب والتوتر الذي كان يسود العالم، رأى الكثير من الناس السباق للوصول إلى القمر إهدارًا للموارد الوطنية.

تعجّب المُعارضون من عدم إنفاق هذا المال للقضاء على المجاعات أو لإنهاء الحرب، أو ربما، لم يروا ما قدّمه الهبوط على القمر للبشرية.

في الحقيقة، مُهمات أبولو التي تبعت أول هبوط تلقّت القليل من الاهتمام، ورأى أولئك الذين عارضوا المهمة أن فُقدان الاهتمام وقصر العُمر المتوقع للبرنامج دليلًا ًعلى أنها كانت مُهمة تافِهة.

المؤامرة

لم يُحافظ شيءٌ على ذكريات الهبوط الأول على القمر ويجعلها مستمرة حتى الآن أكثر من نظرية المؤامرة.

قادت التناقضات المزعومة بعض الناس إلى الاعتقاد أن الهبوط على القمر لم يحدث أبدًا.

قِلة النجوم في الصور، رفرفة العلم الذي غرسه رواد الفضاء، جعلت الكثير يزعم أن صخور القمر كانت مزيفة، ما أدى إلى إشعال نيران نظرية المؤامرة.

لا تظهر نجوم في الصور؛ لأن سطوع سطح القمر جعلها تبدو شاحبة، وكانت رفرفة العلم بسبب لويِ رواد الفضاء العلم باتجاه الأرض، كما أظهرت صخور القمر دليلًا على التشكل في بيئة منخفضة الجاذبية.

بالرغم من أن مُعظم الناس يُصدقون دحض العُلماء لهذه الادعاءات المُزيفة، فما زال البعض يرفُض الوثوق في الأدلة المُعطاة ويؤكد أن الهبوط بأكمله مُزيف، وصُوّر في استوديو للأفلام.


  • ترجمة: نادر الغرياني
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر